الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقيدة و الوطن في الإسلام السياسي

حميد المصباحي

2015 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال التحولات السياسية التي عرفها العالم العربي,و التي استغلتها حركات الإسلام السياسي,لتفرض وجودها كقوة حازت على سلطة الدولة أو الحكومات فقط,من خلال إما العنف المباشر لأتباعها المدربين عسكريا في الكثير من البؤر التوتر,أو الإنتخابات بما يمثله الإسلام من حافز ثقة في المرشحين الذين يلجأون لتسخير الدين لخدمة الغايات السياسية,و بذلك حق طرح الكثير من الأسئلة المحرجة,من ضمنها كيف نرتب هذين المفهومين,و بصيغة أكثر وضوحا أيهما أكثر ولاء من الآخر,الوطن أم العقيدة؟؟
1ولاء الإسلام السياسي
في كل الكتابات التي انتشرت في أدبيات حركة الإخوان المسلمين,هناك تفاضل بين الأخوة العرقية و الأخوة الإسلامية,فالأخ في الإسلام مهما كان عرقه و قربه العائلي أحق من الأخ في العرق و الرحم,و هناك مبررات يسوقها التيار لتنفير الأتباع من سلطة حتى الأب إن كان على غير دين الجماعة بما أن لها تأويلها الخاص للديانة الإسلامية,بحيث لا يمكن الثقة في الأقارب عندما يكونون من خارج الجماعة أو ينتمون لجماعة مختلفة أو حتى للديانة الإسلامية في صيغتها الشعبية كما يعرف الجميع,و هنا سر قوة التلاحم بين أفراد الجماعة,كما تبدو حركة الإخوان المسلمين و غيرها من الجماعات الشبيهة بها أو لها علاقة تاريخية بتكوينها و تاكتيكاتها السياسية التنظيمية,و بذلك فإن العقيدة الإسلامية أولت بطريقة تسمح باستبعاد القرابة عندما لا تكون داعمة لفكر الجماعة التي تعتبر فكرها هو الإسلام الحقيقي و ما عداه ليس إلا جنوحا عنه أو كفرا به كما يعتقد دعاتها و زعماؤها.2الوطنية
كل حركات الإسلام السياسي,تعتبر نفسها مشدودة بوثاق الأمة,التي تتسع حدودها لتشمل أمة الشهادة,مما يعني أن الوطنية ضمنيا أن تحدثوا عنها فلا تعني أكثر من بقعة أرض لا قيمة لها إلا بالعقيدة,لتصير أرض سلم أو أرض حرب و حراب,لكن حركات الإسلام السياسي,عندما كشف عن هذه الحقيقة من خلال تصريحات رواد حركة الإخوان المسلمين,الأم لكل حركات الإسلام السياسي,حاولت بعض الحركات تمييز نفسها,بإعادة التفكير في مفهوم الوطن,كما تراه هي,و تدشن بذلك مسافة بين التوجهات الأولى لحركة الإخوان المسلمين.
3الوطن و العقيدة
رغم محاولات حركات الإسلام السياسي,حصر وجودها و طموحاتها في حدود الدول التي نشأت فيها,تجنبا لحرج مفهوم الأمة,الذي تبنته تيارات الإخوان المسلمين,فإن شبابها,و أغلب المتشبعين بمفهوم الأخوة الإسلامية,حافظوا عليه في تعبئتهم,و صراعاتهم ضد دعاة الدولة المدنية,بل حتى دعاة الوطنية,الذين يسعون في نظرهم لتحويل الوطن إلى وثن,و يظهر ذلك جليا,عندما تثار مسألة شهداء حرية الوطن,أي الوطنيين,كيفما كانت انتماءاته السياسية و الإيديولوجية,هنا تنبعث نعرات التشكيك,ليغدو الشهيد فقط هو المدافع عن العقيدة,فإن كان اشتراكيا أو ليبراليا,ظهرت طقوس الغمز و اللمز على أفواههم فياضة.
خلاصات.
سبق لفتحي يكن منذ الثمانيات,أن نادى في كتاب له ,للإسلامية الكونية,التي لا تعنيها الأوطان,بل الأرض,مما تولد معه فكر,سعى لخلق أممية إسلامية,تفجرت بشكل عنيف مع الإسلاموية الجهادية,مما يفرض التفكير في مواجهة تتسع لتشمل كل أنصار الدولة المدنية و الديمقراطية,من أجل التصدي لهذا النمط من التفكير,الذي يقود حتما للمزيد من العنف.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في