الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ... وانعدام الأمن المائي

حسن اسماعيل

2015 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


قام الكيان التاريخي للعراق أو بلاد ما بين النهرين ( ميزوبوتاميا )- كما تشيرالتسمية – على دجلة والفرات . وكان وادي الرافدين حاضنة لباكورة التجارب الحضارية البشرية . هذا مايجمع عليه المؤرخون وعلماء الأثار في العالم . وازدهرت خلال الحقب الحضارية التي تعاقبت على ارض مابين النهرين مختلف فنون الادارة والسياسة كما هي العلوم والأداب والفنون . ومازالت ملحمة جلجامش نصاً أدبياً يحظى بأهمية ثقافية عالمية .
نريد القول ان دجلة والفرات وهبتا الحياة وهيأتا الأرضية الملائمة لسكان هذه الأرض بأن يشرعوا بتأسيس حضارة , فالخصوبة التي اعطاها الفراتان غطت كل شي وشملت الحيوات الأقتصادية والأجتماعية والفكرية . وهكذا قامت على الأرض العراقية حضارات ودول هامة كالسومرية والبابلية والأشورية. هذا في حقب الأزدهار , أما في زمن الضعف والتفكك – كما نمر به اليوم – فقد كان العراق الخصب الثري مطمعاً للدول المجاورة والأمبراطوريات والدول الأستعمارية فيما بعد .
هذان النهران الخالدان يتعرضان , في العقود الاخيرة ,الى ما يهدد وجودهما وبالتالي وجود الكيان العراقي , فالنقص في مناسيب المياه بسبب سياسات دول الجوار واللامبالاة أدى الى هجرة اعداد كبيرة من سكان الريف وانقراض العديد من القرى جراء جفاف الاهوار وضفاف النهرين .
لعل الوضع العصيب الذي يعيشه العراق , خاصة في مواجهة الأرهاب السلفي الجهادي الذي دخل على خط الحرب الأهلية الطائفية جعل من أزمة المياه شبه منسية لكن هذا الامر لايمكن أن يستمر الى مالانهاية فالتهديد يزداد خطراً , كل يوم.
في التسعينات , قبل عشرين عاماً , بادر المفكر الراحل هادي العلوي – طاب ثراه – الى تشكيل منظمة تتصدى لهذا الامر سميت ( جمعية الدفاع عن الرافدين ) . وقد نجحت في اجتذاب المثقفين العراقيين – في المنفى طبعا – للقيام بمسؤوليتهم الوطنية والاخلاقية ونشطت بأطلاق حملة تثقيفية لتعريف الرأي العام بأزمة المياه في العراق . فما أحوجنا اليوم الى مثل ذلك ’ فمع ازدحام البلاد بمنظمات المجتمع المدني لم نجد واحدة تلتفت لهذا الأمر.
أن ازمة من هذا العيار الثقيل ( أنعدام الأمن المائي ) تهدد بحرب مياه , والعراق اليوم لايملك مثل هذه الخيارات . لذلك لابد من معالجة عقلانية تبدأ بتشكيل ( خلية أزمة ) تدرس القضية من كافة وجوهها وتتخذ الأجراءات المناسبة , راهنا – كأن يتم تدوير المياه قبل أن تذهب هدراً الى الخليج العربي - وتخطط لما يمكن القيام به في المستقبل .
حسن اسماعيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل