الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوروبا او الموت

عدنان شيرخان

2015 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تصطدم خطط صناع القرارات الاوروبيين لخفض معدلات الهجرة الى قارتهم، باصرار مميت من المهاجرين للوصول الى شواطئ احدى دول شمال المتوسط، وعمليا ايطاليا او اليونان. مستوى اصرار المهاجرين على الوصول الى اوروبا صار واضحا عندما نقلت اجهزة اعلام اوروبية عن احد الناجين الافارقة قوله (اموت او اصل الى اوروبا)، او قول آخر (افضل ان ادفن في اعماق المتوسط مع الحيتان على الرجوع الى بلدي).
وليس مفهوما ازاء هذا التدفق المستمر للمهاجرين والذي لا يردعه شيء، موقف الاتحاد الاوروبي، فهل يريد حل مشكلة او يريد ان تكون المشكلة تحت السيطرة. توضح قراءة بيان الاتحاد الاوروبي بمناسبة اليوم العالمي للاجئين (20 حزيران 2015) حيرة الموقف الاوروبي ازاء تصاعد موجات اللاجئين، في البدء يصف البيان الازمة الحالية بانها الاكبر (إنّ حجم التهجير كبير جداً، ومع استمرار النزاعات، تزداد أعداد المهجرين الذي يقارب عددهم الستين مليوناً حول العالم. ولم يشهد العالم ظاهرة هروب من النزاعات بهذه الأعداد منذ الحرب العالمية الثانية ) .
ويذهب البيان للحديث عن خطة الاتحاد الاوروبي (الجديدة) لادارة الهجرة (وضعت المفوضية الأوروبية في شهر أيار الماضي خطة استجابة أوروبية لإدارة الهجرة بصورة أفضل تطرقت إلى جميع الجوانب: من الحاجة الفورية لإنقاذ أرواح مروراً بالعمل على الأسباب الجوهرية مع البلدان الشريكة ومكافحة المهربين، ووصولاً إلى ستراتيجية طويلة الأمد لتعزيز نظام اللجوء والحدود).
البيان لا ينكر ان المشكلة معقدة،. وما من حل بسيط لها، وان قضية اللجوء الى اوروبا اوالموت على حدودها تتعلق بحياة بشر هي على المحك، وعلى الاتحاد الأوروبي ككل واجب أخلاقي وإنساني للعمل، ويؤكد البيان ان خطته لتوزيع اللاجئين الذين يصلون اوروبا على دول الاتحاد ضمن نظام الحصص، وتدعو المفوضية القادة في أوروبا للوفاء بالتزاماتهم (وكجزء من هذه الجهود، تعمل المفوضية على فتح قنوات قانونية للأشخاص للوصول إلى أوروبا من دون تعريض حياتهم للخطر في رحلات غدارة على متن قوارب غير آمنة. ونحن نحثّ الدول الأعضاء على اتباع توصية المفوضية الأوروبية بالوفاء بتعهد إعادة توطين 20 ألف لاجئ من خارج الاتحاد الأوروبي خلال السنتين المقبلتين).
ان تفهم وضع خيار الموت بجانب الوصول الى اوروبا يفسر عمق الماساة التي يعيشها المهاجرون، وارتفاع اعدادهم، اذ تفيد احصائيات جديدة بان اكثر من 150 الف مهاجر حاولوا العبور الى اوروبا منذ بداية العام الحالي. ولكن اوروبا تتحمل مباشرة او ضمنا جزءا من هذه المعضلة، فالاتحاد الاوروبي مسؤول في بعض المرافق للمساعدة في التنمية الاقتصادية في العديد من الدول الافريقية التي ينحدر منها المهاجرون حيث الفقر المدقع وحتى الموت جوعا، او مشاركتها او تقاعسها عن حل النزاعات التي حدثت في الشرق الاوسط وافغانستان حيث يهرب مئات آلالاف خوفا من تهديدات حقيقية على حياتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة