الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلّ عقل نبيّ-3 السيد بوش أم الحاكم بأمر الله

ثائر زكي الزعزوع

2005 / 10 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


منذ أن أعلن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش حربه على الإرهاب، والتي أعلن في بدايتها أنها ستكون حربا صليبية، أثار استهجان الزعماء والمفكرين والشعوب في مختلف دول العالم.
واليوم مازال الزعيم "الصليبي" يخوض حربه المتطرفة مرتديا قناع عدوه اللدود زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فكلاهما يعلن حربا متطرفة... كل واحد على طريقته الخاصة. بوش يعلنها حربا على الإرهاب ترتدي رداء الحروب الصليبية، وبن لادن يعلنها حربا على الكفر وترتدي لباس الفتوحات، فقد أطلق تنظيم القاعدة على هجمات سبتمبر الشهيرة تسمية غريبة "غزوة مانهاتن" مستعيدا بذلك الغزوات التي بدأت مع ظهور الإسلام، وكأن بن لادن أحد الخلفاء، وربما هو نصب نفسه كذلك، كما نصب السيد بوش نفسه منفذا لإرادة السماء، ضاربا عرض الحائط بكل العلمانية التي قامت عليها الولايات المتحدة الأميركية، وسواها من دول ما بعد الحرب العالمية الثانية.
حرب بوش على أفغانستان الدولة المتخلفة الفقيرة كانت حربا طاحنة استخدمت فيها تقنيات ومعدات عسكرية لم تستخدم من قبل، وكان الهدف منها الثأر من تنظيم القاعدة الذي كان يتخذ من أفغانستان موطناً له، ومبرر الحرب كما قلنا الثأر وهي عادة لطالما انتقدت شعوب الشرق بسبب تفشيها وانتشارها، فالعربي يأخذ ثأره ولو انقضت أربعون سنة، أما بوش فلم ينتظر سوى أشهر قليلة ليدك وبلا هوادة كل ما ينبض بالحياة في أفغانستان، فيزيح نظاماً ويأتي بنظام جديد.
بعدها بأشهر "وردت توجيهات إلهية إلى الحاكم بأمر الله السيد جورج بوش ليبدأ حربا جديدة"، وهذه المرة أعلن مسوغات حربه، التي ثبت كذبها فيما بعد، فالنظام العراقي يشكل خطرا على العالم لامتلاكه أسلحة تدمير شامل وزئبقا أحمر، ومياها ثقيلة وأشياء كثيرة اتهم بها نظام بغداد ولم يذكر الرئيس الأميركي أو اتباعه في فترة التحضير لحربهم الإلهية أي شيء عن حقوق الإنسان والاستبداد، وحين اندلعت الحرب ووضعت أوزارها وزال نظام صدام وتبين كذب "صقور الإدارة الأميركية" بدأت مفردات الديمقراطية، وحقوق الإنسان والرخاء والعدالة تظهر بديلا عن أسلحة الدمار الشامل، التي جعلت وزير الخارجية الأميركي السابق الجنرال كولن باول يعلن أن كذبه بشأن امتلاك العراق لها سيظل وصمة عار في جبينه إلى الأبد.
بوش الآن يتربص ويعد العدة ربما لأمر إلهي جديد يأتيه، فيجهز جيوشه لينفذ ذلك الأمر، والغريب أن لا أوامر إلهية وجهت إلى جورج دبليو بوش ليضرب كوريا الشمالية العدو التقليدي والتاريخي للولايات المتحدة منذ نصف قرنا تقريبا والتي تعلن سرا وجهرا بأنها تمتلك أسلحة تدمير شامل، ونظامها يعلن على الملأ بأنه نظام ديكتاتوري، ولا حقوق للإنسان أو لسواه في كوريا الشمالية، بل إن الولايات المتحدة امتثلت للرغبات الكورية بالمفاوضات ولم تفقد الأمل من إمكانية التوصل إلى حل بطرق سلمية، والسلم ليس من المفردات التي يتقن بوش التعامل بها مادام وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بـ"رجل السلام" بينما يخشى شارون تلبية دعوة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لزيارة لندن خوفاً من الاعتقال كونه مجرم حرب.
ويبدو أن الرئيس الأميركي لديه مشاكل في اللغة فهو لا يفرّق بين الحرب وبين السلام، ومادام يوحى إليه "ولا ينطق عن الهوى" فأظن أنه يفهم الوحي بغير معناه، فلم نسمع عن نبي كان محارباً، وربما تكون مفردة النبوة قد تغيّرت مع ظهور هذا النبي المحارب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-