الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الروائي

حميد المصباحي

2015 / 6 / 29
الادب والفن


الروائي,معنى أن تكون روائيا,هو الخوف من القول المعتاد كما الشاعر,هروب من الألوان كما الرسام,إنه الخوف من الصخب,دون التهرب منه,فالروائي يحمل معه الضجيج إلى غرفته المظلمة,يقلبه على كل وجوهه,باحثا عما لايريد التصريح به,فلكل روائي أسراره الخاصة,وأسرار الروائيين غير متشابهة,هي تلك الدوافع الخفية التي لايكتشفها الروائي إلا بعد الإنتهاء من كتابة روايته,وربما مجموعاته الروائية,يظهر دلك جليا تجاه النقد الأدبي
عندما يشعر الروائي بقرب النقد مما يعتبره سرا,يدرك الروائي أن نهايته اقتربت,أي موته الإبداعي,ربما لهدا السبب يسعى كل روائي إلى أقصى درجات الكتمان,وإبداع أعمق الرموز وأكثرها غموضا وعمقا في تاريخ الوجود البشري,لتصير بالنسبة إليه كلمة السر,التي لن يبوح بها لأحد,بل إنه يتعمد أحيانا إخفاءها حتى على نفسه,حالما بأن ينساها إلى الأبد,كي لا يتعمق في سره الخاص,بل يظل باحثا
عما لايفكر الناس فيه عادة,هو وحده القادرعلى تأمل المعنى والتشكيك فيه في الوقت نفسه دون أن يصير فيلسوفا أو زاهدا متصوفا,فكيف يتأمل المعاني؟الروائي,مهووس بكل مالا يثير عادة,فهو يدرك صيرورة المعاني دون أن يتحكم فيها,تيدوا تجليا غير واضح المعاني,فيستبق التعبير عنها,بدون يقين,حتى لايتحول إلى كاهن أو سياسي دو طموح إيديولوجي يوهم غيره بكونه سيد أسرار اختطفها من السلطة العليا ,دينية كانت أو دنيوية,ربما لهدا السبب يحدثنا الكثير من التاريخيين عن اكتشافات غريبة,كعثورهم على بعض المؤشرات عليها في روايات القدامى,لكننا في الغالب نكدب مثل هده الإدعاءات,خوفا من أن يصير للروائيين كل هدا المجد,فنصطف أمام المكتبات باحثين في كم لايحصى من الكتابات الروائية,مهملين كتب التاريخ والإيديولجيا ورما حتى السياسة,إن الروائي هنا يشترك مع الرسام التشكيلي في مثل هدا الغموض,فهو الآخر تجد رسومات في لوحاته توحي بالكثير دون أن تقول شيئاواضحا بما يكفي,كأنه يخط بريشته صورا لم لم يدركه إلا هو فيما رآه ويهرب من التعبير عنه بغير ألوانه وأشكاله مهما رجاه الوضوح وأهله,هو خط المزعج في التاريخ وربما حتى في المستقبل القريب والبعيد,وهنا لابأس من التدكير ببعض الصور التي وجدت في الكهوف وجدران البيوت القديمة,وكانت فتحا لأسرار في الأنتروبولوجيا والتاريخ وحتى علم الفكر والرموز,لنعد للروائي فهو موضوعنا حاليا,يستمد الروائي هده القدرة على الترميز من تاريخه المجهول,وربما غير المصرح به لداته وغيره من الناس,هي قدرة الروائيين الحقيقيين,الهاربين من مثل هده النقاشات والمماحكاة المزعجة لهم,فالروائي من هدا الصنف تنشأ روايته في صلب عواطفه قبل أن ينضددها وتصير قابلة للنشر,إنه قبل دلك يسكنها لزمن طويل,يحملها معه ويرغمها على البوح ببعض أسرار الناس الصغيرة,والتي حتما سوف تكبر يوما ما في غفلة من الكل,سادة وساسة وباحثين وحتى مثقفين,كما حدث دائما مع كل الروائيين الحقيقيين كما أزعم
إن الروائي,قدرة لايدركها حتى هو,لكنه يستشعرها في لحظات سرعان ما تغيب عنه,فهي لاتخزن في الداكرة,أو تنشأ في الدهن,أو تسقط فيما عرف باللاوعي,وما شابهه من التفسيرات النفسية وربما حتى الطبقية المرتهنة بما هو إيديولوجي,قد أخيب انتظارات النقاد الدين يعتتبرون أنفسهم قادرين على فك رموز الفكر في الكتابات الروائية القديمة والحديثة,لكن الحقيقة كما قيل أحيانا ,لاتظهر إلا متأخرة حتى للروائي نفسه,وهو تجاه كتاباته الأدبية والفنية,التي تبهره,وقد ينسى معها الغايات الأولى,أي تلك الفكرة العامة والخطاطة التي وضعها قبل بداية الكتابة الروائية,فأن تكون روائيا معناه أنك تمزق من الكتابات الروائية التي تؤلف أكثر مما يصل لدور النشر,والسؤال,لمادا هده المحاولات لايعلن عنها الروائي؟ويسعى باستمرار لعدم الكشف عنها؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك


.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??




.. رقم قياسي في إيرادات فيلم #شقو ?? عمرو يوسف لعبها صح??


.. العالم الليلة | محامية ترمب تهاجم الممثلة الإباحية ستوري دان




.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا