الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلم الجهادي يعلن موت الله

عندليب الحسبان

2015 / 7 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لتطرف عدوى , والآن كلّنا معرضون للاصابة برشقاته القاتلة , وللأسف لا لقاح في ثقافتنا المتداولة يحمي , فنحن لم نبنِ في السنين الفائتة جهاز مناعة ثقافي تعددي يصد هجماته , جسدنا الثقافي قام وانتصب على مركزية الدور , واليوم مع امتداد الفضاء وجنون التكنولوجيا الهامش انتفض , ولم يعد الأمر يحتاج أكثر من جسد واحد نافر , يلبس حزاما قاتلا , أو يخفي سلاحا أبيض أو أحمر , ولا يحتاج الأمر أكثر من لحظات قليلة حتى تفور الأرض والبلدان غضبا , ويستفز الفضاء الاعلامي بخبر مجلجل عن سقوط عشرات الضحايا بتفجير ارهابي ....
الأمر خرج عن سيطرة السياسة ومؤسساتها , وأحيل إلى الجسد , الجسد الآن في أجلّ حضوره يذكّر بألقه في احتجاجات الستينات في فرنسا واوروبا , هو وحده المخول الآن بقرار الموت عبر حرية القتل , مثلما كان هناك مخولا بقرار الحياة عبر حرية الجنس , وهو وحده هنا وهناك يحدد مسرح العملية فلا يحتاج إلى خبراء ومختصين , الأمر يرجع إلى مزاج المتطرف , قد يفضل عرض جسده متشظيا أو منتشيا في مقهى مكشوف أو مغلق , صالة عزاء أو فرح , شارع يمشي فيه صائمون أو غير صائمين , شاطئ رملي أو حتى صخري , حضانة أطفال , مدرسة , دكانة , مخبز , مركز أمني ... أي مكان يخطر في خيال المتطرف هو مسرح للعرض الجسدي؟
لماذا ؟ ما الذي فعلناه بهذا الجسد المسكين حتى غضب وتطرف و اتخذ قراره بقتلنا وقتله ؟ أين رجال السياسة والدين , ليكبحا كعادتهما هذه الاجساد الضعيفة التي تتطاير الآن فوق رؤوسنا كحمم الموت ؟ ....
أعلم أنهم حاضرون , دائما كانوا حاضرين , وأنه ما خلا ولن يخلو زمان ولا مكان منهم , فهم ملح الأرض لحياتنا المظلمة منذ نشأتْ , ولكن هل هم حاضرون في معادلة الموت والحياة الآن ,؟ هل هم قادرون على ترشيد جنون وانفعال هذا الانسان الارهابي الذي حشوه حتى الجنون بالحقد على ذاته البشرية , وعلى جسده النجس البخس الذي أفهموه أن طهارته لا تستقيم بالماء أكثر من ساعات , حتى صار يسعى إلى الخلاص الأبدي من حمل نجاسته الثقيل عبر تطهيره بالدم ..؟!
المسلم المتطرف الآن في أقصى درجات الثورة , يعلن ثورته الغاضبة على قاتله ومعذبه و مميته , في البيت وفي العمل و في المركز الأمني , وفي المسجد , وفي المسجد بالذات يجن جنونه , المسلم المتطرف الآن حر , يحدد متى وكيف وأين يموت . كأنه يقول لنا وللعالم ولنفسه : إن فشلتُ في امتلاك ارادة الحياة يكفيني زهوا أنني اليوم أمتلك ارادة الموت , الموت لي وللناس أجمعين , إنني أميت الناس وأحدد لهم مواعيد وأماكن وكيفية ارتحالهم عن هذه الحياة , وأنا من يمنحهم أماكنهم في الحياة الآخرة في الجنة أوالنار ؟!
المسلم المتطرف الآن نيتشوي , يعلن موت الله , من بيت الله
لقد جن , انفلت عقاله وانتهى الأمر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نخب الارهاب
.ماجدة منصور ( 2015 / 7 / 4 - 07:50 )
خرج المارد من القمقم ولن يعود ثانية اليه..فلنشرب نخب الإرهاب العالمي
احترامي.

اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام