الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تجعلوا العميان يقودونكم الى الحتوف

ماجد ع محمد

2015 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


كتبت جزء من هذه المادة يوماً تحت عنوان أعمى يقود بصير وباسم: م. حج كبه، ولخطورة الأحداث الراهنة، ولخطورة ما تحيكه كل من تركيا وإيران لكرد سوريا، رأيت من الضروري إعادة نشر المادة مع الاضافة عليها، إذ بات معلوماً للرأي العام أن إيران تحاول وبشتى الوسائل تقويض تجربة اقليم كردستان من خلال أذنابها في الاقليم، والاتيان برئيس مُرضي من إيران وأوبة السليمانية، والشخص المطروح من خلال تلك الأوبة وإيران هو اسلاموي بزيادة عليه أن يكون إمام جامع في قرية متخلفة ومتطرفة وعدد سكانها لا يتجاوزون العشرين بيتاً، وليس أن يصبح رئيساً للاقليم، وكما هو معلوم بالنسبة للمطلع على الاتفاقيات الامنية بين كل من سوريا والعراق وايران وتركيا، أن هذه الدول مهما اختلفت عليها أن تتفق على الملف الكردي في أي جزءٍ كان، وآخر تصريحٍ بين العدوين في الظاهر أي تركيا وإيران حيث نقلت وكالات الأنباء عن سفير ايران في تركيا قوله بأن "علينا التعاون فيما بيننا (إيران – تركيا) لمنع إقامة دولة كردية شمال سوريا" وإيران تحاول جر الكرد الى التناطح الصفوي العثماني الذي كان صراعهم دائماً على الأرض الكردية وعلى حساب الشعب الكردي، فالآن تحاول إيران الضغط على الرديف الأوجلاني الذي غدا أشبه بحصان طروادة لدى الدولتين، ليجعلوا من الكرد جسراً لبناء الدولة العلوية، فمع أننا لا نعارض حقوق أية ملة أو طائفة ولا يحق لنا مصادرتها، ولكن أن يدفع شعبنا ثمن هذا المشروع ويكون الضحية المجانية فهذا ما يجب على الكرد رفضه بالمطلق، وعلى حزب العمال الكردستاني أن يكف عن اللعب بمصير الاكراد كرمى علاقتها الدنيئة مع ملالي "قم" وتركيا كما كانت تتحجج بالحزب العمال الكردستاني لتدمير المناطق الكردية في شمال شرق تركيا، قد تفعل ذلك مجدداً بذريعة وجود الرافد الأوجلاني في سوريا، وهو ما يعيد الكرد مجدداً الى أن يتحول الشعب الكردي الى كرةٍ تتقاذفها أقدام إيران الصفوية وسليلة الدولة العثمانية، لذا على الكرد إن يقفوا بوجه طيش وخزعبلات وتشطيحات الشجرة الأوجلانية لكي لا يكونوا ضحايا الدولتين من خلال هذه الذريعة من جديد.
وكنا في المقالة السابقة قد بدأنا الولوج من باب المعذرة أولاً عسانا ننال الصفح خلاله من مقام الأستاذ رشيد صوفي، وذلك بسبب سطونا على عنوان روايته التي لم ينتهي من كتابة فصولها بعد، إلا أن الحالة الكردية وما يحف بها من مخاطر في تصوري تستوجب هذه الإغارة اللا مشروعة، بما أن الضرورات في مثل هذه الحالات عادةً ما تبيح المحظورات.
لأن ثمة حقول مفخخة نُدفع باتجاهها كشعب لا كأفراد كُرمى مصالح فئة ما، ترى بأن الرقص على الحبال لا يزال مقبولاً في زمن الحرب، وأن بإمكان المرء أن يكون موالياً ومعارضاً بآنٍ واحد، مع النظام وضده في وقت واحد، معه في سلوكياته وممارساته على الأرض وضده من خلال الفضائيات ووسائل الإعلام، وأن الانتقال من غصنٍ لغصن هو الطريق المؤدي حسب تصورهم إلى الفلاح لا إلى الشرك والهاوية، هذا من غير أن يبرهنوا لأحدٍ ما بالمنطق طبعاً لا بالسفسطة والديماغوجيا مدى قدرة ونجاعة فلسفتهم الاستشرافية هذه، وما سر ذلك المنظار الذي يجعلهم وحدهم القادرين على التبصر وقراءة المستقبل دون سواهم، فيما كل الأطراف الأخرى يُعتبرون قاصرو فكرٍ وعقلٍ وفهمٍ ونظر، هذا هو تصور هذه الفئة التي تستلهم الشرعية من قناعاتها القائمة على العبور من فوق كل الفئات والاستحواذ ليس على نضالات الآخرين وأسماءهم وانجازاتهم فقط، إنما على تاريخ الشعب الكردي الحديث برمته، وذلك على غرار العفالقة الذين سلبوا التاريخ السوري الحديث واحتكروا كما الأوجلانيين