الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوام العمل اليومي والتقويم السنوي

إمانويل ماريو

2015 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كل الحكومات في كل الدول تقريباً تسعَى إلى الحفاظ على القيم الإجتماعية الموروثة من الأسلاف وغالباً ما يتم تقنينها في شكل قوانين وأنظمة توضع للدولة للسير عليها، هذا يعني بأن التقويم السنوي وفترة دوام العمل اليومي تتوقف على تحديدها عوامل عديده أهمها العَلاقات الإجتماعية والتواصل بين أفراد المجتمع في الدولة، بالإضافة إلى جُغرافيا البلاد.
وإذا نظرنا للأمر من الناحية الجُغرافية، فإن التقويم السنوي وبالأخص لطُلاب المدارس في البلاد، تم وضع الإجازات فيها على أساس أعطال نهاية السنة والأعياد، دون الوضع في الإعتبار الصعوبات التي تواجه الطلاب أثناء فصل الخريف خاصة وأن نصف البلاد مناخُها إستوائي وشبه إستوائي تتميز بغزارة الأمطار مما يعد عائقاً طبيعياً للطلاب في التواصل الأكاديمي مع المدارس.
هذه الحقيقة كان يتطلب من إدارة الدولة إو قل وزارة التربية والتعليم العلوم والتكنولوجيا أن تُراجع التقويم المدرسي وأن تحاول بقدر الإمكان تجاوز ثلاث أشهر الأخيرة لفترة الخريف التي تتميز بغذارة الأمطار والعمل على حصر فترة الدراسة في لتبدأ في شهر أكتوبر وتنتهي في شهر يوليو وهو فترة إشتداد فصل الخريف.
أما بالنسبة للدوام اليومي والذي إتخذت الحكومة فيها فترة والتسع ساعات بالتأخير ساعة في الصباح، لا تتماشى مع طبيعة مجتمعنا والذي يتسم بالترابط الأسري والتداخل على مر التاريخ، فنجد أن الحكومة من خلال تبنيها للفترة الدوام المتاخر صباحاً قد ضربت بكل حبال التواصل بين المجتمع عرض الحائط وهو ما لم يضعها مجلس الوزراء في الإعتبار لدى إجازتهم لخطة الدوام اليومي.
ومن الواضح أن المحرك الأساسي في تبنيهم لهذه الفكرة هو الهروب من فوبيا الجلابة التي يتصل بكل تجربة منقولة من الخرطوم ناسين في الوقت ذاته أن تقديم ساعات الصباح أقرب نظام إلى مجتمعنا من تأخيرها ساعة وذلك للفائدة التي يجنيها المصالح من العمل الصباحي بإستثمار ساعات في الإنتاج وساعات المساء في الزيارات والمناشط أخرى.
ومن مزايا تقديم ساعات الصباح، أنها تترك لأفراد المجتمع فرصة الزيارات المسائية التي تعقب يوم عمل طويل كما تمنح الأباء فرصة الوجود لساعات أطول في الأمسيات بجانب أبناءهم مما يساهم ذلك في تفعيل دور الأب في تربية الأبناء وبالتالي الترابط الأسري، أما عيوب نظام تأخير ساعات الصباح تكمُن في أن طلاب المدارس خاصة الإبتدائية تقل قُدرة إستيعابهم للدروس خلال فترة النهار الطويل ، وبالتالي هذا التقويم يُخرج للمجتمع طلاباً إنطوائيين وذلك بإستصحاب طبيعة المواد التي تدرس لهم وإنحسار فترة التداخل فيما بينهم وأبناء الحي الأخرين، وعندما يعود الطالب في الساعة الخامسة والنصف مساءا من المدرسة لا يكون لديه طريقة لممارسة الأنشطة الأخرى في إطار الحي كلعب كرة القدم مع أقرانه لأن التعب والإرهاق يكون قد نال منه.
وبالنظر إلى وضع المؤسسات العامة في الدولة بالدوام الذي يتخذها الدولة الأن (تأخير ساعة صباحاً) نجد أن حجم الإنجاز لا يتماشى مع فترة بقاء الموظفين داخل المكاتب، فمثلاً مع حلول الساعة الواحدة يخرُج الجميع إلى الغداء وبعدها لا يعود أكثر الموظفين إلى أعمالهم وتجد مكاتب معظم الوزارات شبه خالية بعد الغداء.
فإذا تمعنا النظر في الوقت المبدد من الدوام المؤخر ساعة نجد أن الموظفين يقضون أكثر من خمسة ساعات خارج مكاتبهم، وهذا ينشط في ذاكرتنا تحليل بسيط وهو إذا كان فعلاً موظفي الدولة يعملون خلال تلك الفترة بجد لكان حجم إنجازاتهم أكبر بكثير مما نراه اليوم بكثر.
لكن لم تُراجع الدولة عدم إستفادة الخدمة المدنية من تأخير ساعة الصباح ، وكان يجب أن يكون هنالك مراجعة شاملة لمعرفة ماذا كسبت الدولة وماذا خسرت خلال الأونة السابقة التي عملت فيها بالتأخير ساعة صباحاً، وأن تعمل على تجاوز الإخفاقات وتعديل مسارها إلى شكل أفضل من الأن وهذا يتطلب إعادة الساعة المبدد صباحاً إلى حيث العمل بتعديل الدوام اليومي ليكسب الجميع ساعة المساء لتقضية أغراض إجتماعية أخرى هامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب