الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 10 – 31 )

كور متيوك انيار

2015 / 7 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 10 – 31 )


كور متيوك
[email protected]
بعد احداث الخامس عشر من ديسمبر 2013م اتهمت الحكومة هيلدا جونسون بالتعاون مع المتمردين ، وانها توفر لهم الماوى في مقرات الامم المتحدة ، وهذا ربما ادى الى تصعيد لغة النرويج ووزير خارجيتها تجاه الحكومة والرئيس كير ، وهذا يبرر اللقاءات التي اجراها باقان اموم عقب اطلاق سراحه ومشاركته في مؤتمر المانحين بنرويج ولقائه بمسئولين نرويجين ومنهم وزير الخارجية .
و اتهمت الحكومة كثيراً على لسان وزراءها دول الترويكا والتي نرويج من ضمنها بمحاولة الاطاحة بالرئيس كير ، وذلك ربما بعد ان سرت شائعات عن مشروع مقترح امريكي يقضي بان يكون باقان اموم رئيساً للفترة الانتقالية لحين انعقاد الانتخابات و طرحت وساطة الايقاد المقترح لطرفي الصراع وتم رفضها من قبل الحكومة والتمرد ، وهذا المقترح جعل الحكومة والتمرد يتفقان على اقصاء مجموعة المعتقلين السابقين من المفاوضات للتقليل من تاثيرهم ، ولقد فشلا في سعيهم ومازالا يحاولان .
وفي محور العلاقات مع امريكا تدهورت علاقات الحكومة برئاسة كير والادارة الامريكية بقيادة الرئيس باراك اوباما ، وذلك عقب احداث فانطاو وذلك لسوء تفاهم بين الرئيسين ومنذ ذاك الوقت ساءت العلاقات بين الرجلين ، وربما لم يكن الامر مفاجئاً للرئيس كير ، ففي الملتقى التنسيقي لولايات بحر الغزال في مدينة واو قال الرئيس كير أنه سيترجل عن السلطة بعد ظهور نتيجة الاستفتاء ووصف مهمته بقيادة شعب الجنوب الى اجراء الاستفتاء ومن ثم ينتهي مهمته ووفقاً لتقرير في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية في 13 نوفمبر 2010م في العدد 11673 فان واشنطن كانت تفضل ، ان يستقيل الرئيس كير بعد الاستفتاء .
وفي حديث للرئيس سلفاكير لمراسل مجلة نيوزويك الاميركية قال ان الرئيس كير ابدى خوفه من أن الحكومة الامريكية لن تستمر في دعم نظامه في حال استقلال جنوب السودان وقال : " اعتقدت دائماً أن اميركا يمكن أن تفعل اي شيء ، لكن في حالتنا ، لا يحدث ما يؤكد ذلك ، انهم مشغولون بالتزامات اخرى كثيرة " ووفقاً لمراسل نيوزويك فانه شاهد صورة يسوع المسيح في منزله وكذلك نسخة من الانجيل .
ووفقاً لنيوزويك فان شخصية كير مزيج من القومية المتحدية والتقوى المسيحية ، مشيراً على انه الشخصية المفضلة للمنظمات التي تريد اعادة ميزان القوى في السودان ؛ بداية من السياسات التي وضعها الرئيس السابق بوش الابن ، غير أن التقرير اشار على ان الرئيس اوباما ليس متحمساً للنظرة الدينية كما سلفه بوش . وشكك مراقبون اميركيين من امكانية نجاح الولايات المتحدة في جنوب السودان ، واضافت المجلة " رغم كل هذا النشاط المحموم المضلل فان هناك القليل من الادلة على ان جنوب السودان ستقدر على الوقوف بمفردها " .
واشار مرقبون في تقرير صدر يونيو 2010م بتكليف من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية جاء فيها : " جهود بناء القدرات في جنوب السودان في الوقت الراهن ليست استراتيجية ، وليست مركزة مع استثناءات قليلة وهي من دون اهداف محددة وبالتالي غير مرجح ان تنجح " وكان موقف مدير مركز ايناف ( كفاية ) جون بندرغاست اكثر تشاؤماً وموضوعية حيال التنمية ومستقبل جنوب السودان حيث قال " ماهي فائدة استخدام كل هذا الدعم لبناء الدولة إذا كانوا ذاهبين الى الحرب واضاف أن هذا مثل بناء قلعة على الرمل مع توقع موجة عملاقة تتجه نحوها " .
