الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوى المتطرفه:استخدام من الاخرين الى استخدام الاخرين

محمد بهلول

2015 / 7 / 4
القضية الفلسطينية


منذ ان حطت الحرب البارده اوزارها و نشوء ما عرف بالنظام العالمي احادي القطب و ما رافقه من استشرافات فكريه و نظريه حول الانتصار النهائي و الدائم للنظام الراسمالي المعولم،ظن الكثيرون ان بوابه التناقضات الاساسيه ستنحسر و الحروب ستخمد و الصراعات الجانبيه ستعالج،الا ان الامور اخذت ابعادا تراجيديه خلال فتره زمنيه قصيره،و ظهر للعيان ان التناقضات و ان في ظل نظام اجتماعي و اقتصادي متجانس احتدت و تفاقمت و تجددت تجلياتها ،سيما توسع دائره الاستقطاب جغرافيا و اجتماعيا،و انتقلت من صراع ثنائي الى صراع ثلاثي الابعادو متنوع المصالح و الغايات.
المرحله الممتده منذ بدايه تسعينيات القرن الماضي حتى نهايه العقد الاول من القرن الحالي شهدت تحولات عميقه حول فكره التناقضات، فانقسم النظام الراسمالي على المستويين العالمي و المحلى الى صراع محموم بين المراكز الاساسيه للاستحواذ على حصه في النظام الدولي،هنا برزت من جديد روسيا (وريثه الاتحاد السوفياتي) و التي كانت اقل الدول تاثرا بالازمه الاقتصاديه العالميه 2008 و الصين التي تمتعت بالفائض الايجابي للازمه.هاتان الدولتان اكدتا حضورهما البارز على المسرح الدولي مع بدايات الربيع العربي لتنهيا واقعيا و رسميا حقبه نظام الاحاديه القطبيه.
في اطار الصراع و التناقض على امتداد السنوات الماضيه استخدمت الدول الكبرى ،قوى غير حكوميه و ما فوق وطنيه (القاعده و مشتقاتها....منظومه مؤسسات المجتمع المدني)على اختلافها و تنوعها.
القاعده برزت كقوه صاعده على المسرح الدولي من خلال استخدامها المنظم من قبل القوى الدوليه المؤثره في صراعها المحموم على النفوذ و ان جاء هذا الاستخدام بشكل غير مباشر و من خلال قوى محليه و اقليميه تابعه سواء كانت رسميه او مخابراتيه او نخبويه.
لا يعني هذا الكلام على الاطلاق ،ان القاعده و مشتقاتها وصولا الى داعش و النصره و عشرات الاسماء المنتشره على ارجاء المعموره هي صناعات هجينه في اروقه المخابرات و الصالونات السياسيه،بل هي ظاهره موجوده تاريخيا على ضفاف العقائد و الاديان ،تلتزم حرفيا بالنصوص دون ادراك للمتغيرات الواقعيه و موازين القوى الحقيقيه،فالتطرف اليساري و المسيحي و الاسلامي الخ تواجد على امتداد الازمنه لكنه يقوى و يضعف بحسب حده التناقضات و الصراعات على المستويات كافه.
هو عقائدي من جهه و استخدامي من الجهه الاخرى ،يستخدم و يستخدم (بضم و فتح الياء)و لعلنا اليوم وصلنا الى المرحله التى تجاوزت بها المنظمات المتطرفه مرحله الاستخدام من الاخرين الى مرحله استخدام الاخرين، وذلك لعده اسباب،،،من ابرزها
اولا:شكل انهيار حلم العداله الاجتماعيه و المثال المنشود لعالم خال من الظلم و ما رافق الصراع بين الدول الكبرى من حروب و مظالم اقتصاديه و انظمه قمعيه محليه،حاله شعبيه غاضبه و عارمه توزعت ما بين اليائسين الباحثين عن حلول فردديه و الباحثين في غياهب التاريخ عن نماذج مضيئه للتعويض المعنوي و تعاظم الاحساس الفردي بالانتقام،و الذي تمازجة مع عبده النصوص و حرفيه الالتزام مما شكل قاعده شعبيه عريضه للتنظيمات المتطرفه.
ثانيا:شكل الصراع الدولي ما بين المراكز الراسماليه الكبرى ارضيه خصبه و قاعده متينه للاستخدام المتواصل لهذة التنظيمات،في حين وجدت الاخيره البيئه الخصبه لتطوير قدراتها و توسيع انتشارها و شعبيه افكارها و طروحاتها.
ثالثاالقوى الاجتماعيه و الاقتصاديه ىالناشئه في الدول المحليه(الاطراف)و من خلال مواقعها و وظائفها في اطار النظام العالمي (الكمبرادور المحلي)تصارعت فيما بينها على مواقع السلطه السياسيه و النفوذ الاقتصادي مما ادى الى نشوء مركزين اساسيين محليين ،احدهما علماني استخدم و يستخدم منظمات المجتمع المدني و الاخر ديني و ان ظهر بشكل معتدل ا حتى علماني المسحه يستخدم المنظمات المتطرفه،و كليهما يتباريان في تقديم الخدمات و تبادل الادوار امام المراكز العالميه ،تعايشا على مر السنوات الا ان هذا التعايش يمر بحالات نفور حاده و يبدو انه انفجر في بلدان عديده و في طريقه للانفجار في البلدان الاخرى
بالخلاصه،ان التنظيمات المتطرفه هي تعبير شكلي مكثف عن مصالح فئات اقتصاديه و اجتماعيه عليا مؤثره لتحسين مواقعها في اطار المراكز الراسماليه العالميه و لتحصيل مواقعها السياسيه و النفوذيه في بلدانها و تستخدم بشكل ذكي عذابات و الام الناس و استعدادياتها المفرطه للانتقام و تحصيل التعويض المعنوي المنشود في جنه الاخره.
الصراعات على المستوى العالمي و الاقليمي و المحلي في مراحل التنافر و الحده تستخدم الفقراء وقودا و في حالات الانسجام و الهدوء تعاقب الفقراء على جريمه السماح باستخدامهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر