الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد خطاب الانسحاب

أحمد مولود الطيار

2005 / 10 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في خطاب الانسحاب من لبنان أكد السيد الرئيس بشار الأسد على أخطاء سورية ارتكبت في ‏البلد الشقيق بفعل قواته المتواجدة هناك منذ عام1976. وعلى الرغم من
اختلافي الشديد مع ‏السيد الرئيس حول توصيف الوجود السوري في لبنان ومهمته ودوره المناط إليه، إلا أنني في ‏هذا المقال لست بوارد نبش الماضي، ونكأ الجراح ولكن هي مساهمة: ماذا بعد الاعتراف ‏بوجود أخطاء؟ .. أبتغي من ذلك مصلحة سورية أولاً.‏

لم نسمع عن أية آلية جديدة تترجم كلام السيد الرئيس إلى سياسات وفعل. لم نشاهد أية لجنة ‏تتشكل، مهمتها تقصي تلك الأخطاء. لم نر أي مسؤول سوري أخطأ يقدّم إلى أية محكمة ‏سورية لمحاسبته على ما ارتكبه من أخطاء.‏

على النقيض من ذلك، استمر مسلسل الأخطاء، الشاحنات اللبنانية التي نامت أياماً طوالاً على ‏الحدود المصطنعة .. الصيادون اللبنانيون الفقراء الذين اخترقوا المياه الإقليمية السورية .. مطالبة ‏العمالة اللبنانية العاملة في سورية بتراخيص العمل في حين كان مئات آلاف العمال السوريين ‏يعملون في لبنان من دون تراخيص عمل.

من المسؤول عن عرقلة وعدم تحويل اعترافات السيد الرئيس إلى منهاج وآلية للعمل؟ هل المسؤول هو العقل الأمني الذي يخشى افتضاح أمره؟ أم المسؤول هو البيروقراطية التي دفنت قرارات ومراسيم كثيرة ولم تر النور؟ أم كليهما معاً في ظل نظام متيبس ومتحجر لا زالت مقدرات البلد تدار فيه عبر عقل استئثاري ‏فئوي مافيوي أبعد ما يكون عن فهم سياسي، مصلحة الوطن هدفه ومآله الأول والأخير؟!

في ظل مقولات ومفردات العصر،كالديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة وقيم الحرية ‏والعدالة والمساواة، ومع تطور التقنية والفضائيات والإنترنت، ينسحب النظام السوري خارج ‏العصر لتغدو أدواته رثة وبالية، يكابد محاولاً التأقلم .. يقلم أظافره عبر صيغ فضفاضة: إصلاح ‏إداري، إصلاح اقتصادي، مفهوم السوق الاجتماعي. لكن سرعان ما تنمو تلك الأظافر ‏بسرعة ليست بغريبة، يحاول تجريب كل المقاسات على قدميه ناسياً أنه بلا أرجل وكيف ‏يستطيع السير من فقد قدميه؟!

الزمن لا يأبه به النظام السوري معتقداً - عن خرف ألم به - أنه يستطيع إيقاف عقارب الساعة، لا ‏بل إنه يتوهم أنه يقدر على إعادتها الى الوراء. زمن فوت ونظام مفوت، وما بين خطاب ‏الانسحاب من لبنان وحتى ما قبل مجيء "ميليس" إلى سورية، زمن كاف لمحكمة سورية ‏وقاض سوري ومتهمين سوريين يمثلون أمامه؛ لما ارتكبوا من أخطاء، وربما قتل الحريري أحدُ ‏تلك الأخطاء.

لماذا المحكمة السورية ولماذا القاضي أوالقضاة السوريين والخطاؤون نعتقد بأنهم كثر؟ الهدف هو قطع الطريق على مهمة ميليس من المهد، والمهد كان القرار الدولي

الذي أوعز بتشكيلها ومن ‏أجل من؟
كي لا تصل سورية الى اللحد .

يبرهن النظام السوري للمرة الألف أنه غير نهاز للفرص (قناص ماهر في التقاطها عندما ‏يرى فيها قيمة مضافه الى جشعه و قئويته وأنانيته ..) والسبب بسيط: يعوزنا في سورية ‏رجالات دولة بالمعنى السياسي للكلمة، (عقل استراتيجي من أي نوع، براغماتي أو مبدئي) ما هو ‏متوفر لدينا؟ من يرسم سياساتنا؟ من يقرر مصيرنا؟ من يلقي بسورية والسوريين الى الهاوية؟ .. "رجالات" جاؤوا من الدهاليز ومن عوالم حمراء (..).‏

في الزمن فرص لا زالت ماثلة، هل سيتم اقتناصها؟ ‏بالتأكيد النظام السوري غير معني بسؤالي الأخير. هو برسم المعارضة الديمقراطية بكافة ‏تياراتها و أطيافها. هل نحن واعون بأننا على حافية الهاوية؟

__________

سوريا- الرقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار