الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كردستان الدكتاتوية أو الفوضى

حسين علي الحمداني

2015 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


من جديد عادت قضية الديمقراطية في العراق لتناقش،ولكن هذه المرة في إقليم كردستان بعد أن تم تحديد العشرين من آب القادم موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية فيه مع طرح السيد مسعود البارزاني نفسه مرشحا خلافا لدستور الإقليم الذي حدد الرئاسة بولايتين فقط مددت له لمدة عامين ، وعلى ما يبدو بأن رئيس الإقليم فشل في إقناع المعارضة في التمديد له لولاية ثالثة، وهو الذي قاد حملة كبيرة لتحديد ولاية رئيس الوزراء في العراق الإتحادي.
مسعود بارزاني يعد نظريا وإعلاميا من أبرز الداعين لمنع نشوء دكتاتورية في العراق ، وطالما كان يحذر من ذلك في وصفه لتفرد الحكومة الاتحادية،وعبر مخاوفه من نشوء دكتاتورية أكثر من مرة،ولكننا نجده اليوم يحاول جاهدا أن يحصل على توافقات كردية من أجل ولاية ثالثة رغم تعارض ذلك مع دستور اقليم كردستان الذي وضعه هو بنفسه.
ولعلنا نجد في الأشهر الماضية بأن رئيس الإقليم كان يشعر فعلا بأن نهاية الفترة الثانية لولايته ، تعني بداية مرحلة جديدة للقوى السياسية الكردية المعارضة برلمانيا والتي تتطلع لأن تأخذ دورها في العمل السياسي الكردي بعيدا عن وصاية الحزبيين الرئيسيين بقيادة البارزاني وطالباني،بل لا نبالغ إن قلنا بأن الكثير من القوى السياسية الكردية تجد بأن مساحات الحرية والديمقراطية في كردستان ضيقة جدا بحكم الهيمنة الواسعة النطاق للحزبيين الرئيسيين وتحول شكل الحكم في الإقليم لحكم العوائل وليس الأحزاب مع غياب واضح لأي دور للمعارضة الحزبية الكردية.
وعلينا أن نشير هنا بأن أطراف المعارضة الكردية (حركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) قد حسمت أمرها برفض التمديد لولاية ثالثة وهي مصممة على ذلك، وهو الأمر الذي يعني مع تحديد موعد الإنتخابات من قبل حزب بارزاني دون مشاورة الشركاء ، بأن الأخير حسم أمره في المضي قدما لولاية ثالثة بغض النظر عن الدستور وعن التوافقات ،وهو ما يعني بأن هنالك أزمة جديدة تلوح في الأفق هذه المرة في كردستان نفسها،خاصة وإن قوى المعارضة الكردية تتحين الفرصة لأن تدير شؤون الأقليم بعد أن امتدت شعبيتها كثيرا في الأعوام القليلة الماضية على خلفية الكثير من ألأخطاء التي شابت سياسة الأقليم داخليا وإقليميا ومحاولة البعض صناعة أزمات مستديمة من جانب،ومن جانب آخر ملف حقوق الإنسان السيء جدا في الأقليم والذي طال العديد من المعارضين .
وأيضا ملفات الهيمنة العائلية على مقدرات وموارد الأقليم التي لا أحد يعرف حساباتها وجداولها ، وهو الأمر الذي من شأنه أن يكون ورقة رابحة بيد المعارضة الكردية .
ولعل السيد مسعود يراهن على الأرث النضالي له ولعشيرته في مقارعة نظام صدام حسين ويرتكز على هذا منذ أكثر من 22 سنة في حكم الأقليم ، ولكن علينا أن نقول بأن الديمقراطية ووجود دستور يؤطر العمل الديمقراطي ، والدستور لا يرتكز على أرث النضال بقدر ما إنه يأخذ مشروعيته من التزام الآخرين به واحترامهم له وفي مقدمتهم قادة كردستان الذين قارعوا الدكتاتورية ولا يريدون عودتها من جديد.
ونجد إن خيارات مسعود بارزاني التي لمح لها في رسالته الأخيرة ودعا فيها لتوافق الأحزاب الكردية في هذه المرحلة ( إي توافقها على إنتخابه رئيسا للأقليم) وفي حالة الرفض فأنه سيحدد موقفه الذي لم يصرح به ، شخصيا أرى إن إقليم كردستان سيشهد أحد أمرين أما استسلام الأحزاب الكردية لرغبة مسعود بارزاني أو إن داعش ستدخل كردستان كما دخلت الموصل ونال النجيفي منصب نائب رئيس الجمهورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -