الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمبراطورية -غزة- ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


إمبراطورية "غزة" ..
لا ، لم أكُنْ يوما من أنصار حماس ، ولا من أنصار الإسلام السياسي . بل وكتبتُ مقالات منها ما نُشر هنا ومنها ما نُشر في صحيفة ورقية محلية ، تعتبرُ " حماس " ، حصان طروادة الفلسطيني ، وهذا رأيي الشخصي !! ولكي لا ننسى وللتذكير فقط ، فقد تقاطعت مصالح سلطات الإحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة مع حركة حماس ، وبإعتراف أخر الحكام العسكريين الاسرائيليين للقطاع ، الذي اعترف علانية بأن سلطات الاحتلال ،ساعدت حماس في نشأتها الأولى وسهّلت لها كل الوسائل والسبل "لإستيراد" أموال البترودولار ، بهدف مقاومة الحركات العلمانية (كفتح ، الشيوعيين ، والجبهتين ) .
إذن وُلدت حماس من رحم "تقاطع المصالح " على الصعيد المحلي ، واشتد عود الإسلام السياسي بكافة تنوعاته من تقاطع مصالح الغرب والولايات المتحدة مع الإسلاميين ودول النفط الداعمة والراعية لهم ، تحت شعار محاربة دولة الكفر والالحاد ، وتحرير أفغانستان السليبة !! . والبقية واضحة للجميع .
ورغم هذه التقاطعات ، فقد كان لكل طرف من طرفي معادلة تقاطع المصالح (الولايات المتحدة والاسلام السياسي ) ، كان لكل منهما أجندته الخاصة به .. فالولايات المتحدة "ظنّت " بأنها تُربّي لها عميلا مطواعا ، ينفذ الاوامر دونما تردد ، ويسهر على مصالحها ، بينما إعتقد الإسلام السياسي بأن "ولية نعمته " ستكافئه بالجائزة الكبرى ، وهي ، استلام زمام أمور العالم العربي والوقوف على رأس الحكم فيه ..
تأتي هذه الديباجة لغايتين ، أولاهما "تبرئة " نفسي وقلمي من "الحمساوية " أو الاسلامية السياسية ، وثانيهما للتذكير بنشأة حماس كفرع للإخوان المسلمين والعوامل التي ساعدت في قيامها ، في ذلك التوقيت والدور الذي لعبته ، في تمزيق وحدة الشعب الفلسطيني ، ولصالح مَنْ .
وأول ما " أنشبت" حماس أسنانها ، فإنها أنشبتها "بزملاء الطريق " و"الشركاء " في الحكم ، عبر إنقلاب عسكري يهدف ألتمكين للحركة الأُم ، في الأساس .
وفقط للتوضيح ، فسلطة اوسلو ليست أفضل بكثير ، لكنها في الأونة الأخيرة تُحاول ان تسترد ماء وجهها المهراق على نواصي الشوارع ..!!
لكن ، أن تُصبح حماس ، وبين ليلة وضحاها ، إمبراطورية عظمى ، تُدربُ وتُسلح ، تحاربُ وتهزم جيوش المنطقة ،وتحديدا الجيش المصري ،كإنتقام منه على إنقلابه على حكم الإخوان في القاهرة ، فهذه ، وأيم الحق ، نادرةٌ غير مضحكة .
ولنفترض جدلا بأن الإرهابيين الذي يُهاجمون وحدات الجيش المصري في سيناء ، قد تدربوا في القطاع ، وحصلوا على الدعم اللوجستي من "حماس " ، بما في ذلك الأسلحة الهجومية ، فهل الجيش المصري هو جيش استعراضات فقط ؟؟ لتسقط الضحايا ، ضباطا وجنودا ، بالعشرات بل وبالمئات ؟؟ أين هذا الجيش ؟ أين تدريبه ؟ أين يقظته ؟
طبعا من السهل جدا ، تحميل التهمة لحماس ، بدلا من البحث عن اسباب هذا الضعف وهذه الهشاشة .
حماس في القطاع مشغولة وتخوض مواجهة مع "طلائع " داعش ، بحيث أن الخبراء العسكريين والسياسيين الإسرائيليين ، يدعون الحكومة الى تقديم الدعم لحماس ومساندتها في حربها ضد "داعش " !! وهكذا اصبحت حماس ، حليفا يُعتمد عليه وتَجِبُ مساندته وتقديم العون له في حربه القادمة !!
حماس ايها السادة ، هي اداة في ايدي الجميع ..تارة "يضربونها " بالحجارة وتارة "بالزبيب "!!
لكن الأمر المؤكد بأنها إبنةٌ للإخوان وللإسلام السياسي ، دعمها "النفطيون " بأموالهم ، حينما كان ذلك ضروريا ، ويقفون الآن ضدها ، ما عدا "الغازِّيون " ، حينما تحولت حركتهم الأُم إلى "البعبع " عند الجميع، بما في ذلك داعميها السابقين !!
فحماس في المحصلة ، تتنعم "بخيرات " الحركة الأُم ، وتذوق الويلات مع الحركة الأم !! لكنها ولوحدها لا تستطيع شيئاً ، اللهم إلّا إلحاق الضرر بمصالح الشعب الفلسطيني !!
الحل للأزمة في مصر ، ليس حلا أمنيا ، وحتى لو زالت حماس وغَرِق قطاع غزة في البحر ، فلن تُحَّل الأزمة المصرية ، الّا بثورة على كافة الصُعُد ، تُعيد للشعب الفقير حريته وكرامته التي استردها بدمه وعرقه من ايدي الإخوان ومن ايدي عسكر مُبارك ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهة نظر
محمد بن عبدالله عبد المذل عبد المهين ( 2015 / 7 / 3 - 13:38 )
تكلم مؤرخ أوروبي جاد عن تاريخ الحكم في مصر شارحا أنه ومنذ استجلاب المماليك هؤلاء العبيد المتاعيس الذين دربوا على القتال والقتل وهم الحاكمون
قال ان هذا النظام استمر حتى في عهد أسرة محمد على وما بعدها إلى اليوم وأن من أهم خصائصه تداول السلطة بين تلك النخبة المسلحة شرط عدم التوريث المباشر فإن حاول أحدهم كسر القاعدة سقط
بعد تريث وتفكّر خطر ببالي أن صلاح الدين نفسه من المرتزقة الوافدين وأنه فرض سلالته بالسيف ...وما قبل صلاح الدين كانت دولة المعز الفاطمي الوافد بجيوشه من الزنج والبربر من المغرب...وقبلهم حكام مصر باسم بغداد وجلهم من الترك كابن طولون...والحكام ابان الدولة الأموية وعمرو بن العاص وغيره من العرب الذين غلبوا بالسيف

قبل كل هؤلاء كان الحاكم يعينه الامبراطور فيأتي ومعه جنده وقبله الكسندر الغازي وبطلميوس

حتى الفراعنة فإنهم حكموا الناس بالترغيب والتأديب والردع

الخلاصة: شعب يخاف ما يختشيش ولا يصلح معه غير الحزم العسكري...للأسف


2 - العزيز محمد بن عبدالله
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 3 - 14:54 )
تحياتي
تُقدم قراءة للتاريخ السياسي ونظام الحكم ،تبدو -ظالمة - بحق الشعب !!
ولنفترض بأن الإخوان قد حكموا بالحزم العسكري ، هل ستكون راضيا من -حزمهم-؟
الشعوب بحاجة الى حرية ، ديموقراطية وتداول سلمي للسلطة عبر الآلية المعروفة ن انتخابات حرة ونزيهة !!
لك مودتي


3 - قاسم محاجنة وحماس والعساكر
أفنان القاسم ( 2015 / 7 / 3 - 17:12 )
الضربات التي يأكلها العساكر المصريون في سيناء، كما قلتَ أبا أفنان، من السهل إلصاقها بحماس، وأضيف أنا بإسرائيل كذلك، والمشكل ليس بتركيبة الجيش المصري وقدراته، المشكل لماذا هو في سيناء، وما هي سيناء ليأكل الجنود المصريون هوا عالرايح وعالجاي إلا لأن الجيش نفسه يريد تحويل الأنظار عما يجري في القاهرة وباقي المدن المصرية، الشعب يا عزيزي لم يسترد حريته من الإخوان، العساكر قاموا بانقلاب على الشعب وعلى الإخوان الله يوديهم، يعني الإخوان، بستين داهية، وحماس الشيطان معهم، اللهم فلتسمع لنا ولتستجب لدعواتنا يا رب آمين!!!


4 - استاذنا العزيز افنان
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 7 / 3 - 19:14 )
تحياتي ومودتي
من المعروف بأن حماس هي فرع -فلسطين - لحركة الاخوان المسلمين ، وهذا ليس بالامر الجديد ، لذا فولائها وانتمائها للحركة الام وليس لشيء اخر .
لم افهم ما تقصده بقولك ، عن تواجد الجيش المصري بسيناء ، فالامر الطبيعي ان يكون هناك لانها جزء من مصر .
اتفق معك تماما بخصوص العسكر الذين انقلبوا على الشعب وعلى الاخوان (بعدما سهلوا لهم أي للإخوان استلام السلطة ) . وهذا ما قصدته انا أيضا .
نحن متفقان وشكرا جزيلا للطفك الكبير .
خالص احترامي ومودتي يا -بني - !!

اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات