الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدود العقل في الفكر السياسي الاسلامي

عمر يحي احمد

2015 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ما هو العقل ؟
لا يمكن إيجاد تعريف حقيقي لمفهوم العقل لان الذي يقوم بتعريف العقل هو العقل نفسه فكيف للعقل إن يعرف نفسه بنغسه .؟
ثمة خلافات و إتفاقات حدثت بين البشرية حول وظيفية العقل و حدود إستخدامه في جميع الفترات الزمانية ولم يكن الفكر السياسي اﻹ-;-سلامي بمعزل عن هذه اﻹ-;-شكالية و عند النظر إلى خارطة اﻹ-;-عراب السياسي لطبيعة حدود العقل في الفكر السياسي اﻹ-;-سلامي تبرز ثلاثة مدارس رئيسية لحدود العقل وهي :
1 - مدرسة النقل
وهي تدعو إلى تحييد العقل أمام النص بغض النظر عن واقعية النص المعاصر و بالتالي تصبح حدود العقل عند عدم وجود النص فمتي ما وجد نص إنتهت الحاجة للعقل ومن ابرز فرق هذه المدرسة الصوفية والسلفية .
2 -مدرسة العقل
وهي تؤمن بمبدأ حاكمية العقل و النظر إلى اﻷ-;-شياء من مدخل العقلانية فالعقل مقدس و النصوص متغيرة و الواقع مختلف فلا حدود للعقل ولعل من أبرز فرق حاكمية العقل في الفكر السياسي اﻹ-;-سلامي هي فرقة المعتزلة
3 - مدرسة الكليات
وهي جاءت لتوفيق بين العقل والنقل و النص و الواقع وهي تضم مجموعة من المفكرين والعلماء لا تؤيد هذه المدرسة إتجاه الاستخدام المطلق للعقل او اﻹ-;-قصاء الكامل له وعليه تصبح حدود العقل في تحقيق الغايات والكليات الكبرى و ترك هامشية الخلافات الجزئية بين النقل والعقل .
ثانيا: طبيعة العقل
الشيء الوحيد الذي لا يمكن تقيده هو العقل و الشيء الوحيد الذي يجب تقيده هو العقل حقيقة حتمية تعارضية تدل على التناقض وتكامل إتفاق المتناقضات فمن المسلمات البديهية التي يجب اﻷ-;-خذ بها هي إنسانية العقل و محدودية النص و خصوصية الواقع فالعقل سابق للدين من حيث الاسبقية المكانية و الزمانية و بالعقل يعرف الحق من الباطل والخير عن الشر و بحاكمية المصلحة العامة تتفق اﻹ-;-نسانية و بالنص تظهر الخصوصية .
وعند النظر إلى طبيعة العقل لابد من تخصيص نوعية العقل لتتلائم مع واقع اﻹ-;-شكالية سواء كانت كلية او جزئية لحل معضلة الظاهرة في ميزان العقل وهنالك ثلاثة مستويات للعقلانية وهي
1 - العقلانية الطبيعية وهي تنشأ من العقل الذي يشترك فيه الجميع
2 - العقلانية المكتسبة وهي تنشأ من خلال تقيد العقل بالنص.
3 - العقلانية المتمردة وهي التي تسعى إلى رفض مسلمات النص و مخلفات النقل والنظر إلى ما وراء النصوص
ثالثا : تقنين حدود العقل في الفكر السياسي اﻹ-;-سلامي
من خلال النصوص الواردة في مصادر الفكر السياسي اﻹ-;-سلامي يتضح إن اﻹ-;-سلام في بعده السياسي لم يمنع إستخدام العقل او العقلانية فقد أطلق حدود العقل إلى أقصى حد لكنه أشار إلى محدودية العقل في فهم اﻷ-;-شياء وتفسير الظواهر كما يبدو إن اول من منع إستخدم العقل في الفكر السياسي هم حكام اﻷ-;-مصار لان ذلك قد يتعارض مع حكمهم و حاكميتهم خصوصآ في ما يتعلق بنصوص شروط الحكم والخلافة و واجبات الراعية و حقوق الرعية .
إن تقييد العقل في بعده السياسي يؤدى إلى تقييد اﻷ-;-مم عن التطور و النهوض و مواكبة الحاضر و اﻹ-;-فتخار بالماضى على هذا اﻷ-;-ساس يجب إستخدام العقل لتطوير واقع المسلمين إعادة ترميم الفكر السياسي اﻹ-;-سلامي مع إحادث تحالف بين العقل و النقل من جانب و النص و الواقع من جانب اخر مع إستصحاب حدود العقل و محدودية العقل للوصول إلى الغايات من خلال تنويع الوسائل.
كنظرة لما وراء العقل
لا يمكن تقييد العقل اﻹ-;-نساني إلا من خلال إعطاءه اقصى درجات الحرية فمتي ما نال العقل حريته فقد تم تقييده
ــــ
أ ـ عمر يحي أحمد ، جامعة الزعيم الازهري ، كلية العلوم السياسية و الدراسات الاستراتيجية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى حماس لاستنساخ تجربة جزب الله في لبنان داخل غزة لبناء


.. أمريكا.. الشرطة تعتقل طلابا في احتجاجات مؤيدة لفلسطين بجامعة




.. تجمع فرق البحث والإنقاذ للعثور على طائرة نائب رئيس مالاوي


.. استهدف الاحتلال الإسرائيلي منطقة الهرمل في لبنان




.. الإعلام الإسرائيلي يسلط الضوء على المشهد السياسي المحتقن