الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفاعلات الازمة اليونانية وآثارها على منطقة اليورو والاقتصاد الرأسمالي في الغرب

زياد عبد الفتاح الاسدي

2015 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مع توقف المفاوضات بين الحكومة اليونانية بقيادة الزعيم اليساري اليكسيس تسيبرس ووزير ماليته فاروفاكيس مع وزراء مالية الاتحاد الاوروبي والجهات الدائنة تفجرت من جديد تفاعلات ألازمة الاقتصادية في اليونان بكل ما تُمثله من آثار سلبية على منطقة اليورو ومجمل المنظومة الرأسمالية للاتحاد الاوروبي . وهي أزمة تتجه بالتأكيد نحو احتمالات لا يُمكن التنبؤ بحجم مساوئها, في الوقت الذي رفض فيه وزراء مالية الاتحاد الاوروبي والجهات الاوروبية الدائنة بمافيها صندوق النقد الدولي تمديد برنامج الانقاذ ومنح اليونان مساعدات مالية جديدة لما بعد ال 30 من حزيران , وأيضاً في الوقت الذي يتوجب على اليونان أن تُسدد خلال أيام قليلة 1.6 مليار يورو لصندوق النقد الدولي . وإذا رفض اليونانيون في الاستفتاء الذي دعا اليه تسيبراس يوم الاحد المقبل مقترحات التقشف الجديدة التي قدمتها الجهات الدائنة التي تشمل بشكل رئيسي النظام التقاعدي وزيادة الضرائب في بعض القطاعات والتي حظيت بموافقة وزراء مالية الاتحاد الاوروبي , فقد يُؤدي ذلك الى خروج اليونان ليس فقط من منطقة اليورو , بل من الاتحاد الاوروبي بمجمله.
ورغم أن الناتج الاجمالي للاقتصاد اليوناني يقل عن %3 من الناتج الاجمالي لمنطقة اليورو ومع ذلك فإن ألازمة الخطيرة التي يواجهها الاقتصاد اليوناني ولاسيما أزمة الديون المتراكمة , قد تُشكل تهديداً خطيراً على اقتصاد منطقة اليورو بكاملها .... وتعود الازمة الاقتصادية اليونانية في جذورها الى أزمة الاقتصاد الرأسمالي العالمي التي تفاقمت منذ عام 2009 ولا سيما في الولايات المتحدة و أوروبا , حيث ربطت اليونان اقتصادها الوطني بالعجلة الاقتصادية للرأسمال الاوروبي والعالمي وقبلت بشروط الانضمام لمنطقة اليورو والمنظومة الرأسمالية الاوروبية , وهي شروط إنطوت على الاستغلال الرأسمالي والتنافس الاقتصادي والانتاجي الغير مُتكافئ بين ألاعضاء المُشاركين في منطقة اليورو , والذي قاد في نهاية الامر الى تراكم الديون المُترتبة على اليونان والتي تجاوزت في حجمها الناتج الاجمالي للاقتصاد اليوناني (حوالي % 120) . وهذا ما قاد مع استمرار العجز في الموازنة السنوية الى زيادة التضخم وارتفاع معدلات البطالة وخروجها عن نطاق السيطرة في الوقت الذي واجهت فيه الحكومة صعوبة الاقتراض من الاسواق المالية بعد هبوط تصنيف سنداتها وبالتالي ارتفاع أسعار الفائدة المفروضة . وهنا فإن انسحاب اليونان وإعلان إفلاسها سيؤثر بشدة ليس فقط على بنوك الدول الاوروبية الدائنة في منطقة اليورو , كفرنسا وألمانيا بل قد يُؤدي الى توسع نطاق الازمة ليمتد الى الدول الاخرى في منطقة اليورو التي تُعاني كذلك من تراكم ديونها , مثل إسبانيا وإيرلندا والبرتغال وإيطاليا وسلوفاكيا , وبالتالي احتمال خروج هذه الدول من منطقة اليورو . كما قد تمتد آثار هذه الازمة لتُؤثر سلبياً حتى على الاقتصاد الامريكي .
ولكن كيف ستتأثر المنطقة العربية والشرق الاوسط من أزمة كهذه وهل ستنعكس الامور سلباً أم إيجاباً على الاوضاع المزرية أو النهب الاقتصادي والتآمر الشرس الذي تعاني منه المنطقة من قبل الغرب وعملائه ... لا شك أن هذه الازمة سيكون لها تأثيرها السلبي على أسواق العملات والبورصة في أوروبا والولايات المتحدة وستُضعف الاقتصاد الاوروبي والامريكي بالنتيجة , وبالتالي قد تزيد من نهم وشراهة واستغلال منظومة الدول الغربية لاقتصاد دول الشرق الاوسط بكافة الوسائل ولا سيما إقتصاد دول الخليج . وقد ينعكس ذلك سلباً على المزيد من التدهور الاقتصادي في المنطقة .... ولكن من الصعب التنبؤ بآثار هذه الازمة على انهيار الوضع الامني وحجم التآمر الذي تتعرض له المنطقة ...... على أية حال ليس لنا خيار سوى الانتظار ومراقبة ما يحدث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا