الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين وكارثة التبشير

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2015 / 7 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تذكرت مشهد حصل معي ، كنت حينها خارجا" من دائرة حكومية متجها" الى ساحة وقوف حيث سيارتي في قلب كركوك ، لفت أنتباهي رجل أربعيني بوجه مدوّر وشاربين غريبين ، طويلين متناسقين بتشذيب يجلب الأنتباه ، فتقدمت منه يسوقني الفضول وسألته : أنت تشبه صديقي حكمت كان معي في جامعة بغداد في الثمانينات ، الأخ كاكا أم تركماني لو كاكائي ، عذرا" للأقتحام غير المسبوق .
ضحك وأجابني :
وصلت كاكا ، الأحتمال الثالث صحيح
تبادلنا الحديث حتى وصلت الى الفرصة المناسبة لأطرح عليه سؤال كان يدور في ذهني منذ زمن بعيد فقلت :
أنتم الكاكائية غامضين ولازلتم في كل العصور متقوقعين منغلقين ، لا تكتبوا شيئا" عن ديانتكم ولا تبشروا لها ولا تعرضوها للعلن في وسائل الإعلام فما هو السبب أخي الكريم ..
أجاب بأقتضاب :
يا أخي نحن نحافظ على ديننا ولو كنّا كشفناه للناس الغرباء خصوصا" في بلد مثل العراق لأصبحنا منقرضين !
هذا المشهد يحضرني على الفور كلما رأيت مهرجان اللعان والتطاحن ومعه فواصل الأذكار والأدعية والخشوع الضارب المتضارب في كل حدب وصوب يبثونها دعاتها على مدار الساعة في كل وسيلة ممكنة وكأنهم يقولون :
نحن وحدنا ورثنا الأرض وفزنا بالجنة والبقية كفار سفلة فاسقين ، وبحسب منطق الفعل ورد الفعل يكون هؤلاء قد عرّضوا دينهم الى مخاطر شتى أولها أن يتعرضوا للإنتقاد الشديد والتسفيه الذي ينسحب للدين الذي له يتبعون وثانيهما أن يكون دينهم على المحك بعد أن صار مكشوف لبقية المشارب وفيها الحاقدين والعنصريين حيث يبتكرون وسائل عديدة هدفها الأخير الأطاحة بالدين قيد التبشير خصوصا" في بيئة فوضوية وظروف غير طبيعية يتهم بها كل اللاعبين بأنهم عنصريين أو تكفيريين ، ووفق تلك الحقائق نطرح سؤال عسير لكل المتلقين :
من برأيكم الذي يسيء فعلا" للدين ، أليس دعاته هم الأكثر إسائة له دون العالمين !
وبتلك الكارثة نحاول أن نردّهم لنقول :
أن الله الذي تقولون أنكم تعبدوه أخفى آياته في أضعف عباده وهو وحده العالم بما تخفى الصدور فكيف لكم أن تتشدقوا بما لا تملكون وكيف تجعلون أنفسكم قضاة وجلادين تحكمون على الناس بمجرد المظاهر من قول أوهيئة أو تصرف مكشوف فالتدين علاقة روحانية بين الإنسان وربّه أي أنها تتبع الجوهر ولا عبرة للمظهر فالأخير يتبع التقاليد الأجتماعية وأبعد مايكون عن الدين ، الدين أخلاق تظهر في المعاملات و مخفية فيما يتعلق بالعبادات فمالكم لاتفقهون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي