الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب المُحرر الأدبي

أسماء قلمي

2015 / 6 / 30
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


غياب المحرر الأدبي، عن الصحف و دور النشر، واضح في المطبوعات الرديئة التي بعضها مليء بالأخطاء النحوية واللغوية والطباعية غالبة، منذ تأسيس دور النشر العراقية، وبعدها الدار الرسمية التابعة لوزارة الثقافة دار الشؤون الثقافية العامة، وصولاً إلى دور بغداد والمحافظات الأخرى بعد عام 2003، منها دار ميزوبوتاميا ودار ومكتبة عدنان ودار الجواهري ودار وراقون، لم يعرف العراق (المحرر الأدبي)،الذي يختار عنوان مناسب للكتاب، فضلاً عن إعادة تصحيحه الأسلوبي منذ منتصف القرن الماضي.

مسؤول دار السياب في مدينة البصرة، (جواد المظفر)، يشير إلى أن وجود (مُحررٍ أدبي) يُعدُّ مِن أساسيات قيام دار النَّشـر في الدول التي تحترم حاجة الإنسان الثقافية، لأنَّ إنتاج الكتاب عملٌ مُشترك؛ طرفاه مؤلف وناشر، فإذا كان المؤلف هو المتلقي (الضمني/ الأول) للنَّص فإنَّ المحرر هو المتلقي الثَّاني الَّذِي يسهم من خلال خبراته الثَّقافيَّة وخزينه المعرفي، في إنتاج النَّص وإعادة توجيهه، أو تحميله دلالات تدخله في علاقة تواصلية مع القارئ الذِي سيعيد إنتاج الدلالات حسب تأثيرها واستجابته له، فعمل المحرر الأدبي يسير بشكل موازٍ مع المؤلف، يتمم ويحاور ويكمل ما غاب أو خفي عنه، وقد يسهم في إثراء (المُؤَلَّف) من خلال الموازيات النصية التي تعدُّ آليات مضافة لتشكيل الدلالة، ولا سيما في إعداد الغلاف وتصميمه – بالتشاور مع المؤلف – واشتراطات لوحته وطرائق خط العنوان ووضع اسم المؤلف. مضيفاً أن للـمحرر دورا كبيرا في إبداء الرأي بصلاحية نشر الكتاب أم لا أولاً، فهناك كتب هابطة وجدت بغياب المحرر طريقها للنشـر، في حين كان حجبها من قبل المحرر أو الخبير المختص أولى للجو الثقافي من ظهورها، فضلاً عن دور المحرر في إبداء الرأي حول مباحث العمل والحوار مع المؤلف، إضافة أو حذفاً أو تغييراً، وكل هذه الأمور لا تحدث إلا في جو ثقافي صحي وسليم، وتهيمن عليه قيم معرفية راقية. أن غياب هذا المحرر أسهم في ظهور الكثير من الأعمال المشوهة، لأنَّ المُؤلِّف وحده أخذ دور (المحرر/ المصحح/ المدقق/ المسوق..) لقد اشترك (المؤلف والناشر) في هذه الجريمة، فـ(نرجسية) المؤلف وغروره، ورفضه أي تدخل من النَّاشر في متن كتابه وغلبة الطَّابع التجاري على أغلب دور النَّشـر؛ إن لم نقل كلها، جعلها تهمل هذا الجانب، لأَنَّ هدفها الكسب المادي وليس الجانب العلمي أو المعرفي، وتعود الشَّـراكة مرة أخرى لتنتج لنا(كتاباً) أسهم الطرفان في تهميشه، لأنَّه خرج إلى الوجود معاقاً.

الحل: تفعيل دور المؤسسات العالمية والمحلية، والعمل وفق (نظام معياري دولي)، وألا تمنح إجازة للناشر إلا إذا استوفى الشّروط كاملة، وَوَضع قوانين صارمة وعقوبات مشددة تلزم النَّاشر بالتقيد بها، والحد من (مجانية الطباعة)، وعدم السماح لأي (مُنتج) طُبع خارج (النُّظم المعيارية الدولية) بالاشتراك في أي معرض دولي أو محلي، كما هو الحال في أغلب (المعارض الدولية) الرصينة التي لا تسمح بتداول أي كتاب لا يحوي رقماً دولياً.

ليس من حقّ أحدٍ أن ينتقصَ بالدّموع أو العتاب
من شأن هذا الاعتراف البارع بالتفوّق والمهارة
حيث منحني الله بسخريةٍ رائعة
وفي الوقت ذاته الكتبَ والليلَ..! (خورخي لويس بورخيس) 24 آب 1899م 14 حزيران 1986م.

أتمنى الإستمرار بالنشر ... ... ... الفراغ الأدبي تفضحه..
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=473802










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال