الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول أزمة ديون اليونان.. سياسة الأصلاح الأقتصادي هي لغة النفاق والكذب

سامان كريم

2015 / 7 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


سؤال: اليونان عجزت عن سداد دينها لصندوق النقد الدولي ولبقية الدائنيين الغربيين الذين رفضوا اي مناقشة لطلب اليونان في شطب الديون.. واللذين اصدرو انذار نهائي غير قابل للتفاوض حول فرض سياسات تقشف على اليونان بعنوان برنامج مساعدة، أعقبه تعليق السيولة المالية للبنوك اليونانية وفرض ضوابط على راس المال.. الحكومة اليونانية قررت أجراء استفتاء جماهيري بـ (نعم) أو (لا) حول شروط ومطالب الدائنين وقرر موعده ان يكون يوم الأحد 5 / 7 / 2015.. برأيك ماهي النتائج التي ستتمخض في حالتي قبول الجماهير في اليونان بشروط الدائنين أو برفضهم لهذه الشروط؟؟

سامان كريم: قضية الاستفتاء سياسة ذكية لرئيس الوزراء اليوناني الشاب في هذه المرحلة. المرحلة التي تسيطر فيها سياسة النيوليبرالية في الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وطبعا صندوق النقد الدولي.. وعلى ترويكا الدائنين لليونان. سياسة برجوازية يسارية ذكية وجريئة من قبل رئيس الوزراء اليوناني, جريئة ببساطة لانها قالت لا لتلك التكلات الثلاثة القوية والمؤثرة سياسيا واقتصاديا ليس على الصعيد الاوروبي فحسب بل على الصعيد العالمي أيضا, وذكية لانها ترمي بالكرة في ملعب "الشعب اليوناني" بمعنى انه يرفض ولكنه يطلب من الجماهيرفي اليونان وخصوصا تلك التي تقع تعبات السياسة الاقتصادية للترويكا على اكتافها، والتي تشمل الطبقة العاملة والمتقاعدين واكثرية الجماهير الفقيرة من الموظفين من الدرجات الادنى.. ان تقول كلمتها بصوت عالي وعبر ممارسة ديمقراطية. من هنا خرق الاتحاد الاوروبي اللعبة بتدخله وذلك بزج كافة امكاناتها السياسية والاعلامية لصالح مشروعه الليبرالي اي: لصالح الخصخصة وزيادة الضريبة المضافة على المواد الغذائية والسياحة.. وتقليل مستوى الرواتب ومعاش المتقاعدين, والخصم من النفقات العامة والنفقة الدفاعية.. هذه هي مطالب الترويكا.. وهي بمجملها سياسة التقشف الصارم تهدف الى تجويع وافقار الطبقة العاملة والجماهير الفقيرة في اليونان، لصالح كبار الرأسماليين اليونانيين والاوروبيين وخصوصا الألمانيين منهم.. لكن الاعلام المنافق والمضلل يروج لهذه السياسة كانها سياسة "الاصلاح الاقتصادي" والاصلاح الاقتصادي يعني هذا بلغة النفاق والكذب, وهي طبعا عادة الطبقة البرجوازية المسيطرة على الصعيد العالمي.
اذا صوت اليونانيين بـ (نعم) لشروط الدائنين يعني تجويع انفسهم ويعني افقار واذلال ذاتهم, يعني تحويل انفسهم وبقرارهم الى متسولين في الشوارع اليونانية, واخيرا يعني اسقاط الحكومة الحالية, لانها الحكومة التي جاءت عبر صناديق الاقتراع من خلال رفض تلك الشروط ورفض التقٍشف. حاولت الترويكا الدائنة بكل قوتها وعبر مراكزها المختلفة. الاعلام, البنوك, القوة الدولية عبر امريكا والمانيا وفرنسا وبريطانيا.. ورمي اليونانيين الابرياء بالاف الالوف من الخطابات والتصريحات التهديدية, تهويل وتخويف اليونايين بان التصويت بـ (لا) اي رفض شروط الدائنين يعني خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي وهذا كذب ونفاق محض, لان البند التاسع من معاهدة لشبونة لسنة 2009 والتي تعد بمثابة دستور الاتحاد الاوروبي، تؤكد ان العضو في الاتحاد الاوربي هو الذي يقرر الخروج من الاتحاد او يبقى فيه. ارى ان اكثرية اليونايين يميلون الى التصويت بضد التقشف. طبعا هناك غياب للوعي الطبقي وحتى الوعي بسياسة التقشف في صفوف الطبقة العاملة واكثرية الجماهير غائب ايضا.
اما أذا صوت اليونايين بـ (لا) لشروط الدائنين وهذا ما تؤشر اليه استطلاعات الراي, بان غالبية اليونانيين يصوتون ضد شروط الدائنين.. سيكون موقف التيار الذي يقف بوجه الخصخصة والتقشف اكثر قوة ومتراص بوجه ترويكا الدائنين وضغوطاتها العنهجية السخيفة, بالتالي يقوي موقف الحكومة الجالية وستكون لصالح اكثرية الجماهير والطبقة العاملة طبعا.. حيث لا تفرض الزيادة الاضافية على الضريبة المضافة, ولا تخصخص كل مشاريع الدولة في اليونان بل ستتريث الحكومة الحالية بصورة اكثر لصالح مشروعها, واخيرا ان مستوى الاجور سيبقى على حاله على الاقل.... وستكون ضربة قاضية للترويكا الدولية والدائنين, ضربة قاضية لسياسة النيوليبرالية على الصعيد العالمي وفي قلب اوروبا الغربية. وستكون اليونان مثالا يحتذى به في اسبانيا وربما في البرتغال وايطاليا على الاقل في هذه السنة أو في السنوات القادمة..
على اية حال الاستفتاء بـ (نعم) او (لا).. مع اني مع (لا) اي انا ضد التقشف واصوت بـ (لا) اذا لي حق التصويت, ولكن مع هذا ان الاطار السياسي العام لهذه المرحلة يتموقع ويتموضع في السياسية البرجوازية، اي ان الطبقة البرجوازية بين يسارها ويمينها قسمت المجتمع اليوناني والطبقة العاملة.. على رغم التضحيات الجمة التي قدمتها الطبقة العاملة ونضالاتها المستمرة, خلال السنوات السبعة السابقة من عمر الازمة الاقتصادية العميقة التي تمر بها ولحد الان الرأسمالية في اليونان. الطبقة التي نزلت الى ميدان المنازلة منذ بواكير ظهور الازمة وتداعياتها في الالاف من الشركات وعشرات المدن اليونانية وبمشاركة العشرات من النقابات العمالية.. هذه الطبقة لو ارادت لها ان تنظم ذاتها في حزب سياسي ذو رؤية سياسة واستراتجية شيوعية على غرار شيوعية ماركس.. حينذاك سينقلب الوضع على الطبقة البرجوازية بأكملها وستكون الطبقة العاملة في اليونان طليعية البروليتاريا الثورية في اوروبا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيون في الضفة الغربية يحيون الذكرى الـ 76 للنكبة


.. خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول مستقبل قطاع غزة بعد الحر




.. من هو صلاح الدين الأيوبي برأي ريم بسيوني؟ • فرانس 24


.. تهريب سجين وقتل 3 حراس في فرنسا




.. الجيش الإسرائيلي: مقتل 5 جنود وإصابة 16 آخرين في تفجير مبنى