الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة الطوارئ في تونس : الحكومة في مواجهة الأغلبية والحرب على الارهاب مجرد توظيف سخيف

بشير الحامدي

2015 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


حالة الطوارئ في تونس : الحكومة في مواجهة الأغلبية والحرب على الارهاب مجرد توظيف سخيف
ــــــــــــــــــــــــــــ
حكومة انتخابات 2014 حكومة أغلبية النداء النهضة حكومة لا يمكن أن تعطي غير القمع لقد قلنا ذلك وكررناه فمسار ما سمي بالانتقال الديمقراطي لم يكن ليتوج بغير الدولة البوليسية .
هكذا هي دائما الطغم المستبدة الفاسدة عندما تستشعر الخطر تلجأ للقمع.
إعلان حالة الطوارئ هو الوجه الحقيقي لدولة الطغمة الفاسدة.
ومواجهة الارهاب ليست إلا ذريعة وتوظيف سخيف لتجريم كل النضالات الاجتماعية ولمصادرة الحريات السياسية والنقابية والعامة والفردية و تمرير حزمة اجراءات التفقير المعلقة التي لم تستطيع تمريرها في ظل وضع عادي.
حكومة الصيد مصممة على الذهاب بعيدا في مواجهة الحركة المطلبية وقمعها ووضع الطوارئ سيتواصل ومعه سيتواصل احتقان الوضع و تعمق وضع البؤس والاستغلال للأغلبية معطلين وأجراء وموظفي الدولة .
ولكن الحالة هذه لن تستمر إلى ما لا نهاية فالمواجهة قادمة ولا يمكن تفاديها.
منذ 17 ديسمبر 2010 إلى اليوم والمعركة هي نفسها أغلبية مطلقة من الذين لا يملكون ضد الأقلية الفاسدة المستبدة من الذين يسيطرون على كل شيء ويتحكمون في كل شيء.
4 سنوات من الصراع ضد طغيان هذه الأقلية انتهى أخيرا إلى عودة التجمع للحكم عبر أطوار من الانقلاب على الحركة الثورية وعلى مطالب الجماهير. انقلاب انخرطت فيه كل الأحزاب والجمعيات والنقابات ماعدا قلة قليلة من القوى الثورية التي بقيت عاجزة عن التأثير في الأوضاع رغم جذريتها .
التجمع عاد للحكم نتيجة حالة عدم توازن قصوى بين قوى المقاومة وقوى الانقلاب على الحركة الثورية.
التجمع عاد لأن 17 ديسمبر عجز عن انتاج أدواة استمراره مسارا وصيرورة وفاعلين .
التجمع عاد لأن الفاعلين الثوريين والمجموعات الثورية من داخل الأغلبية عجزوا عن الاستقلال بالحركة ومواصلتها تلك الحركة التي هي نفسها لم تبلغ أوجها كحركة مستقلة وجذرية وسرعان ما خمدت وهو ما مكّن البيروقراطيات الحزبية يسارا ويمينا والبيروقراطيات الجمعياتية والنقابية من أن تهيمن عليها وتوجهها.
4 سنوات من الصراع غير المتوازن ضد قوى الانقلاب أنهت كل التعبئات وكل المطالب الديسمبرية فلم يعد ممكنا الحديث عن المحاسبة ولاعن الشغل استحقاق ولا عن ـ Dégage التجمع Dégage ـ ولا عن النهضة والنداء لثنين عملاء ولا عن الشعب يريد الثورة من جديد ولا عن يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح ولا عن اسقاط النظام ووو... لقد انزاح كل شيء ولم يعد ممكنا التعبئة على هذه المهمات.
لم يعد ممكنا التعبئة علي قاعدة هذه المهام لأن مسارا آخر وقع فرضه وتكريسه بكل الطرق .
استراتيجية الانقلاب كانت تقتضي القطع مع مهام وشعارات 17 ديسمبر أولا وتسخير كل ما يمكن أن يحقق ذلك ولكن كل ذلك انتهى إلى فشل ذريع.
حالة الطوارئ والدوران في نفس مربع سياسات الديكتاتور بن علي هو البرهان على ذلك
حالة الطوارئ ستهيئ لحالة رفض شاملة لسياسات المافيا المهيمنة وللدولة البوليسية
وسيتطور هذا الرفض إلى حالة احتجاج فانتفاض ليؤكد ما دأبنا على الإصداح به دوما وهو أن المهام التاريخية للأغلبية لا تتوقف عند الاحتجاج والانتفاض بل مطلوب أن تستقل هذه الأغلبية سياسيا وتنظيميا عن النظام و أجهزة النظام و أن تواجه مسلحة باستقلالها الذاتي فمهامها تبقى دائما تحطيم مركزية النظام وإسقاطه والإطاحة بالطبقة السائدة وبالقوانين السائدة .
مهام الأغلبية هي فرض قوانين الأغلبية وليس الخضوع لديكتاتورية الأقلية التي تملك.
مهام الأغلبية هي افتكاك كل ما يعود إليها في الحاضر والمستقبل والماضي أي كل الموارد والحقوق ولا شيء يمكن أن يتغير دون ذلك.
المهمة هي أولا و أخيرا ملقاة على عاتق الخدامة والبطالة والشباب وكل المفقرين والمبعدين والمهمشين يعني الطبقة التي لا تملك.
لاشيء يمكن أن يتغير دون استقلال هذه الملايين تنظيميا وسياسيا عن ممثلي رأس المال والمقاومة من أجل فرض السيادة على القرار وعلى الموارد والثروة أي تنفيذ مهام الأغلبية التي صاغها 17 ديسمبر في شعار جامع :الشعب يريد اسقاط النظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
05 جويلية 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب