الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد داعش والحلم الكردي بالمنطقة

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2015 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



خلق التماسك الذي أبدته قوات البشمركة الكردية في العراق أمام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" داعش"، واقعاً جديداً لموازين القوى في العراق. جاء ذلك بالتزامن مع الخطوات الحثيثة التي اتخذها أكراد سوريا، في إطار عملية التحول نحو الحكم الذاتي من خلال تشكيل إدارات مدنية انتقالية للتمهيد نحو مزيد من الاستقلال في المستقبل.

يأتي ذلك أيضا في الوقت الذي تتوافر فيه النية لدى كل من حزب العمال الكردستاني، بقيادة عبد الله أوجلان، في تركيا للدخول في مفاوضات مع حزب العدالة والتنمية، خاصة بعد نتائج الانتخابات الاخيرة. فقد كشف التحولات السياسية في المنطقة عن وجود رغبة حقيقية معززة بخطوات لدى الأكراد لتحقيق الحلم الكردي في تأسيس دولة كردستان الكبرى، لاسيما مع انتشار الأقلية الكردية في كل من سوريا، والعراق، وتركيا، وإيران، مما يجعل نشوء هذه الدولة يمثل خطراً حقيقياً على تماسك هذه البلدان.

مؤشرات التقدم الكتعددت في السنوات الأخيرة بتشكيل إدارات مدنية انتقالية للمناطق الكردية. وفى خطوة تعد منعطفاً استراتجيا بالغ الأهمية في مسيرة أكراد سوريا، بدأ الأكراد في تبنى استراتيجية إعلان الحكم الذاتي في المناطق التي تم تحريرها من قوات الأسد. فالأكراد في سوريا تتجمع في ثلاث مناطق رئيسية؛ الأولى شمال شرق سوريا، وتضم كلا من  القامشلى، والحسكة، وعامودا، والقحطانية، والمالكية، وعين العرب. أما الثانية، فهي منطقة عفرين فيما يسمى بجبل الأكراد بشمال حلب. أما المنطقة الثالثة والأخيرة، فهي حي الأكراد بمدينة دمشق. وفى هذا السياق، أعلن الأكراد  بشمال شرق سوريا أو " غرب كردستان" في منتصف نوفمبر 2013 عن تشكيل " إدارة مدنية انتقالية" بعد مشاورات جرت في مدينة القامشلى، دامت ما يزيد على أربعة أشهر لمقترح كان قد تقدم به حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD)، والذي يعد أكبر الأحزاب الكردية السورية.


لم تتوقف مسيرة أكراد سوريا عند الإدارات المدنية، بل امتد الأمر لتكوين ذراع عسكرية للأكراد في سوريا. فقد قام الأكراد، خاصة حزب الاتحاد الديمقراطي، بتكوين جيش تحت مسمى  "قوات الحماية الشعبية"  (YPG) يقدر عدد عناصره بما يقرب من عشرة آلاف ليضطلع بمهمة حماية المناطق الكردية من أي هجمات خارجية، سواء من جانب قوات نظام الأسد، أو حتى المعارضة السورية المسلحة، خاصة مقاتلي " داعش"، وجبهة النصرة، والجيش السوري الحر، بالإضافة إلى تكوين الأكراد أيضاً لقوات للأمن الداخلي" الأسايش"، وتقوم بمهمة رئيسية تتمثل في إقرار وحفظ  الأمن، وملاحقة مرتكبي الجرائم الجنائية داخل المناطق الكردية في سوريا.
يبدو أن الظروف قد ساعدت الأكراد على مزيد من بسط النفوذ على المواقع النفطية المهمة، لاسيما في العراق. فقد سيطرت القوات الكردية بشكل شبه تام على كركوك، والتي بها رابع أكبر حقل نفط في العراق، حيث يمثل إنتاجه نصف إجمالي إنتاج العراق من النفط.بعد أن كانت كركوك المدينة الاستراتيجية-التي تبعد 240 كيلو مترا عن بغداد- محل تنازع وخلاف طويل بين بغداد وكردستان، لكونها يسكن بها مزيج من العرب والأكراد والتركمان، فضلاً عن أهميتها النفطية. لكن يبدو أن الصراع عليها قد حسم بشكل كبير لمصلحة الأكراد بعد سيطرة البشمركة عليها، بعد خلوها من قوات الجيش العراقي التابعة للحكومة. ومن ثم، فإن موقفاً جديداً قد خلقه الأكراد على الأرض بحكم الواقع.


ان إظهار التماسك والتنظيم في صفوف الأكراد. على عكس الحكومة العراقية المركزية وقواتها العسكرية التي بدت مفككة، ولا شك فى أن هذا التماسك في مواجهة داعش سيقوى موقف الأكراد إلى حد كبير في مواجهة بغداد، بعد انتهاء أزمة داعش، بحسبانه كان يعد موقفاً كاشفاً عن ضعف وترهل الحكومة العراقية بقيادة نورى المالكي، ليس هذا فحسب، وإنما يمثل فشلاً استراتيجياً لحكومة بغداد، من شأنه أن يقوى الوضع التفاوضي للأكراد، مما سيدفع بالمالكي مستقبلاً لتقديم تنازلات للأكراد بشأن القضايا الخلافية، خاصة تصدير النفط. واللافت للانتباه أن الأحداث الأخيرة تؤكد أن موازين القوة في العراق قد اختلت تماماً بين بغداد وإقليم كردستان لمصلحة الأكراد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تكثف اتصالاتها لوقف حرب غزة.. وتنفي -نقل معبر رفح-| #مرا


.. كيف يمكن توصيف ممارسات الاحتلال واستخدامه لأسرى دروعا بشرية




.. اللواء فايز الدويري: لا أعتقد أن الاحتلال قادر على أن ينجز ع


.. أحداث شغب و تخريب بولاية قيصري التركية بسبب شائعة اعتداء سور




.. الرئيس الفرنسي وزوجته يمشيان بملابس غير رسمية في شوارع لو تو