الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط النائب العام بمصر نذير شؤم

صلاح شعير

2015 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يعد سقوط النائب العام هشام بركات رحمه الله يوم 29 / 6 /2015 في حادث إرهابي أليم نذير شؤم . وبدابة محتملة لمرحلة جديدة من المواجهة بين السلطة والمعارضة ، والترجمة الأولية لهذا الحادث أن شريحة كبيرة من معسكر المعارضة فقدت الثقة في منظومة العادلة وهذا خطأ . وأن بعض من السلطة يصنفون كل الخصوم علي أنهم إرهابيون وهذا يجافي الحقيقة . إن أخطر ما في الأمر أن مجريات الأحداث قد تقود إلي اللَّدَد في الخصومة ومن ثم دخول البلاد في بوتقة العناد السياسي ليصبح الحوار عبر البنادق والقنابل هو الفيصل .

السيناريو المتوقع قد يعود بنا لا قدر الله إلي عصور ما قبل القانون لتكون الفوضى هو المحرك الأول للأحداث . وحسب الشواهد علي الأرض من المحتمل أن تتجه الأمور نحو الفعل ورد الفعل المضاد . وبما ضر بالمصلحة العليا للوطن وسوف يدفع الجميع الثمن حال الانزلاق نحو التصادم الدموي المقيت. ولذا يجب علينا أن يعي بعض الحقائق التالية عند السعي لحل هذه الأزمة :

أولا : من الصعب علي أي طرف أن يوجه الضربة القاضية للطرف الآخر ، فكل فريق لديه أنصاره والبيئة الحاضنة لأفكاره ، وسوف يبرر الأنصار أي تصرف للمعسكر الذي ينتمون إليه ؛ حتى وإن كان هذا التصرف ضد القانون .

ثانيا: أن تركيبة كل طرف غير متجانسة فعلي سبيل المثال يحتوي تيار الإسلام السياسي علي فرق وسطية ومتطرفة وتكفيريين ، وصوفية ، وشيعية وغيرها من مسميات كثيرة ، وكلها تتناحر ضد بعضها البعض . وفي حال وصول إحداها للسلطة سوف ينفجر الآخرون في وجهها .

ثالثا: أن الفريق الذي يلتف حول السلطة حاليا جزءًا كبير منه حاقد وناقم وحاسد لها ، ولا يؤيدونها بقدر رفضهم لكل تيارات الإسلام السياسي ، مثل الشيعيون وبعض الناصريون وبعض المسيحيون ،أو الحالمون بوراثة السلطة الذين ينتظرون سقوطها بفارغ الصبر كي يحلو محلها مثل : بعض بقايا أقطاب الحزب الوطني السابقين ، والرأسمالية الفاسدة ، والأحزاب الهشة .

رابعًا : الكتلة الحرجة وهي تضم شريحة كبيرة من المهمشين وبعض موظفي الحكومة وسكان العشوائيات بالمدن والقرى وهؤلاء محل الصراع القائم بين المعسكرات التي تسعي للسلطة ، فالكل يحاول استقطابهم كي ترجح كافته في الصناديق عبر ديمقراطية شبه زائفة ، ومعظم الكتلة الحرجة كالعادة ترتمي في أحضان رأس المال السياسي أو يتفرقون بين الأحزاب ذات الطابع الديني ، أو باقياً العصبيات القبلية المندثرة ، ويتأرجحون في قراراتهم حسب السيطرة الإعلامية أو الدعائية ، وولاء هذه الكتلة لأي طرف غير مضمونة وانفجارهم في حالات الفوضى أخطر ما في الصراع . فهم قد يؤيدون معسكرهم بألسنتهم ويسقطون الدولة بتصرفاتهم .

خامسًا: المؤثر الخارجي الذي سوف يستثمر هذه التناقضات في الصراع علي السلطة لتغذيتها بهدف إضعاف مصر عبر السعي لتفتيتها ، فبعد أن فشلت قوي التعصب في الغرب عبر أجهزة مخابراتها وعملائها من إشعال فتنة طائفية بين المسيحيين والمسلمين أثناء وبعد ثورة يناير 2011 ؛ نجدهم اليوم سوف يغذون الصراع بين الإسلام السياسي والجيش ، لتمزيق مصر كما حدث بالعراق عندما تم استدعاء الصراع الطائفي بين السنة والشيعة لتفتيت العراق حين فشلت الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة المقاومة المسلحة للغزو . اليوم قد يتكرر نفس السيناريو بأسلوب آخر في مصر .

المشكلة أن كل الأطراف المتناحرة تعلم أن الغرب يتلاعب بالجميع . ويقابل هذا في الخفاء أو ذاك في العلن. في ظل سياسة محكمة لتبادل الأدوار بغية تزكية الصراع . ومع هذا لا يتعظون . فهيهات أن يحصد أحدًا من اليمين المتطرف بالغرب سوي الشوك. واللوم هنا يقع علي المصريين أنفسهم فلولا تشرذمهم ما استطاع أحد أن يتلاعب بهم.

سادسًا : ومما سبق يتضح أنه لا محالة من ضرورة السعي بجدية نحو الحل السياسي ، علي أن يتم ذلك عبر بوابة العدالة الاجتماعية والتسامح ، والتسامي ، وتغليب مصلحة الوطن علي مصلحة الفرد أو الفريق أو الحزب أو الجماعة مع طرح أراء كل الفاسدين من المعادلة لأنهم يدركون أن استقرار الأمور ليست في صالحهم ، فلن يحتمل أصحاب الضمائر سقوط المزيد من الضحايا والشهداء سواءً من الجيش أو الشرطة أو المدنيون. ولذا علي جميع المخلصون السعي لإيجاد حلول سياسية دون الالتفات لقذائف أصحاب المصالح الذين لا يريدون الخير لمصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج