الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا تتبنى برنامج ايران النووي

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اذا كانت الولايات المتحدة تتجه نحو تشديد ضغوطها على إيران فإن الفدرالية الروسية تسير وجهة معاكسة. فهي لم تؤكد فقط حق إيران في امتلاك المفاعل النووي للأغراض المدنية، بل انها تعمل أيضا على تطوير اتفاقياتها الثنائية التقنية بشكل يجعل منها الضامن الدولي الفعلي للبرنامج الإيراني النووي . و أما واشنطن ، فهي لم تعد تهدد باستعمال العقوبات الاقتصادية وحسب, وإنما تذكر بأنها ستنقل ملف الأزمة النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على إدانة لإيران كما حدث في السابق مع العراق, مما يمهد الطريق لاستخدام القوة العسكرية .و من جهته رأى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن هذا المسعى سابق لأوانه، و أنه قد يثير نتائج عكسية .
ومنذ عامين و واشنطن و طهران تتصارعان وتتبادلان الاتهامات . وقد اعترف الإيرانيون بكونهم أخطأوا في عدم أخبار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل دقيق بحيثيات بعض المعدات التي يستعملونها لأغراض مدنية. لكن الولايات المتحدة تواصل اتهام إيران بأنها استعملت منذ مدة طويلة تلك العناصر لإخفاء البرنامج العسكري الذي قد يكون وصل إلى مرحلة متقدمة نسبيا. بمعنى أن كل تلك الوسائل التقنية المستعملة للبرامج المدنية يمكن استعمالها أيضا للبرامج العسكرية, وهي نفس التهمة التي وجهت للعراق في السابق.
لقد نشر خبراء من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن تقريرا حاسما أكدوا فيه الخطر الذي تشكله إيران، وهو ما وقع أيضا مع العراقيين , كما نذكر. وقد ساهمت منظمة "مجاهدو الشعب" من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، من خلال تكثيف المؤتمرات الصحفية والنشر, في تقديم المزيد من الأخبار حول المنشآت السرية في إيران، وهذا ما يذكر أيضا بما فعله المؤتمر الوطني العراقي . أما السيد محمد البرادعي، فهو كهانس بليكس, يريد أن يربح الوقت للقيام بعمليات تفتيشية، بيد انه و في مرحلة متقدمة من عمله لم يعثر على أي دليل يؤكد الاتهامات الأمريكية.
و من أجل الخروج من عنق الزجاجة، لجأ الإيرانيون إلى الاحتكام الى طرف آخر في هذه القضية، انه الاتحاد الأوروبي، الذي حدد فريقا من ثلاثة مفاوضين يشمل المملكة المتحدة، وفرنسا،وألمانيا. لكن الأوربيين لم يقدموا شيئا محددا، و هو ما جعل الإيرانيين يواصلون تنضيب اليورانيوم . وزاد الطين بلة نجاح المحافظين في الانتخابات الرئاسية الايرانية, ووصول أحمدي نجاد الى السلطة, وهو المعروف بتشدده وتشديده على "حق ايران" في البرنامج النووي.
من ناحية أخرى, شعر الإيرانيون بالخيبة من الترويكا الأوروبية، و هو ما جعلهم يبحثون عن حليف لهم ذي وزن ثقيل، وجدوه في الفدرالية الروسية التي تعيد صياغة تواجدها القوي على الساحة الدولية عبر إعلانها أن لإيران الحق في اكتساب موارد طاقة جديدة. ففي الوقت الذي تعمدت فيه الولايات المتحدة تسريب أخبار عن استعداداتها العسكرية، و احتمال تجربة قنابلها الذرية التكتيكية ضد ألأهداف الإيرانية، استقبلت روسيا نائب رئيس الجمهورية الإسلامية و رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، غلام رضا أغا زاده، الذي التقى بكل من وزير الخارجية الروسي سرغاي لافروف، و وزير الدفاع إغور إفانونف، و نظيره ألكسندر روميانسيف.
التزمت روسيا إتمام المرحلة الأولى من المنشأة الكهربائية في "بوشهر" على ضفاف الخليج العربي الفارسي في نهاية عام 2006. يتعلق الأمر بمولد مبرد بواسطة المياه من طراز " VVER 1000" و هو يعد من أقوى المولدات في العالم في مجال الأمن. يستعمل هذا الجهاز وقودا توفره روسيا, و هو بمجرد احتراقه، يعود إلى روسيا لمعالجته ثانية. كما أن مؤسسة " Atomstroyexport " تدرس إمكانية الانتهاء من المرحلة الثانية من المنشأة الكهربائية، التي كان سيبنيها الألمان من شركة "سيمانس" قبل أن يتخلوا عنها. لم يتم الحسم هل سيعمل الروس على تدمير " الآثار" التي خلفها الألمان و العمل على بناء جديد وفق تقنياتهم، أم أنهم سيقومون بالمشروع انطلاقا من موقع آخر، قرب الأهواز مثلا، بالقرب من الحدود العراقية. ويجدر التذكير بأن المحادثات بدأت حول احتمال بناء 20 منشأة نووية من قبل الروس في إيران تصل قوتها الإجمالية إلى " 20000" ميغاوات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة