الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تفقد مهنة الطب محتواها الانساني

جواد الحسون

2015 / 7 / 1
الصحافة والاعلام


لاشك بان مهنة الطب حظيت مكانتها بالرفعة والاحترام واتصفت بالنزاهة على مدى التاريخ كونها تمثل نموذج التعامل الانساني الرائع بين الطبيب والمريض كما انها تمثل سر الحياة الذي ينتظره المريض من طبيبه ، كونه المنقذ والمخلص من الالام والاوجاع التي ترافق مرض الانسان بعيدا كل البعد عن المنافع المادية والمصلح الخاصة ولم تخضع هذه المهنة بكل تاريخها الانساني الى التعامل على اساس فئوي او طبقي او عرقي ، كما لم تخضع لمزايدات العرض والطلب ولم تتأثر بالتغيرات السياسية او العسكرية او الكارثية او حالتي الحب والسلم بل على العكس فإنها تكون اكثر انسانية وعطاء اثناء هذه الازمات.
للأسف بدأت مهنة الطب تفقد محتواها الانساني واقتربت في توصيفها من باقي المهن الاخرى التي تخضع لمقتضيات السوق ومتطلبات العرض والطلب والربح والخسارة حتى اصبحت في ذمة الجشع مغادرة بذلك جانبها الانساني التي اوجدت من اجله ، كما رافق هذه الموجة انحطاطا علميا ملحوظا لدى بعض الاطباء نتيجة للفساد الذي طال العملية التعليمية نتيجة لتسرب الاسئلة الامتحانية عبر اساليب وطرق تعرفها جيدا دهاليز السياسة الحديثة التي تنشد التطور والرقي لهذا البلد اضافة الى موجة الاستثناءات الغريبة والعجيبة للقبول في كليات الطب رغم معدلات الغباء التي يحققها البعض والذي لم تتجاوز معدلاتهم 50% الا انهم متفوقون بتاريخهم الجهادي او النضالي او السياحي والبعض الاخر متفوقون بدرجة القربى من أعلام السياسة او رجالات الحكومة او من فئة الراتعون بخزائن بيت المال العام .
الغريب في الامر ان اغلب الاطباء يعتمدون في تشخيصاتهم المرضية على الاجتهاد الشخصي لذلك نجد تباين واضح وكبير في التشخيص بين الاطباء وكل منهم يكيل بالوم واللعن على من سبقه في وصف العلاج حتى اصبح المريض نموذجا للتجريب ليغرق في وحل ثالوث الجشع المقيت المتمثل بالطبيب والصيدلية ومختبرات التحليل والتي كل منها يسعر ويقرر على هواه حتى اصبحت ارقامهم فلكية لا يمكن تخيلها او استيعابها في جيوب الفقراء ، ليصبح بذلك سعر (الكشفية)المعيار المعتمد في توصيف الدرجة العلمية والقدرة والتمكن من تشخيص (العلّة)اما اذا استعاض المريض بالمستشفيات الحكومية فانه يجد الامرين بدءا من التعامل الفوقي والتجاهل وعدم الاهتمام مرورا بالانتظار المضني للمريض على امل حضور معالي الطبيب وانتهاءا بخلو الصيدليات من ابسط انواع الادوية الضرورية ناهيك من مختبرات التحليل العليلة والمصابة بداء نقص المعدات والادوات ووسائل التشخيص الضرورية .
تساؤلات
هل بالإمكان اعتبار مهنة الطب سلعة كأي سلعة اخرى مثل مواد الانشاء والبناء والادوات الكهربائية والمنزلية ، واذا كانت كذلك فهل بالإمكان تسديد اجور الكشف والدواء والتحليلات بنظام الاقساط المريح التي تعتمدها المهن (غير الانسانية)؟
وهل بالإمكان حظر ازدواجية العمل للاطباء في المستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة بالتناظر مع قانون (ازدواج الجنسية) وتعويضهم بمرتبات تغنيهم عن المتاجرة بأمراض واحوال الفقراء ؟
وهل بالإمكان الغاء المكانة الرفيعة التي يحظى بها الاطباء وضمهم الى قائمة الجزارين والمقاولين والتجار طالما يدفع المريض ما تقدم وما تاخر من امواله المنقولة وغير المنقولة مقابل خدمات (عامل الطب).
وهل بالإمكان تغيير تسمية (عيادة الدكتور فلان)الى (محلات الطبيب فلان) كون تسمية العيادة (عيادة المريض من العود وهو الرجوع، فالعود زيارة المريض عادَه يَعُوده: زَارَه) تدل على معاودة المرضى لها طلبا للشفاء سوآءا بالدواء او بالكلمة الطيبة وإدخال السرور عليه، ومد يد العون له عند الحاجة لذلك، وكلمة (الدكتور) فهي عنوان علمي تاتي بعد الحصول على شهادة الماجستير لهذا نجد ان اغلبهم استغنى عن مواكبة التطور العلمي ونيل شهادة الماجستير او الدكتوراه طالما هو قد حصل عليها (بالفطرة)؟
الا ترون بان هذه المهنة اصبحت مدار جدل واستياء وحازت بامتياز على نقمة وغضب الراي العام؟ وعلى الدولة والشعب ان يتخذا القرار؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس