الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أن إيران بريئة أم الرس نداس

فرات المحسن

2005 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في حديث منسوب للنبي محمد يقول فيه ( الرس نداس) ويعني سيطرة ما فطر عليه الإنسان وما تعلمه في حياته وما رسخ في نفسه مما تعلمه ولقن له في عائلته ومجتمعه.وهذه المقولة علمية خالصة وقد أثبتت صحتها على مدى الدهور. فمن سجايا البشر أنهم يتبعون أهوائهم ورغباتهم وعواطفهم وما جبلوا عليه في اتخاذ المواقف والتعبير عن خوالج الذات وبالأخص في المواقف الصعبة والمتشنجة أو ردود الفعل المتعجلة وهذه سمة طبيعية لن يستطيع البشر التخلي عنها أو نزعها والتجرد منها بسهولة فهي نقش في الحجر مثلما يقول المثل وميل فطري للتعبير عن طباع مكتسبة يظهرها المرء وقت الحاجة .
لست ممن يعيبون الأخر ويطلقون عليه صفة (غير عراقي) وبالذات لمن هاجرت عائلته من بلد أخر وتوطنت العراق.فنظرتي للجميع بأنهم عراقيين خلص. فالعراق تعرض لهجرات كثيرة وكبيرة على مدى طويل من الزمن بسبب خصوبة أرضه ووضعه الاقتصادي ووجود أضرحة الأولياء وانتشارها في أراضيه، وغيرها من الحسنات والأسباب التي تفتقدها بعض مناطق الجيران. تكرر الهجرات على العراق جعلت طبيعة تركيبته السكانية عرضة للتغيير المستمر فأصبح أحد أكثر شعوب الأرض تنوعا أثنيا وطائفيا. ولا زال العراق يتعرض لهجرات فردية وعائلية إما طلبا للرزق أو غير ذلك من الأمور الحياتية.أذن العراق خليط متنوع من أقوام وطوائف،ومنهم العرب الذين هاجروا من الجزيرة العربية ليستوطنوا العراق وسبقتهم عشائر عربية كانت من سكان العراق الأصليين ومثله حدث لعرب من الأحواز قدموا الى جنوب ووسط العراق وبالعكس وذات الشيء تعرضت له جميع مناطق العراق دون استثناء وكانت الهجرات في أغلبها تتكون من قبائل وعوائل تركية وفارسية وأفغانية وعربية وغيرها من أجناس قدمت من أراضي إيران والأسكندرونة وديار بكر أو سوريا وحتى أفغانستان.
ربما تكون واحدة من الهجرات المهمة والتي لازالت تشكل مصدر نزاع وخصومة ويختلف فيها الكثيرون هي هجرة عوائل كثيرة من الإيرانيين لوسط وجنوب العراق واختلاطهم بالقومية العربية بحكم الموقع الجغرافي والقرب المذهبي والثقافي.وهؤلاء المهاجرون مروا بالكثير من الظروف الحياتية الصعبة وعانوا من مشاكل ليست بالقليلة ولكنهم في النهاية أظهروا قوة الشكيمة والقدرة والعزيمة على إثبات الوجود وبدءوا يأخذون مكانتهم الطبيعية في المجتمع العراقي كمواطنين عاديين وأصيلين.ولكن بعض الحجج التي كانت تثلم وطنية البعض منهم وتنفي إخلاصهم للعراق ، تأتي من رفض البعض منهم سابقا، وبحجج واهية، الحصول على الجنسية العراقية وامتناعهم عن قبول المواطنة العراقية ليس فقط في الوثائق الرسمية وإنما عبر الإصرار على التشبث بارتباطهم ومرجعيتهم الوطنية وتبعيتهم العاطفية الاجتماعية والثقافية والسياسية لإيران سلطة وشعب وأرض . وقد استمر هذا الإشكال يلتصق بعوائل معروفة وبمسميات إيرانية خالصة عاشت في العراق ويوجد من أبنائها اليوم من ينسب الى الجيل الخامس أو السادس ممن ولد وترعرع في العراق ولا علاقة له بإيران.
