الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صيحة فزع لرص صفوف الثوريين في تونس و الوطن العربي و العالم

حزب الكادحين الوطني الديمقراطي

2015 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مــا العــمل ؟ افتتاحيّة العدد الجديد من طريق الثّـورة:

مع إعلان تأسيس الجبهة الثّــورية خطا قسم من اليسار الثّوري في تونس خطوة مهمّــة نحو الاتّحـاد وهو ما يمثّـــل كسبــا للشعب والـوطن في وقت تواجه فيه تونس عواصف عاتية لعلّ أبرزها الإرهاب التكفيري الذي يهدّد بحرق الأخضر واليابس.
و إذا كان ذلك الإعلان قد أدخل البهجة في صفوف الثوريّيــن فإنّ الرجعيين والانتهازيين وقفــوا منه موقف العداء والتوجّس والتشكيك، فالجبهة الثّــورية بالنسبة إليهم ليست إلا جبهة بيانات منعزلــة عن الواقع وستندثر بعد مدة قصيرة من تأسيسها .
لقد ظلّ اليسار الثوري دون توحيد جبهوى لسنوات طويلة ويفسّـر ذلك بأسباب عميقة تخص تطور الحركة الثورية في تونس، وليس المجال هنا لتعدادها كلها غير أن أهمّـها هو لامبالاة وضعف بعض الكيانات السياسية اليسارية الثورية التي ظلت أسيرة الحلقيّـة ولم ترتق إلى مستوى التنظم الحزبي مما جعلها تنشغل بصراعاتها الداخلية أكثر من انشغالها بالكفـاح ضدّ الرجعية و ما يفرضه من توحيد لجهودها مع القوى التي تشاركها نفس المهام الاستراتيجية، وقد ظلت تلك الكيانات تردد أن الأولوية للتنظّـم الحزبي وبعد ذلك يمكن الالتفات إلى العمل الجبهـوي غير أن البعض منها على الأقل ظل ينقسم على نفسه المرة تلو المرّة، وهي و إن شاركت في مناقشات تأسيس الجبهة الثّــورية فإنها في اللحظة الفاصلة عجزت عن حسم أمرهـا منكفئة إلى بيتها الحلقي .
ليست الجبهة الثّــورية مجرّد تجميع لكيانات حزبية، فهي تطمح إلى أن تكون جبهة الشعب بأسره الذي أثبت مرارا وتكرارا مقاومته للامبريالية وللرجعية وقدّم تضحيات جسيمة ولكنه لم ينتصر حتى الآن لأنّــه ظلّ دون تنظيم يوحّد قوتّـه ويصهرها في الكفــاح والثّــورة فأعداؤه منظّمون جيدا محلّيـا و عربيّـا و عالميّـا ولا يمكن هزيمتهم دون تنظيم ثوري مضادّ، ومن هنا فإن الانتماء إلى الجبهة الثورية مثلما نصت عليه أرضيتها السياسية وبيانها التأسيسي مفتوح أمـام سائر الثوريين أحزابا ومنظمات وجمعيات ومثقفين وحركات نسوية وشبابية وأفراد الخ ..
و حتّـى تنجز الجبهة الثورية مهامّـها فإنها معنية بعد تحديد خطها السياسي بحسن هيكلة مؤسساتها والذهاب إلى الشعب واستنهاض أوسع الجماهير للمقــاومة فالطريق الوحيد للنصر ودحر الإرهاب التكفيري وإلحاق الهزيمة بالامبريالية والصهيونية والرجعية يمرّ عبر المقاومة الشعبية وحدها وعندما ينهض الشعب فإنّ أيّــة قوّة لن تستطيع الوقوف في طريقه.
و اليـوم فإن تونس أمـام طريقين متقابلين، طريق الثّــورة الذي يعني إلحاق الهزيمة بالرجعية من خلال ترسيخ مكاسب انتفاضة 17 ديسمبر وتطويرها وصولا إلى التـحرّر الـــوطني والدّيمقراطيّـة الجديدة والاشتراكية وطريق الرجعية الذي سيترتب عنه الوقوع في الكارثة ومن علاماتها الحرب الأهلـيّة الرجعية وتفتيت الشعب وتفكيك الوطن وعودة الاستعمار المباشر.
إنّ الوضع الحالي في تونس لن يستمرّ طويلا فهو وضع أزمة متصاعدة وأوّل من يدرك ذلك هي القوى الرجعية السائدة التي تمتلك مخططات جهنمية لتنفيذها في حال انسدت أمامها السّبل وهي مستعدة لأسوء الاحتمالات بإشهار السّـلاح في وجه الشعب وتعميم الإرهاب على البلاد بأسرها، ولن تتوانى عن تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ يسيطر عليها أمـراء الحرب ووراء هؤلاء تقف الامبريالية والرجعية العربية والإقليمية داعمة هذا الطرف أو ذاك .
و من هنا أهمية وعي قيمة توحيد النّضـال الثّـوري ليس في تونس فقط وإنّما في الـوطن العربي و العـالم أيضا، فالأمّـة العربية و الإنسانية قاطبة تواجه اليوم هجوما غير مسبوق من حيث شراسته مما يفرض إطلاق صيحة فزع لرصّ صفوف الشعب وتحميل جميع الثّــوريين مسؤولياتهم التاريخية.
-----------------
جـوان/جويلية 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا لم تتراجع شعبية ترامب رغم الإدانة؟| #أميركا_اليوم


.. 10 شهداء بينهم أطفال وعدد من الإصابات في قصف استهدف منطقة رم




.. بن غفير: الصفقة تعني التخلي عن تدمير حماس فإذا ذهب نتنياهو ب


.. تشويه لوحة فرنسية شهيرة بسبب التقاعس بمواجهة التغير المناخي




.. تظاهرة في مدينة بينغول التركية دعماً لفلسطين وغزة