الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنطقه و عاصفه ما قبل الهدوء

محمد بهلول

2015 / 7 / 5
القضية الفلسطينية


قد تكون من المرات النادره التي يلتقي المتفائلون و المتشائمون حول اتجاهات المنطقه ما بين التسويه و الهدوء و الانفجار الواسع الشامل،على توصيف المرحله الراهنه على عكس ما هو شائع (هدوء ما قبل العاصفه)بمرحله (العاصفه ما قبل الهدوء).
المتفائلون يعتقدون ان عاصفه ما قبل التسويه لترسيم نهائي للتوازنات،اما المتشائمون فيرون العاصفه بتمدد المعارك الى بلدان اخرى و اشتعالها في البلدان المتفجره ايذانا للحسم و الانتصار المتمثل بدايه باسقاط الاسد في سوريا.
منطق المتفائلون اشد رجاحه و مؤشراتهم عديده و متنوعه و تتوزع على كافه الملفات،بعكس المتشائمين الذين يتارجح منطقهم ما بين الرغبويه الذاتيه و العناد الشخصي و الطوباويه المفرطه بتحقيق نجاحات تواجهها الوقائع العنيده،اما من حيث مؤشراتهم فانها تتكرر امام وقائع اثبتت عدم رصانتها و تكرارها الممل و مع ذلك فان الحسم و التنبوء في مثل هذه الامور يبقى محط انتظار و ترقب.
ابرز و اهم مؤشرات المتفائلين هي الاخبار الوارده من فينا و التي عكس التمديد القصير للمفاوضات بين ايران و الدول الكبرى (5+1)لمده 7 ايام علامه واضحه حول الجديه التي يبديها الطرفان الرئيسيان المعنيان اي الولايات المتحده و ايران للوصول الى اتفاق بعكس رغبات و تصورات بعض الاوروبيين،وما التصريحات المتجانسه و المتواتره التي تاتي من مشاركين روس و اميركيين الا اكبر تاكيد على النهايه الايجابيه و التوصل الى الاتفاق و ان شهدنا سلسله تمديدات قصيره.
مشارك روسي اكد ان ما يزيد عن 91%من نص الاتفاق انجز و ان ما تبقى و ان كان الاكثر صعوبه و جوهريه و الذي يتطلب تنازلات مؤلمه من الطرفين ،؟الاميركيون يبدون استعدادا واضحا و اليرانيون رغم تمسكهم بثوابت الامام الخامنئي الا انهم ايضا يبدون مرونه و اجوائهم تشير الى استعداديه التوافق و هو ما عبر عنه وزير الخارجيه ظريف اليوم بانهم و الغرب اقرب من اي وقت مضى.
الرئيس اليراني حسن روحاني اكدغداه استقباله (2 تموز)رئيس الوكاله الدوليه للطاقه النوويه(ان ملف ايران النووي يمكن حله يسهوله اذا ما توافرت الجديه و النيه لذلك)
المتشائمون في هذا السياق يعولون على التصريحات الوروبيه الفرنسيه على وجه الخصوص ،على الرغم من الاقرار بتقدم نوعي،و لكن المنطق هنا،يؤكد ان الاميركيين هم الطرف السائد و المقرر،اما العوده الاسرائيليه للحديث عن حل عسكري فقد بقي طي صفحات الجرائد الاسرائيليه و لا سيما صحيفه نتنياهو (اسرائيل اليوم)و لم تهتم به اي مصادر سياسيه و اعلاميه عالميه.
المؤشر الثاني و البالغ الاهميه هو ما صدر عن الاجتماع الاستثنائي لوزراء الداخليه لمجلس التعاون الخليجي في الكويت (2 تموز)و الذي اكد(ان دول الخليج تؤكد وحدتها في مواجهه هجمات الارهابيين ليخلص الى ضروره التصدي لافه الارهاب الخطيره التي تستهدف امن و استقرار دول مجلس التعاون الخليجي)
المتشائمون يفسرون هذا الموقف في اطار التكرار لمواقف اعلاميه للرد على الشبهات الواضحه التى تؤكدها دول كبرى و على اعلى المستويات حول تعاطف و احتضان ىدول الخليج و لا سيما السعوديه للتنظيمات المتطرفه و الارهابيه ،في لا حين يرى المتفائلون هذا التصريح و غداة تفجير الكويت و ما سبقه من تفجيرات في السعوديه بانه نقله نوعيه سيما انه تطور من ادانه الارهاب الى اعلان المحاربه و العتراف بخطره المباشر ،كما انه رساله واضحه لا لبس فيها للتلاقي مع مبادره الرئيس بوتين و الذي دعى صراحهة الى حلف لمواجهه الارهابيين يشمل دول خليجيه اضافه الى سوريا.
الخليجيون كما تؤكد الوقائع الملموسه و التحليل المنطقي وصلوا الى قناعه ان الاستهدافات الامنيه في بلادهم تعني ان التنظيمات المتطرفه قد خرجت عن عباءة السيطره و الرعايه و الاحتضان و تاليا الاستخدام التىة كانت تؤمنها دوائر معينه في دول الخليج،كما ان الفشل في اعاقه التوقيع على الاتفاق النووي،و عدم القدره على الحسم العسكري في اليمن و جنوب سوريا،و اهتزاز التوافق السعودي_التركي القطري ،كلها مؤشرات عن حجم المازق التي تعيشه دول الخليج و السعوديه و هو ما يستدعي اعاده النظر في الكثير من المواقف سيما بعد الخيبه السعوديه الكبرى من الرهان على تطويع الموقف الروسي و الحمله الاعلاميه الموسعه و المواكبه للمسرحيه الهزليه لاصطياد تنازل روسي عن الرئيس الاسد.
مؤشر اخر بالغ الاهميه على جبهه المتفائلين هو حسم مسؤولين اميركيين للمره الاولى كما نقلت رويترز 2 تموز بعد سلسله محاولات سابقه عن النجاح باجتذاب عشائر سنيه لقتال داعش و انتهاء المرحله الاولى من تدريب 500 عنصر على ان يلحق 500 اخرين بمراكز التدريب خلال ايام .المؤشر هنا يتجاوز الاجراءات اللوجستيه الى الاعلان عن اساس منطقي لبناء قاعده تحالفيه ما بين اضداد بالمعنى النسبي لمواجهه خطر الارهابيين ،اي انه صوره مصغره عن السياسه الاميركيه الجديده التى تتلاقى مع الرغبه الروسيه في عمليه تبادل و توزيه ادوار متقنه لاعاده انتاج تحالف و توحيد جهود ما بين الدول و القوى التي كانت تتصارع فيما بينها ،انه تحالف الاضداد و الاخصام لماجهه عدو خطر على الجميع.
لقد جاءت التفجيرات في دول الخليج و الهجوم على الجيش المصري في سيناء لتدحض فكره لا زال المتشائمون يرفعوها بان الرئيس الاسد هو العامل لظهور الارهاب و بقدر ما هذه الفكره ساذجه و غير منطقيه ،بقدر ما لعبت و لا تزال دورا في التغطيه و الاحتضان الذي وسع رقعه انتشار التنظيمات الارهابيه و زاد اشعال العاصفه و لهيبها الذي وصل الى عقر دار المستخدمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل