الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعنة النفط

طاهر مسلم البكاء

2015 / 6 / 29
العولمة وتطورات العالم المعاصر


من الأفضل ؟
ان يعيش الأنسان فقيرا ًولكن فاضلا ًلايعتدي على أحد ،
أم ان يكون غنيا ًولكنه يوزع الشر والموت والدمار في كل مكان يستطيع الوصول اليه !ّ
وهذه الجدلية ليست حتمية بل انها تعتمد على عوامل مهمة رأينا تطبيقات لها على واقع الحال في الحياة ،فشعوب تشبثت بأيديها وارجلها لكي تحصل على الثروة فتخلق حياة جميلة جديدة متطورة تحمل لها ولأجيالها الأساس الثابت المتين في كفاح الحياة ،وشعوب زهقت في الخير والثروة التي توفرت لها بطريق سهل ،فتحولت بها ومن خلالها الى بؤر فتنة وخراب لها ولماجاورها ،ومايهمنا من هذه هو ماحصل ويحصل في منطقتنا التي من الله عليها بثروة جارية من تحت الأرض هي ثروة النفط ،فهل احسنت التعامل معها ،وهل تصرفت بالحكمة التي كانت تتصرف بها ايام الفاقة والعوز .
بلدان الخليج مثالا ً :
مالذي يدفع دول الخليج لان تتدخل في صراعات كبيرة ثبت ان لاناقة ولاجمل لها فيها ،فمثلا سُجّل على هذه الدول تدخلها في ما حل بليبيا من خراب ودفعها الأموال لأجل انجاز هذه المهمة ،ثم كانت احداث مصر وكان بعضها يؤيد الرئيس المخلوع حسني مبارك وبعضها الآخر أيّد الأتجاهات التي واجهته والأحزاب التي شنت ضده مقاومة واثارت الشارع المصري عليه .
وفي سوريا وقف الخليج أمام العالم يطالبون مجلس الأمن الدولي بضرب سوريا وانهاء السلطة الشرعية فيها وترجوا تكرار ماحل بليبيا من خراب في سوريا ،غير ان هذا لم يتسنى لها بعد وقوف روسيا والصين بالضد من تطلعاتها ، فأستمرت بدعم الفئات الظلامية والتجمعات الأرهابية حتى وصل امر سوريا الى ما وصلت اليه اليوم .
وهكذا هو الحال في العراق فقد دعمت صدام بكل قوة وطيلة الحرب مع ايران التي استمرت لثمان سنوات ،غير انها انسحبت وبشكل مفاجئ من اي دعم له بعد توقف حربه مع ايران ،وبدأت تآمر واضح لم يتحمله صدام انذاك فأجتاح الكويت ،واصبحت السعودية حاضنة للقوات الأجنبية من مختلف دول العالم والتي توجهت لقتل العراقيين واحتلال بلادهم وتخريبها ،ثم استمر العمل التخريبي في الداخل العراقي وفرض الحصاروإثارة النعرات المذهبية والطائفية والفتن بأنواعها ثم استقبال الجيوش الأجنبية ثانية وتدمير العراق كرة ثانية واستمرار التآمر وفتح صفحات الأرهاب المنوّع ،من بناء اوكار المجاميع الأرهابية والتي كان أغلبها سعوديون الى انتحاري المفخخات والأحزمة الناسفة ثم دعم كل صوت متمرد ينعق داخل البلاد يدعو الى الفرقة والتفكك ،ثم ابتداء صفحات داعش التي ثبت انها فكر صهيوني غربي بأموال خليجية .
لعنة تجلب أخرى :
فأموال النفط جلبت الى المنطقة الحلفاء الذين لاضمائر لهم و لاتهمهم سوى مصالحهم ،والحلفاء ساندوا مشايخ عفى عليها الزمن وتحجر فيها الفكر رغم تناقض الأفكار والمعتقدات لأجل استمرار جريان النفط الى بلدانهم ولأجل إدامة سيطرتهم على المنطقة ،واصبحت تلك المشايخ سلطات قوية ذات شوكة نافذة في المنطقة ،ولكي تدعم مواقعها في وجه حركة الزمن وتطور الحياة فقد تدرعت بأعلام مضلل وشيوخ تطلق فتاوى ماأنزل الله فيها من سلطان ،فبلبلت عقول الشباب الذي بدأ بدلا عن ان يفكر بالتفوق في الحياة وبناء مستقبله ،بدأ يطمح لقتل نفسه في جموع الأبرياء لينال الثواب التكفيري الأرهابي .
لقد صنع الغرب قبل ذلك تنظيم القاعدة الإرهابي، فماذا كانت النتيجة؟
ألمْ يضربهُ في عُقر داره؟ في نيويورك ولندن ومدريد وغيرها؟.
وفي حقيقة الامر، فان الغرب لم يصنع الارهاب وإنما وجده جاهزا ً فمكّنه واستخدمه لأغراضه ، ان الذي صنع الارهاب هو الفكر الإرهابي التكفيري الموجود بقوة في الذهنية المريضة لفقهاء بلاط نظام المشايخ المحميّين بنظام سياسي رجعي وبأموال البترودولار والاعلام المظلل ،والذي يغرس في عقول الشباب حتى في المنهاج الدراسي للطلبة السير في طريق الأرهاب والتكفير ، فكان للغرب الذي أشاح بوجهه عنه دور التّمكين للارهاب .
ولايمكن للغرب من التخلص من الأرهاب الحالي الذي انتشر وتعملق حتى ظهر في اروقته وساحاته الداخلية وأخذ ينذره بنذر الخطر ، بدون ان يتدارس بجد الخطر المحدق بسلامة العالم بأكمله بسبب الأحتمالات الخطرة المتوقعة :
ماذا لو تمكن عناصر التكفير أولئك الذين يقتلون الوف من البشر بدم بارد،من امتلاك اسلحة التدمير الشامل ،هل هناك أحد يتصور انهم سيفكرون بروية وعقلانية أم ماذا ستكون النتائج ؟
ان على العالم بأجمعه تدارك منابع الأرهاب الحقيقية وتجفيفهابنية حسنة وضمير كون لا أحد سيسلم من شرها ،لاكما يحدث اليوم من ضحك على الذقون ،حيث ان التحالف الذي انشئ ليكافح ويصد الموجات الأرهابية مكون من ذات الدول التي دعمت وانشئت ولاتزال تمد وتدعم الموجات التكفيرية الأرهابية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل