الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصدّق مَنْ المركز، أو الإقليم .... !!!! .

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أصبح الاتفاق النفطي بين الإقليم، والمركز لغزاً محيّراً لكثير من السياسيين، وللشعب العراقي عامّة، وقد كان قبل ذلك منجزاً تاريخياً للحكومة الجديدة التي استطاعت بوساطته تذويب الجليد بينهما .
لم يقف الأمر عند مفعوله السحري في التذويب، بل غالى المتحمسون له بأنْ أعطوه صفات، وحسنات، وخصائص فاق بها أنجح الاتفاقيات في العصر الحديث؛ كلّ هذا، وهو لم يعدو كونه حبر على ورق ارتسم على بضعة سطور أهملت الكثير من الجزيئات المهمّة التي أصبحت اليوم مصدر خلاف أرجع هذا الاتفاق إلى مرحلة الصفر كما سأبين .
.
وفي خضم الأزمة حول رئاسة الإقليم المسعودية، يظهر علينا النائب في التحالف الكردستاني (كاوه محمد) مفصحاً عن نيّة إقليم كردستان الذي يصدر نحو 400 ألف برميل يومياً إلى ميناء جيهان التركي "بيع نفطه بشكل مباشر"، وليس عبر الحكومة الاتحادية، وذلك لـ"عدم دفع مستحقات كردستان" عن تصديره الخام .
وهذا ما أعاده رئيس وزراء الإقليم (نيجرفان برزاني) للوفد الأمريكي سائلاً تدخلّهم لحلّ الأزمة، وهذا ما رفضه نواب في البرلمان العراقي مؤكدين على أنْ يكون الحلّ عراقي خالص بعيداً عن تدخّل أمريكي من واشنطن !!! .
.
لكن المساجلات لم تنتهِ هنا، فرئيس الوزراء أبو يسر لم يصمت كما صمت غيره، وقال في كلمته الأسبوعية الأولى : أكدنا على ضرورة الالتزام ببنود الاتفاق مع إقليم كردستان بما يضمن دفع المستحقات النقدية للإقليم، والذي التزمت فيه الحكومة بالكامل مع أهمية التزام الإقليم في تسليم كميات النفط المتفق عليها، والمثبتة في قانون الموازنة لسنة 2015. والذي للأسف لم يلتزم الإقليم به لحدّ الآن . ضعْ خطّاً كبيراً تحت جملته الأخيرة في ذيل كلامه !!! .
.
نصدّق مَنْ المركز ، الإقليم؛ هل ستخرج وزارة النفط؛ لتقطع نزاع القوم، أم ستلوذ بالصمت التي هي غارقة فيه حول ملابسات الاتفاق، وكمية النفط المصدّر، وحول أرقام العدادات التي تحصي نفط كركوك الذي يصدّر عبر الإقليم إلى ميناء جيهان التركي فضلاً عن نفط الإقليم الذي لا يعلم عدده إلا الله، والراكسون في الحقل .
.
ربّما هناك من يشاطرني الرأي في التساؤل حول الحكمة الربّانية في صمت وزارة النفط وسط هذا الزعيق الذي ملئ الفضاء بدخان النفط المحترق من حقول كركوك، والإقليم، وربّما حارت عقول المحلّلين، والخبراء النفطيين في تفسير فلسفة هذا الصمت المطبق . هل يخفي هذا الصمت قناعة وزارة النفط بفشل الاتفاق ؟، أو هو تعبير عن حرجها في تعثّر هذا الاتفاق المهدّد بالانهيار ؟ .
.
مهما كان الأمر على الوزارة بيان الحقيقة التي من المفترض هي على علمٍ تامٍ بها؛ لأنّها الوحيدة المعنيّة بمعرفة خبايا، وأسرار هذا الاتفاق، وسير تنفيذه بين الطرفين، ويجب عليها أنْ تبيّن الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى تجمّد هذا الاتفاق في هذا الصيف القائظ !! ؛ لتنقذ نفط العراق من التهريب، والسرقة، وإرجاع أمواله إلى خزينة الدولة كما أدّعي ذلك بداية عقده .
ربّما هناك أمل في حلّ هذه الأزمة الكبيرة بين المركز، والإقليم؛ لو جاء رئيس جديد على رأس الإقليم بدل رئيس الإقليم الحالي (مسعود برزاني)، وإنْ كنت أستبعد حلّ هذه الأزمة .
الحلّ الأمثل إعطاء الإقليم نفطه فقط ، وبذلك هو حرّ في بيعه في أسواق النفط العالمية، وإرجاع حصّته 17% من المركز إلى الخزينة؛ لأنّ المركز في كلّ الأحوال سوف لن يحصل من نفط الإقليم إلّا القليل، في وقتٍ يحصل فيه على الكثير من المراوغة، والخداع .
.
على المركز أنْ يوّحد كلمته حول هذه القضية، وعليه أنْ يكون حازماً قويّاً في تطويع الإقليم لقرارات الحكومة، ويجب أن يكون الدستور العراقي هو الحكم في ذلك كلّه؛ لو أراد الإقليم البقاء في التعامل مع المركز بهذا الاتفاق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النظر بعين واحده
فريد جلَو ( 2015 / 7 / 1 - 03:28 )
نفط العراق يسرق في الوسط والجنوب وكردستان ويجب ان تخوض في هذا الموضوع بكامله او --------------------------------------------------------


2 - النظر بعين واحده
فريد جلَو ( 2015 / 7 / 1 - 03:28 )
نفط العراق يسرق في الوسط والجنوب وكردستان ويجب ان تخوض في هذا الموضوع بكامله او --------------------------------------------------------

اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال