الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المال العام واللصوصية الوطنية

عدنان جواد

2015 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



قيل ان المال السائب يعلم الناس على السرقة، إن الواقع الحالي لوضعية المال العام الذي لايوجد من يحميه ويحفظه من حيتان السرقة واللصوصية.
فالذي يتصدى لهذا الجانب بداعي الوطنية والضمير الإنساني، سوف يستهزئ به وربما يكون هو السارق واللص تلفيقا ، لان السرقة اليوم ليس كما عهدتها الشعوب ا ن يأتي اللص متخفيا في الظلام ويسرق المنزل أو المصرف أو أي شيء آخر، بل تم تشريع قانون للصوصية عندنا، فغالبا يكون السراق من أصحاب التصريحات الوطنية أو الذي تقف خلفه كتلة أو حزب سياسي أو دعم دولي أو إقليمي، وكلما كان اللص قريبا عشائريا أو حزبيا كانت الهبرة المسروقة اكبر من باب الأقربون أولى بالمعروف.
ربما يسال سائل لماذا هذا الصمت المطبق على هذه السرقات الهائلة ولا يوجد إدانة أو حكم في هذا الجانب وان اغلب السارقين وعندما تخرج عن حدها يتم سفره إلى الخارج بعلم الحكومة فيشتري القصور ويؤسس الشركات ويلعب في الملاهي الأجنبية بالمال العام وعندما تقول له من أين لك هذا؟ يقول بجهدي وشطارتي، والمشكلة أن اغلب ساسة العراق يعترف بوجودها، والجواب على التساؤل إن العملية السياسية في العراق بنيت على التوافقية والسكوت المتبادل(اسكتلي واسكتلك)، والجانب الآخر هو إن الشعب متحزب طائفيا وهذا خدمهم كثيرا، والبعض الآخر يتوزع بين الأحزاب حسب منفعته، ومن بقي فهم من المستضعفين الذين لايستطيعون المطالبة بحقوقهم.
الواضح أن اغلب من في قمة الهرم هم لصوص وفي نفس الوقت وطنيون، وهذا تناقض فلا يمكن لمن يتكلم عن العدل والمساواة في الحكم والوطنية وقدسيتها أن يسرق بنفس الوقت؟! لكن هذا ممكن إذا كان المبرر اللحمة الوطنية والعلاقات الإستراتيجية والمقبولية الداخلية والدولية.
وقد ذكر احد الساسة الذي خرج خالي الوفاض ولم يحصل على منصب على احد القنوات الفضائية، إن السلطة سوف تستمر لنفس الكتل والوجوه لأنهم زرعوا إفرادهم في مفوضية الانتخابات، والمال الحرام الرديف للسلطة يتقاسمون الأرباح فحتى الوزارات يتم التفاوض عليها على قدر المحصول فالوزارة التي تقل فيها السرقة لا احد يقبل بها، وأصبحت السرقة ثقافة ، وأما اللجان الاقتصادية فما هي إلا أبواب للسرقة فهي تتصل بالمقاولين ، ومقدار ما يدفعون حتى ترسي عليهم المناقصات والمشاريع.
فأصبح اليوم ضرورة ملحة محاربة الفساد السياسي والمالي فهو الظهير للإرهاب والتخريب، وأول من يتصدى لهذا الأمر الإعلام بفضح الفاسدين، وان يلتفت الحشد الشعبي فهو من رحم الشعب ومن طبقة الفقراء ومن يخاف عقاب الله ، ولا يخاف البشر أصدقاء الشياطين، أن يتخلص من الإرهاب والفاسدين في آن واحد، حتى لاتستمر الفوضى والغنى الفاحش لبعض الانتهازيين والسرقة الواضحة باسم الوطنية والمناصب الحكومية، والفقر المدقع لطيف واسع لايعرف التلون والسرقة والاحتيال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