الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليبرالية والعنف المُمَأسس في مسلسل (إختلال ضال - Breaking Bad)

مصعب وليد

2015 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لنُسلم، ولو لوهلة قصيرة، بالفكرة الليبرالية التي تدّعي بأنَّ الفرد هو العنصر الأساسي لتكوين وبناء الأنظمة السياسية؛ وأن ظهور هذه الأنظمة يَتْبع إتفاقاً يتم فيما بين الأفراد المُكَوِّنين له. لكن على أي أساس تتم هذه الأنظمة؟ وعلى ماذا يتم الإتفاق فيما بين الأفراد؟ في الحقيقة، يتعاقد الأفراد على التخلي عن جزء من حرياتهم المطلقة لتلك الأنظمة (السلطة) كي تستطيع هذه الأنظمة تنظيم المجتمع وممارسة مهامها، وبما يضمن الحفاظ على حقوق الأفراد في العقد الذي أشير إليه مسبقاً.

لو نظرنا في واقع الأمر لوجدنا أن المؤسسة لطالما حذرت من خطر الأفراد على المجتمع، لكن ما الذي يدعو تلك المؤسسة للتحذير من هؤلاء الأفراد المجردين من حرياتهم لتلك السلطة؟ وما السبب في التغيرات السيكولوجية وحتى الجنونية التي تتهم السلطة بها هؤلاء الأفراد؟ قد تكون الإجابة وبإختصار هي "الفساد" الدارج في تلك المؤسسة- السلطة. لنأخذ على سبيل المثال ما حدث لشخصية "والتر وايت" في مسلسل الجريمة الأمريكي (إختلال ضال –Breaking Bad) من إخراج "فينس غيليغان".

كانت شخصية "والتر وايت"، وبإختصار، تحكي قصة معلم كيمياء أصيب بمرض سرطان الرئة. لم يستطع "مستر وايت" حينها تأمين مصاريف علاجه، فلجأ الى عالم المخدرات من أجل تأمين مصاريف علاجه وتأمين مستقبل عائلته حين وفاته، آخذين بعين الإعتبار أن سرطان الرئة غير قابل للعلاج. يدفعنا هذا للتساؤل حول دور مؤسسات الدولة التي أسسها الأفراد المتخلين عن جزء من حقوقهم وحرياتهم في سبيل تمكين تلك المؤسسة- السلطة من خدمة الأفراد؟ اذا لم تستطع تلك المؤسسات توفير العلاج للأفراد— وأخص بالذكر المؤسسات العلاجية- المستشفيات لتوفير العلاج للأفراد، وهذا كان واضحاً في حالة "مستر وايت" وإحدى المستشفيات الأمريكية— فما الفائدة من هذه المؤسسات؟ هُنا، وعلى هذا الأساس الليبرالي، تنقلب الأدوار فيصبح الفرد، نتيجة لتغيرات سايكيولوجية وحتى جنونية، هو الخطر أو المجرم، كما تصفه المؤسسة؛ وفي المقابل تصبح المؤسسة أو السلطة، المليئة بالفساد، هي المُخلص والبريء؛ بدلاً من أن تكون العكس.

إن شخصية "مستر وايت" كانت، وما زالت، تعبر عن فئة كبيرة من المظلومين والمهمشين والمعدمين من الشعب، الذين كانوا، وما زالوا، ضحية نظام دكتاتوري يرتدي عباءة "الديمقراطية"؛ كل همه أن يشبع رغباته وأن يزيد من مدخرات حكومته... هذه هي الفكرة الليبرالية التي صدّعت أمريكا بها رؤوسنا؛ ونستخلص من هذا كله قولنا أن السلطة/ الدولة، ما هي إلا العنف المُشرعن أو المُمَأسس (Institutionalized Violence)، الذي يُمارس ضد الأفراد للحفاظ على هذه القوة في يد فئة معينة من طبقات المجتمع، وتهميش البقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تقصف شحنة أسلحة تابعة لحزب الله على الحدود اللبنانية


.. ممثلة إسرائيل: لن نسمح لحماس بإعادة تجميع قدراتها| #عاجل




.. جولة بلينكن.. جهود أميركية مستمرة من أجل التهدئة| #غرفة_الأخ


.. واشنطن والرياض.. اللمسات الأخيرة لمعاهدة أمنية تشمل التطبيع




.. مجلس الأمن يتبنى -مشروع بايدن- لوقف إطلاق النار في غزة