الملتبس في الأمر هو وجود نوع أخر من هؤلاء وبالرغم من حصوله على الجنسية العراقية فأنه يشعر باستمرار بقربه الروحي من الشعب الإيراني واعتقاده الراسخ بأن إيران هي الموئل الملهم ، وأن عواطفه ووشائجه وميوله تستنبط من مركب وعقدة الانتماء خارج حدود العراق. ولا زال ذلك النزاع يصارع ضمائرهم بشدة، ولكن في الغالب فأن العواطف والتربية البيتية والفكر الجمعي والتمسك بالغة الأم وبالعلاقات الاجتماعية والثقافية المتوارثة يغلب حقيقة الوجود وواقع العيش ولن يتمكن الكثير منهم من انتزاع وشائج غذتها روح النفور والكره والاعتقاد بعلو الكعب والمحتد تجاه المحيط الاجتماعي العربي الذي صورته وطعنته المخيلة الفارسية المتعالية ووسمته بالتخلف والجهل ليصل التوصيف في مدياته الى تصوير ذلك المحيط بـ(البدوي الجلف راكب الجمل عطن الرائحة القذر الذي لا يعرف كيف يغتسل)أو في الدارج من اللغة الفارسية (عرب ... زرب . أو عرب ...جرب) والذي يرد عليه البعض من القوميين العرب بلغة مشحونة بالطعون والاستهزاء ( عجمي مكطم ..) أي دون أصول وأنساب قبلية. وهذا بدوره جاء كموروث يعبر عن خصومة تاريخية منذ دخول الجيش الإسلامي للعراق وطردهم لحكامه الفرس والذي أعقبته السيطرة على كامل أراضي الدولة الفارسية، ومن ثم توالت الأحداث لتكون بلاد فارس موطن لجميع الحركات المناهضة لسلطة الأمويين ومن ثم العباسيين وليمتد النزاع بعدها الى تواريخ متقدمة من حياة السلطات الحاكمة والشعب في كلا البلدين.
لازالت الروابط العائلية والاجتماعية والثقافية مستمرة بين أوساط العراقيين من ذوي الأصول الإيرانية مع جذورهم في بلدهم الأصلي إيران، وتغذي تلك المشاعر عوامل كثيرة، وهناك رغبة عارمة لدى هؤلاء لإدامتها وتطويرها.وهذا النزوع العاطفي لا يقتصر فقط على العراقيين من الأصول الإيرانية وإنما يظهر مثل هذا الميل للأصول والجذور وبشكل جلي بين أوساط باقي الأقليات العرقية العراقية.
يتساءل البعض عن حقيقة التصريحات التي أطلقها السيد وزير الخارجية السعودي حول التغلغل الإيراني في العراق وهل أن ذلك يمتلك بالفعل ما يثبته ويؤكده.
دارت ولا زالت تدور الكثير من الأحاديث عن وقائع على الأرض تثبت ما يفعله الإيرانيون في العراق عبر أجهزتهم السلطوية أو كأفراد وما أمر السيد رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري بإطلاق سراح ما يقارب الألف أيراني من السجون العراقية غير مؤشر على المدى الذي وصله ذلك التدخل الذي بات يقلق الجميع ومنهم الجانب السعودي. وأيضا هناك الكثير مما يمكن تأشيرة حول الموضوع وبالوقائع الملموسة وبالذات في مدينتي البصرة والعمارة وقد أشار أليه بشكل جلي مسئولون في السلطة العراقية والحكومتين الأمريكية والبريطانية وشهود عيان وكتاب عراقيون.
ما أثاره السيد وزير الخارجية السعودي لم يأت اعتباطا وقد طرح رسميا في الكثير من اجتماعات ومؤتمرات دول الجوار العراقي بعد سقوط فاشية البعث. والمملكة العربية السعودية واحدة من تلك البلدان التي تستشعر مجساتها خطر التدخل الإيراني بالرغم من أن المملكة لم تكن بعيدة عن التدخل المؤذي في الشأن العراقي منذ ما قبل تأسيس السلطة الوطنية في العراق عام 1921.
لن يستطيع احد إنكار التدخل الإيراني في العراق مهما أراد التمويه والتعمية، وإيران من جانبها لن تستطيع إنكار ذلك بالكامل، فالشواهد كثيرة ومنذ قديم الزمان.فجميع الحكومات التي تعاقبت على حكم بلاد فارس أو إيران الحديثة رأت في العراق امتدادا طبيعيا وحيويا، جغرافيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وأخيرا وليس أخرا روحيا ومذهبيا.