و صدقت قراءات بندرغاست حول ما وصفه ببناء قلعة على الرمال مع توقع موجة عملاقة وذلك بالاحداث التي شهدتها البلاد في ديسمبر من العام 2013م ، فكل ما تم القيام به منذ العام 2005م في جنوب السودان جرفتها موجة عملاقة ابتلعت كل ما تم العمل فيه بجد ، وفي شهادة له امام مجلس الشيوخ الاميركي بخصوص الوضع في جنوب السودان اقترح انشاء اليات مستقلة للتحقيق والمقاضاة لعدم وجود نظام قضائي فعال وان شبح الافلات من العقاب والمحاكمات العسكرية المتسرعة هو خطر حقيقي جداً ، وذلك لضمان محاسبة الجناة المسئولين عن الجرائم التي ارتكبت في البلاد .
بعد الموجة التي جرفت تلك الامبراطورية التي تم بناءها على الرمال ، دخل البلاد في مواجهة شرسة مع ادارة اوباما ، ورغم أن الجمهوريين يسيطرون على الكونعرس بمجلسيه الشيوخ والنواب وبالتالي اصبحت السياسة الخارجية الامريكية في قبضتهم غير أن ادارة اوباما الديمقراطية والجمهوريين يتفقون تماماً بان البلاد ضلت طريقها ، كما كانوا متفقين في دعم ومساندة شعب جنوب السودان في حربها ، ولم يكن هذا ما توقعه الشعب والعالم أن ينحدر الى الحضيض في اقل من نصف عقد .
وبما أن وفد من الحركة الشعبية قد زار واشنطن في يناير 2015م لعقد لقاءات مع قادة الحزب الجمهوري والديمقراطي ، ولعقد جولات مع مركز كارتر وبيل كلينتون ، وكما أن الوفد ينوي تقديم الشكر لامريكا والتاكيد على التزامهم بعملية السلام ( صحيفة الموقف – يناير 2015 ) كما سبق واشرنا أن امريكا تبحث عن من تتعامل معها داخل الحكومة ولا تجدها فالتصريحات متضاربة فاحياناً يشيدون بالدور الامريكي في تحقيق الاستقلال و احياناً ينكرون هذا الدور ويتهمونها بالسعي الى نهب ثروات البلاد .
العلاقات مع امريكا ليس بحاجة الى تقديم الشكر فحسب بل ما تريد معرفتها وهي ما من تتعامل ؟ هل مع الحكومة والتي اوصدت ابوابها واتجهت نحو موسكو بينما تنتظر ان تبادر امريكا ام مع الحركة الشعبية التي يبدوا ان مواقفها مختلفة من مواقف الحكومة حول العلاقة مع امريكا لكن الحركة الشعبية لم تعد لها اي دور يذكر للضغط على الحكومة او تمرير السياسات لوزرائها لذلك زيارة وفد الحركة الشعبية هي زيارة فاشلة بكل مقاييس إن لم يعقبها تغييرات حقيقية على مستوى الحكومة .
وعزل من يسميهم امريكا بالمتشددين ، ورغم أن ممثل جنوب السودان في الامم المتحدة د. فرانسيس دينق شخصية له مكانته العالمية وخاصة في مراكز الدراسات الامريكية ، فالاتفاقية التي تم توقيعها في العام 2005م كان لمساهمات فرانسيس دورها الكبير في الرسو بها في المؤسسات الامريكية ، وفي العام 2001م اشترك فرانسيس في كتابة تقرير اصدره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن وتلك التقرير هي التي اعتمدت عليه ادارة الرئيس بوش ووزارة الخارجية الامريكية .
و اصبحت تمثل الاستراتيجية الامريكية لتحقيق السلام في السودان ، وهو التقرير الذي وجد معارضة من قبل خبراء شماليين سودانيين كان ينبغي لهم أن يشاركوا في كتابة التقرير لكنهم طردوا فيما بعد من قبل المركز ، ويعتقد أن فرانسيس هو من اوعز بذلك ، ووفقاً لفرانسيس فانه تعرض للانتقاد والاتهام من قبل كل من روجز ونترز مستشار سابق لحكومة الجنوب وجون برنرغاست مدير مركز ايناف في واشنطن وتيد كاغني خبير شؤون السودان في مكتبة الكونغرس ، واتهم بالانحياز للسودان لكن ما الت اليه التقرير في خاتمة المطاف والتي انتهت باستقلال جنوب السودان يثبت ان فرانسيس لم يكن منحازاً للسودان والشمال .
لكن تعقيدات الازمة السودانية وكخبير جعلته يتعامل على النحو الذي اعتقد أنه انحاز فيه للجانب السوداني ، مع ذلك الاتهامات الموجهة اليه يثبته مواقف فرانسيس حول الصراع في السودان وخاصة في قضية ابيي والتي تصب في اتجاه الموقف السوداني الذي يعتقد ان ابيي شمالية ، ورؤية فرانسيس بتحويل ابيي الى منطقة تكامل وتلاقي منطلقاً من الروابط التاريخية التي ربطت بعض الافراد من ابيي بالمسيرية حيث يرى أن تلك العلاقات لا يمكن أن يقطعها شيء .


نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24