الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر الى أين ؟؟

خالد الصلعي

2015 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ماالذي يفعله السيسي بمصر التاريخ العريق ، مصر الموعودة بالأمن والأمان قرآنيا ؟؟.كل المؤشرات تدل أن الرجل يقود مصر الى الهلاك المحتوم . فخلال ثلاثة أيام فقط انقلبت جميع المعادلات ، فأصبحت مصر تتصدر نشرات الأخبار العالمية ، ويتهافت كبار الصحفيين العالميين للخوض في الأحداث التي تجري فيها، وتوارت احداث سوريا والعراق واليمن وليبيا الى الدرجة الثانية رغم استفحال الأمور في هذه البلدان العزيزة ذات التاريخ الانساني الموغل في القدم ، وهي البلدان التي تأسست على أراضيها أولى الحضارات الانسانية وأرقاها .
اغتيال النائب العام المصري هشام بركات المشبوه ، ثم الهجوم غير المسبوق للارهابيين في سيناء ، واغتيال نشطاء الاخوان الاسلاميين ، كأحداث كبرى ؛ بالاضافة الى أحداث أخرى كالهجوم على بعض نقط التفتيش الأمنية . كلها مؤشرات وعلامات تقود الى استنتاجات واضحة . الانفجار الحتمي .
الأمر لم يعد يحتمل أكثر من هذا . فهو في تصاعد ملحوظ ، وقد تتطور الأحداث الى نقطة اللاعودة . خاصة وقانون الارهاب تمت صياغته في زمن قياسي لا مثيل له ، وكأنه كان جاهزا ينتظر لحظة اقراره واعتماده فقط . وهو في صياغته القانونية يعتبر خارج سياقات القوانين المتعارف عليها دوليا وأمميا . اذ يحرم المتهم من أبسط حقوقه كشهود النفي ، ويمنح القاضي حرية الحكم النهائي في أول جلسة . وهو تجسيد سريع لتصريحات السيسي عقب جنازة النائب العام التي طالب فيها باعتماد ما أسماه ب"القانون الناجز " .
هي ردة لم يسبق اليها السيسي أحد ، وهو ما يدفع الدول الغربية الى وضع علامات استفهام حول مستقبل مصر ، ويلزم منظمات حقوق الانسان الدولية والاقليمية والمحلية بالتنديد بهذه القوانين ودق أجراس الخطر .
السيسي يقتل السياسة في مصر ، يقتل الثقافة ، يقتل المستقبل ، انه يصادر مصر العروبة والتاريخ والتعايش لصالح أجندة ظلامية ناصعة الوضوح .
فالتجارب الثورية ،لم تخرج من شرنقة الصراعات الدموية الا بالحوار والتنازل والتطلع الى المستقبل . وما يفعله السيسي خارج أي نسقية صلحية أو تنازلية أو مستقبلية .
وما لا يخطئه أي متابع لما يحدث في مصر ، أن السيسي كان ينتظر فقط مثل حدث اغتيال النائب العام ، ليصرح بتصريحاته الاستبدادية والديكتاتورية ، كما أن سرعة اخراج قانون الارهاب ، يما يتطلبه مثل هذه القانون من تفكير وتدبير ومقارنة وحوار بين مهندسيه ، يطرح أكثر من علامة استفهام . انه ضرب مباشر لخطاب العصر ، خطاب حقوق الانسان وحرية التعبير وتداول السلطة ودمقرطة المؤسسات . فمنذ سنتين والسيسي يحكم حكما فرديا مطلقا ، في غياب البرلمان -السلطة التشريعية - ، أي في غياب أي رقابة مباشرة وغير مباشرة . وهو بتصريحاته الأخيرة يعزز من قبضته على السلطة .
لن أعتمد على مايقوله عشرات الكتاب السياسيين والمثقفين المصريين في هذا الشأن ، كالروائي علاء الأسواني والكاتب الساخر بلال فضل ، والصحفي وائل قنديل وغيرهم كثير ، فسياق الأحداث وطبيعتها ، والمآلات التي تقود اليها كافية للتأكيد أن مصر السيسي مقبلة على فوضى عارمة يقودها حاكمها الوحيد ، السيد الديكتاتور الذي فاق كما تشير الى ذلك جميع القرائن والدلائل القذافي وبشار .
مصر التي كان يفر اليها كتاب العرب المضطهدين ، وحضن الرافضين العرب منذ ما يزيد عن قرن ، منذ أن التجأ اليها عبد الرحمان الكواكبي لفسحة الحرية التي كانت تمتاز بها مصر القرن التاسع عشر . ورغم جميع التحولات التي عرفتها مصر في اواسط القرن العشرين حيث تغيرت معالم الوجه السياسي بهذا البلد ، من ملكية مطلقة وعميلة الى جمهورية ديكتاتورية ، لكن بقفازات في أغلب الحيان ناعمة . فان مصر لم تشهد ما شهدته في عامي السيسي، ما تعيشه الآن ، وعلى امتداد مدة حكم العسكر ، منذ فترة محمد نجيب الى مرحلة مبارك .
ان السيسي يقود مصر بعيون مغمضة الى الهاوية ، ويشعل البلاد فتنة وحربا أهلية بدأت بوادرها تظهر خاصة في الأيام الأخيرة . ولعل تحولات العمل الارهابي الأخير وتصاعدها مؤشر دال على ما ينتظر مصر من صراعات دموية خطيرة يعلق عليها الكثير من الباحثين أنها دخلت نفقا معتما يصعب التنبؤ بنهايته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