تشير وقائع الأحداث اليومية التي يتداولها الشارع العراقي، لوجود أذرع إيرانية لها القدرة على التأثير وتغيير الأحداث بسهولة وقوة ليس فقط في الشارع العراقي وإنما في سياسات وقرارات بعض الأحزاب العراقية.ونستطيع تأشير فاعلية ذلك التأثير عبر استرجاع الدور الإيراني الذي فرض نوع من السلطة والقرار وحسم الكثير من المواقف ووزع الأدوار السياسية على أطراف عراقية حضرت مؤتمر (شيعة العراق) الذي عقد مطلع عام 2003 في العاصمة الإيرانية طهران. ففي ذلك المؤتمر وزعت الأدوار استعدادا لما بعد سقوط الفاشي صدام، ووضعت إيران في سلتها الكثير من أوراق الضغط والفعل المؤثرة على مجريات العمل المستقبلة في الشارع السياسي العراقي وعلى رأس ذلك ضمان تحالف واسع ورضا تام عن مشاريعها عند شخصيات سياسية كثيرة من الشيعة العراقيين ممن حضر المؤتمر. وقد ضمنت إيران في ذلك المؤتمر مشاركتهم في خططها المعدة سلفا لمستقبل العراق والمنطقة.ولقد أعدت وقتذاك وبعناية فائقة برنامج يرسم صورة الاستعداد للعمل المباشر وغير المباشر للسيطرة على الشارع العراقي وبالذات في المحافظات الجنوبية والوسطى وكذلك لمواجهة الاحتلال الأمريكي ورغباته في التوسع.
لم يتطرق تصريح السيد وزير الخارجية السعودي سوى لأمرين ولكنهما في غاية الدقة والحساسية في العرف الدبلوماسي.التصريح الأول أشار الى خلل وتخبط السياسة الأمريكية والتي بسببها وحسب اعتقاد الوزير السعودي، تمكنت إيران من توسيع نفوذها وسيطرتها على الكثير من المناطق والأحداث في العراق.إما التصريح الثاني فقد أشار الى ضرورة عدم تعميم تجربة فدرالية كردستان على باقي مناطق العراق، اعتقادا منه بأن تلك الفدرالية سوف تكون خاتمتها تقسيم العراق لأقاليم مستقلة ومنفصلة عن بعض.وهو في ذلك يستبق الأحداث متوقعا أن يكون إقليم الجنوب الشيعي مصدر خطر على المملكة السعودية، والذي يقع مباشرة شمالها والذي سيكون مع استمرار هذا المشهد وتداعياته، تحت سطوة إيران سياسيا وإداريا ويطبق من خلاله حلم بلاد فارس الدائم بالإحاطة بركني خليجهم الفارسي مرورا بمنطقة الأحساء السعودية الشيعية ودولة البحرين .
السيد وزير الخارجية السعودي لم يتطرق سوى لتلك النقطتين وحاذر أن يقترب من مفاهيم أخرى ربما تعتبر خطوط حمراء لن يسمح له بالحديث عنها الآن وبالقلم العريض. ومنها العملية السياسية الجارية في العراق بمحتواها ونماذج تطبيقاتها التي يقال عنها ديمقراطية. أي أن الوزير السعودي لم يعط نصائح في الديمقراطية أو شيء من هذا القبيل.ولكن الملاحظ سرعة ردة فعل الوزير العراقي السيد باقر جبر الزبيدي وتحريفه لوجهة نظر الوزير السعودي وجعلها تعطي مفهوما أخر مغايرا لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب بصلب تصريح الوزير السعودي.وقد جاءت تصريحات الوزير العراقي عبارة عن شتيمة صريحة وتجني وخروج عن الأعراف الدبلوماسية دون مبرر منطقي وقد شط بعيدا ولم يظهر حرصه للدفاع عن وطنه العراق مباشرة، وإنما الواضح أن ما أثار حميته وغضبه هي الاتهامات الموجهة للجانب الإيراني من قبل الوزير السعودي.
وكان من المناسب في مثل هذه الوضعية والتصريحات أن يستغلها وزير داخلية ( العراق..؟! ) السيد الزبيدي ويدين أي تدخل في الشأن العراقي ومن أي طرف كان .وكان عليه الابتعاد عن ردود الفعل الآنية المتشنجة والشخصنة المقيتة، وقبل ذلك التدقيق في تصريح الخارجية السعودية ثم الرد عليها باتزان ومن خلال نظرة عراقية وطنية واعية تحدد الهدف لتوضيح مظلومية العراق وصبره على ظلم الأشقاء والأصدقاء أولا وأخيرا عبر تذكير السعوديين بتدخلاتهم الفجة في الشأن العراقي وعن العشرات من السعوديين الإرهابيين الذين يتسللون الى العراق بمساعدة رجال حرس الحدود السعوديين. وتذكيره أيضا بالموقف الطائفي التحريضي الذي تقوم به جميع وسائل الأعلام السعودية والهيئات الدينية والفتاوى التي تبيح قتل العراقيين والتي لم تواجه من قبل السلطات السعودية ولحد الآن بغير الصمت الذي يفسر بالرضا عنها. وتذكيره أيضا بالمبالغ الكبيرة التي تجمع من قبل جمعيات النفع العام وتذهب لمساعدة الإرهابيين وشراء الأسلحة لهم.وكان من الأفضل تذكير أيضا بموقفهم السلبي من معارضي سلطة الفاشي صدام وكذلك من لاجئي معسكري رفحا والأرطاوية. أن مثل هذا التذكير سوف يؤشر لسوء ما يقدمه جيران العراق للوضع الجديد ويظهر أن جميعهم وليس فقط إيران يشتركون في إيذاء الشعب العراقي وإدامة مشهد الموت اليومي لأبنائه.
وهل كان الوزير العراقي عاجزا عن تذكير السعوديين بجرائمهم بحق الشعبين الإيراني والعراقي حين كانوا يغذون حرب صدام وعصابته ضد إيران بدفع الملايين من الدولارات، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الشعبين والتي أعترف بها الوزير السعودي وبعظمة لسانه.
ولكن من الواضح أن السيد باقر الزبيدي أطلق تصريحاته المنفعلة والمنفلتة بحسب ما أملته عليه عواطفه وردة فعله التي تحرص على أن تستعير لغتها من المكنون والطباع والثقافة التي رسخت في ذهنه، لذا فأنه أختصر العرف الدبلوماسي بالحديث عن (البدوي راكب الجمل الذي يريد أن يعلمنا الديمقراطية).وهو في ذلك تقدم الصفوف وتطوع للدفاع عن إيران ونفي تدخلها في الشأن العراقي دون شعور بالعواقب أو دون تفكير مسبق وتدقيق بالوقائع، وإنما كان ينطق من مشاعر مكنونة أفصحت عن المتخيل والمضمر في النفس.
لم يدافع الوزير العراقي عن إيران مباشرة وبفصيح العبارة ولكن تعبير البدوي راكب الجمل وأيضا تحوير وحرف تصريح الوزير السعودي كان تعبيرا صادقا عن الرغبة في الدفاع عن الطرف الذي أتهمه وزير خارجية السعودية وتلك الرغبة تأتي وفق منطق الدفاع عن القريب الذي يمثل بدوره البعد العائلي والثقافي والاجتماعي للسيد باقر جبر الزبيدي وهو في تهجمه الغير ذكي إنما دافع دون شعور بأدوات تركد وترقد ثقيلة في مشاعره الفطرية وكانت ردود فعل قاصرة كشفت عن تفضيله التعامل بأحاسيسه وانتمائه لأصوله وجذوره بالرغم من عراقيته ولم يكن قطعا في باب الدفاع عن العراق .
منطقيا فأن رؤية وزير الداخلية العراقي السيد الزبيدي لموضوعة التدخل الإيراني تختلف كليا عن رؤية الوزير السعودي و أيضا عن رؤية الكثير من العرب والعراقيين. فالوزير العراقي ينظر للأمر من زاوية أيدلوجية أخرى، فهو يعتبره ووفق أعرافه الثقافية وفكره الديني السياسي وأيضا تربيته وتقاليده الاجتماعية ووشائج القربى ،وفي ابسط معانيه ونماذجه شيء طبيعي ومفضل. لا بل ضرورات ملحة لدمج الشعبين وتوحيد المرجعية. وهو حتمية في مسار الأحداث لتوطيد أواصر الوحدة الإسلامية وتحقيق الحلم بنموذجها الشيعي ، وحفاظا على ما وصلت أليه ثورة الشيعة في إيران. وهذا هو جوهر الموضوع الذي يجعل رجالات الأحزاب الشيعية يتسابقون في الدفاع عن إيران وينفون عنها أي تدخل في شؤون العراق. ويترافق مع ذلك هاجس البحث عن إطار قانوني سياسي وديني لإعادة اللحمة بين العوائل التي تقطعت أواصرها ولحمتها تحت سيل العداوات والحروب والهجرة والتهجير .أذن الوزير الزبيدي كان أمين على أعرافه وتقاليده وخلفياته ولذا فأنه يرفع عاليا راية الدفاع عن بيضة الإسلام الشيعية ويمانع بشكل قاطع وحازم وحاسم أن توجه لإيران أية اتهامات ومن أي مصدر كان وقد تسابق قبله في هذا المجال الكثير من رجال السياسة في الأحزاب الشيعية العراقية تفاعلا وتعبيرا عن نظرية الرس النداس التي وفق قاعدتها عقد أيضا مؤتمر شيعة العراق ودبجت أوراقه وأعدت أجندته في طهران ووضحت أهدافه الآن وبدأت أطرافه في جني ثماره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في