الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعمال المشاكل الصغيرة أولى من إهمالها (1-2)

إمانويل ماريو

2015 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بالأحداث الأخيرة التي شَهِدتها مدينة "مريدي" بولاية غَرب الإستوائية لم يتبقى سوى إدخال البلاد إلى موسُوعة غينيس للأرقام القياسية تحت سجل أكثر دولة لا تعامل الحكومة الإنفلات الأمني فيها بحزم وجد، وإبتدأت تلك الأحداث من حرق منزل المواطنين بمدينة (ياي)، (قتال ولاية البحيرات)، (كورجيك)، (شرطة واو)، (معسكر أوينيبول)، (منطقة لورنجو بشرق الإستوائية)، (مُندري) و أخيراً ما حدث في مدينة مريدي هذا على سبيل المثال لا الحصر. ورُغم ما تُنكِره الحكومة وتغُض الطُرف عنها، إلا أن القاسم المُشترك في كل تلك الأحداث هو الإنفعال الأعمى وردة الفعل الأحمق وهو ما تجسدت بشكلها البشع في أحداث 15 ديسمبر من العام 2013م والذي لا تزال أثارها ممتداً إلى الأن.
ولكن يتبادر إلى ذهن كل متابع للوضع، مصدر تلك الفوضى ولماذا دائما يحدث والحكومة لا تتحرك إلا عقب أن تقع تستفحل المشكلة، ويعقبها صمت القُبور في حال هُدوء تِلك المناطق، دون البحث عن إيجاد حلول منطقية ومرضية تضمن عدم إعادة تلك الأحداث مرة أخُرى، والمتابع كل النزاعات التي حدثت مُنذ ميلاد الدولة أو قل عقب إنتخابات العام 2010م لم يُحل أي من تلك النزاعات بصورة جزرية تضمن عدم تكرارها مرة أخرى، إنما تُقدِم الحكومة للمتمردين العفو ووعدهم بحل المُشكلة من الداخل وما أن يطأ أقدامهم العاصمة، تنسى الحكومة ما وعدتهم به وتظن أن الأمر قد إنتهى بمجرد دخول هؤلاء إلى غُرف فنادق (دِمبِش وريجنسي) وهو ما جعل الفريق "ديفيد ياوياو" يعود مرة أخرى إلى التمرد من قبل، وذلك من أجل التهميش الذي وجده بالداخل وعدم الإهتمام بقضيته عقب أن تم إستقدامه إلى المدينة.
وكمثال أخر نجد التعاطي مع قضية المتمرد "جونسون أولينج" لم تتعامل معها الحكومة بالصورة المطلوبة، فقد أصدرت رئاسة الجمهورية عفواً رئاسياً شملت كل من رفع السلاح في وجه الدولة خارجاً، في مسعى من سعادة الرئيس لحل الأزمة من الداخل بالحوار وكلنا ندري أن السبب المُباشر لتمرد "جونسون أولينج" هو قضية الإعتداء على أراضي "شلو"، فالرجل كان منطِقي جداً في مطلبه وخاض حرباً ضد الحكومة من أجله، وعقب العفو الرئاسي حضر إلى المدينة ومعه نفر كريم من المتمردين أنذاك، من أجل هذا الغرض في إذعان تام لتغليب صوت العقل على لغة السلاح الإقتناع بالحل السلمي من الداخل.
ولكن عقب أن وصل "أولينج" إلى المدينة برفقة جنوده لم تحدث مشاورات واسعة حيال قضيته، وقد يكون الأمر مرتبطاً بالوضع السياسي الراهن، وأن الحكومة ليست لديها وقت في تشتيت جهودها، ولكن أليس إهمال قضي على حساب أخر سببا جوهرياً ترشح الأوضاع للإنفجار على نِطاق واسع. وبالضبط هذا ما حدث وعاد "أولينج" مرة أخرى إلى صفوف التمرد من قضيته التي خرج من أجلها من قبل.
وبعيداً عن مثالي الجنرال "ديفيد ياوياو" و المتمرد "جونسون أولينج"، ما عدا هذان النموذجان من القضايا، هُنالك أكثر من أحداث حدث في مناطق ذكرتها سابقا فكانت التعاطي معها تتم على بصورة غير جادة على الإطلاق، ففي أحداث ولاية البحيرات بدأ الأمر حسبما يتناقلها لنا الإعلام بخلافات حول نهب الأبقار تارة و أخذ الثأر تارة أخرى ولكن أن يمتد أخذ الثأر ونهب الأبقار إلى مهاجمة القوات الحكومية بلاحول ولا قوة لها هذا كفيل بأن يجعل الأمر أكثر من ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و