كل الشعارات القومية لذواتهم الحزبية، بما أنهم الأصل صاروا وما تبقى ليسوا سوى فروع هشة وهزيلة من شجرة هذه الأمة، كعقلية أي حزب شمولي، فهم ولا أحد سواهم، عموماً فمع كل هذه الطاووسية العقائدية والهيمنة الجهوية لا تزال الفعاليات الاجتماعية والثقافية والقانونية مع مجمل التنسيقيات والأحزاب الكردية ممثلة بالمجلس الوطني الكردي متأملين في تصحيح مسار هذا الفصيل الذي يحتكر حق وحقيقة الشعب الكردي، مع أن القرائن كلها وللأسف ما تزال تشير إلى جملة "فالج لا تعالج"، لأنه من يوم تأسيس الهيئة الكردية العليا وهي منقادة من قبل جهة هي من أكثر الجهات راديكالية وعنجهية وتخلفاً ومع ذلك هي التي تسوق الآخرين بالاتجاه الذي تراه مناسباً لها كجزء ولكن على حساب الكل، ومنذ توقيع اتفاقية هولير التي أبرمت كحالة إسعافيه للمرض الكردي المتأزم، والمجلس الوطني الكردي رهين تصرفات وإملاءات وخروقات حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح المتصل المنفصل مع حزب العمال الكردستاني باعتباره الابن الشرعي والوحيد للسلالة الأوجلانية في غرب كردستان، ذلك الحزب الذي يستمد سطوته وعنجهيته لا من مناهل الفكر والفلسفة والعلم والمعرفة طبعاً، إنما من قدرته على حشد الرعية وتجييشها لأتفه الأسباب واقتيادهم للمنساقين الى أي حظيرة يريدون.
عموماً فإن هذا الفصيل ليس بغريبٍ عليه في أن يسوق الكرد - إن بعلم أو بجهل - إلى جحيمٍ يُحضر له النظام منذ بداية الحراك الثوري في سوريا وحتى اللحظة، وهنا تعيدنا الحالة التي نحن عليها الآن كمجلس وطني كردي مع الفصيل الأوجلاني إلى جملةٍ تصب في سياق وضعنا الراهن وهي " بأن الأذكياء يقودون الأغبياء إلى حيث يريدون " ترى أمن المعقول أن يكون المجلس بكل فصائله ومثقفيه وساسته أغبياء بحق لينساقوا بسهولة مع هيصات الأوجلانيين بمناسبة أو بدونها بكل تلك السهولة؟ وكيف يرضى هذا المحفل بكل جحاجحه وعقلاءه بأن يقبلوا الانقياد من قبل فصيلٍ لم ولن يكون بمقدوره يوماً قيادة هذا الشعب وإيصاله لبر الأمان؟ وكيف يقبلون السير بأمرة من كان وجوده في الأصل مبنياً على التطرف والاعتباطية والمجازفة؟ فصيلٍ تتمثل شعاراته في
: Bê ocelan jiyan nabe" " ocelan ya neman
ومستعدٍ لأن يقود الكرد برمتهم إلى حتوفهم أجمعين إرضاءً لأجنداتهم الإقليمية أو لتحقيق مكاسب حزبية أو لقاء إنقاذ الزعيم المقيم في الحوزة الكمالية، فلأجل حياة "القائد الضرورة" لا بأس إن مات الشعب الكردي برمته، كما يفعل البعث تماماً " الأسد أو نحرق البلد" - " الأسد أو لا أحد " فيا أحزاب وجماهير الشعب الكردي احترسوا من الانجرار وراء هذا الفريق المتهور والقادر على إشعال غاباتكم في أية لحظة، وهدم ما بنيتموه سنيناً في أية لحظة، واختلاق الاشكاليات في أبدان كتلكم السياسية في أية لحظة، وجركم إلى ميادين التصادم مع الآخر في أية لحظة، فإما أن تحددوا مواقفكم من الانزياحات المتكررة لخط ومسار وسكة هذه الجهة، وتعلنوا للملأ أمام السوريين على مختلف انتماءاتهم ومشاربهم بأنكم غير مسؤولين عن التصرفات الخرقاء لقادة هذا الحزب، وأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم كمنظمة من بين عشرات المنظمات الكردية، وتتبرؤوا بالتالي أمام الرأي العام المحلي والاقليمي من كل سلوكياتهم التي لا تتناسب إلا مع ما يتطلع إليه النظام وأعوانه، وإما أن تقوموا بلجم وكبح اندفاعات ومغامرات هذه الجهة بكل السبل والوسائل الاقناعية المتاحة، قبل أن يدفع الشعب الكردي في سوريا النتائج الوخيمة لأخطاء وحماقات ومجازفات هذا الفصيل الخارج بترسانته الشعبوية من مغاور العقائد ومناجم الشمولية.
... فلا تجعلوا العميان يقودونكم إلى حيث يريدون ولا تريدون أيها المبصرون ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال