الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصرُف مُشين لا ينِم عن المسئولية

إمانويل ماريو

2015 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


صيرورة الأحداث بشكلها الحالي في ولاية الإستوائية الوسطى، لا يُنبئ بمُستقبل مُشرق لمجتمعات الولاية خاصة عقب أن أخذت طبيعة الأحداث فيها منحى أخر بإتهام والي الولاية مجتمع "باري" بزعزعة أمن الولاية على مختلف الطرق التي تربط العاصمة جوبا ومحافظات الولاية عن طريق متمردين مواليين للمتمرد "لادو قوري" وأنهم يتصرفون كالحكومة، ولم يَسكُت مُجتمع "باري" على تصريحات الوالي ليردوا عليه يوم أمس الأول بمؤتمر صحفي وصف فيها تصرف الوالي بالعدائية تجاه المجتمع.
قبل الخوض في تفاصيل الأمر، فإن التصريحات التي أدلى بها الوالي في حق مجتمع "باري" تصرُف مُشين لا ينِم عن المسئولية الدستورية التي كُلف بها الوالي، فالوالي شخص إنتخبه جميع مواطني الولاية بغض النظر عن قبيلته، وأن يصل الوالي إلى مرحلة يهاجم فيها مجتمعاً معيناً وبإسم في ولايته هذا أمر وسابقة خطير يستحق الوقوف عليه والتعامل معها بحزم لا يؤول الأمر إلى ما ليس في مصلحة المجتمع خاصة ومجتمعنا يعاني من التشرذم والقبلية.
لا أعلم الكثير عن طبيعة الصراع الحاصل بين مجتمع "باري" ووالي الولاية في شخصة، ولكن تصريح الوالي بمُهاجمة مجتمع "باري"، يوضح أن الوالي يُضمر عداءاً مُبطناً ضد المجتمع وبصورة شخصية، وإلا لما شخصن الوالي مُشكلته، فإذا كان مُشكلة الوالي مع المجتمع في أن مجتمع "باري" يتحرك في الخفاء للإطاحة به من على منصبه فإن هذا أيضا لا يُبرر تصرفه فكان له أن يتوصل إلى تفاهمات بعيداً عن تصعيد الأمر في أجهزة الإعلام، ولكن أعتقد أن يصل الأمر إلى صفحات الصحف فهذا يبين أن الأمر قد خرجت عن السيطرة وأن الوالي أصبح لا يتحمل ما يستفزه من التصرفات التي يحدث تُجاهه.
لم يجانب الوالي الصواب في تصريحه من ناحيتين الناحية الأولى هو أن السلوك الإجرامي الذي ينتشر في مختلف مُدن جنوب السودان والنهب المسلح في الطرقات العامة، لا يُمكن لأي عاقل كان أن يسندها إلى مُجتمع معين أو قبيلة معينة، فالمُجرمون هُم عبارة عن مجموعة إتفقت لإرهاب الناس والعيش من قطع الطُرق والنهب والسرقة، وما شجعتهم على ذلك هو إنتشار السلاح فقط ، لذا يُعقل أن يتفق قبيلة بأكملها إلى تعمد الإخلال بالأمن العام لمُجرد أن شخصية الحاكم لا تُعجبهم، وجانب أخر فإن مسألة قطع الطُرق ونهب المُواطنين المُسافرين لا ينصر فيها عِصابات النهب المُسلحة أفراد قبيلتهم وبالتالي لا يُمكن أن يكون حجة منطقية للوالي للتصرف بعدائية تجاه قبيلة بعينه.
أما الناحية الثانية فهي طبيعة الصراع سياسيا، فالصراع الحالي يُرجعه البعض إلى مُنذ فترة الإنتخابات العامة التي شهدت تنافساً شرساً بين المُتمرد الحالي "الفريد لادو قوري" السيد الوالي حينما التي مني فيها "لادو" بهزيمة أمام الوالي وهو ما لم يتقبلها خصوم اللواء "كلمنت"، حلفاء "الفريد" الذين رأو بأن الإنتخابات قد زُور لصالح اللواء "كلمنت واني". ولا يختلف إثنان بأن الصراعات السياسية موجودة في كل ولايات البلاد تقريباً بغض النظر عن طبيعة تكوين تلك الولاية ولكن لم يصل الصراع في أي ولاية إلى حد شخصنة القضايا وهو ما لم يكن الوالي موفقاً فيها.
وتصريح الوالي الذي أدلى بها تجاه مجتمع "باري" لا أرى فيها سوى خلق فتنة وكراهية بين قبائل ولاية الإستوائية الوسطى لأن الحاكم وفقا للدستور لديه صلاحيات للتعامل مع أي مجتمع، وأ خلاف بين الحاكم وأي مجموعة يجب أن يتم تسويتها عن طريق الحوار لمعرفة ماذا حدث للتوصل إلى الحل، ولكن يبدو أن سعادة الحاكم قد نسى في غفوة أنه وحاكم ولاية ومسئول عن كل القبائل في الولاية، فصرح بناءاً على ميوله القبلي وهذا لا يساهم في غير دمار النسيج الإجتماعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط