الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع.. علينا تطوير وسائلنا النضالية ضد داعش

سمير عادل

2015 / 7 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في المقال السابق تحدثنا عن نقاط قوة داعش واسباب استقطابه للمئات اذا لم نقل الاف من المؤيديين في العالم، واكدنا مثلما البشرية المتمدنة والمتعلمة والمتحضرة اعلنت الحرب على الفاشية والنازية، علينا اليوم ان نعلن الحرب على داعش و"دولته" الوحشية. واكدنا ايضا ان التحالف الدولي المزعوم بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية في ايران وحكومة الاسلام السياسي الشيعي في العراق ليسوا اهلا للحرب على داعش، وليس لديهم مصالح انية للقضاء على داعش وقلع جذوره من المجتمع. فكل طرف بحاجة لداعش لتمرير اجندته السياسية.
ان مؤيديين داعش يستخدمون جميع الوسائل لنشر افكارهم وتجنيد المجتمع برمته لترسيخ اركانه ومؤسساته في اي مكان من العالم. ولهذا يجب ان نعي قبل كل شيء خطورة مرحلة داعش. فداعش ليس مجرد حركة عابرة او منظمة ارهابية يمكن القضاء عليها بسهولة. فداعش تعبير عن الازمة الفكرية والسياسية والاجتماعية والاخلاقية لجناح من اجنحة البرجوازية في المنطقة، مثلما كانت النازية والفاشية تعبير عن الازمة الاقتصادية والسياسية للبرجوازية في بداية القرن العشرين. ومن الخطا اذا لم نقل من الحماقة ان نفصل وحشيتها وبربريتها اي داعش و"دولته" عن الجمهورية الاسلامية في ايران، او حركة الطالبان في افغانستان، او بوكود حرام في نيجريا، او عصابات الاسلام الوهابي في السعودية، فالجميع دون منازع يشربون نخب استمرارهم من منباع الاسلام السياسي. فأذا كان الغرب ساوم يوما وما يزال يساوم حركة طالبان في افغانستان والجمهورية الاسلامية في ايران ويقدم الغطاء السياسي والاعلامي لملوك اسلام النفط في السعودية بالرغم من عدائهم السافر للحريات الانسانية والمرأة بالدرجة الاولى، فلا نستغرب ابدا اذا ساوم على بقاء داعش بالرغم من كل الجرائم التي يرتكبها في العراق وسورية ومصر وتونس وفرنسا.. والاختلاف الوحيد بين كل تيارات الاسلام السياسي المذكورة هو في الدرجة، او درجة الوحشية بدقيق العبارة لا غير.
ان داعش تحتاج الى حركة سياسية وفكرية وعسكرية واجتماعية ودعائية لالحاق الهزيمة بها. علينا وقبل كل شيء ان نكون فعالي ومؤسسي هذه الحركة التي يجب ان تتجاوز البعد المحلي الى بعد عالمي. وعلينا ان نرفع شعارنا في كل مكان "لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع". فمؤيدين وانصار داعش يستمدون جرئتهم من الظهور برايتهم في مدن العالم ويرتكبون المجازر تلو الاخرى من غياب حركة سياسية وفكرية واجتماعية وعسكرية مستقلة لمواجهتهم. يجب ان يتجاوز الكره لجرائم داعش واعمالهم التعليق على شبكات التواصل الاجتماعي وكتابة المقالات العابرة والتهكم بهم، علينا ان نطور وسائلنا النضالية في الحرب على داعش. علينا تحشيد المجتمع ليس ضد داعش فحسب بل ضد من يدعمهم ويقدم السند المالي والفكري والسياسي لهم. علينا من تنظيم التظاهرات والاحتجاجات اما السفارات التركية والسعودية والقطرية التي تقف وراء صراصر داعش في كل مكان. وايضا يجب ان نعمل على تجنيد المجتمع ضد داعش للقتاله على جميع الجبهات، عبر فضح الاسلام السياسي وتعريته تاريخيا وفكريا وسياسيا وتنظيم عشرات الاحتجاجات امام البؤر التي هي نقاط تجمعهم وانطلاقاتهم. يجب علينا تمريغ راية داعش بالوحل عندما نشاهدها في اي مكان بدل من رفعها عاليا عبر مؤيديه وانصاره في دول العالم. علينا التصدي بكل حزم لمن يساند داعش ويستمد قوته من وجوده عبر التحرش بالنساء والاستخفاف بالمرأة والدعوة الى قمع الحريات بحجة منافية للشريعة الاسلامية، علينا جر شيوخ الاسلام والاحزاب الاسلامية والجمعيات والمنظمات الاسلامية التي تعرف نفسها بالخيرية من جحورها وتعمل كخلايا نائمة، وتسليط اشعة الشمس عليها كي تساهم في قتل البكتريا والفيروسات والقاذورات التي تحملها للمجتمع. وعلينا ان لا نساوم ابدا معها اي تلك القوى الاسلامية والقبول بالتعريف بعضها لنفسها بأنها جزء من الاسلام المعتدل، فلا اسلام معتدل في التاريخ البشري. فالذين يحملون راية الاسلام المعتدل يحاولون اليوم في كردستان العراق تثبيت قوانيين داعش ضد المرأة والحريات في دستور كردستان، وفي العراق تقتل مليشياتهم الابرياء على اساس الهوية الطائفية ويعيثون الفساد والدمار منذ اكثر من عقد من الزمن.
ان الحرب على داعش التي هي عنوان لحرب اكبر على الاسلام السياسي، مسؤولية الشيوعيين بالدرجة الاولى ومسؤولية التحرريين والتقدميين والمدافعين عن النفس الانساني في المجتمع. يجب ان نعمل على تأسيس حركة اكفأ من داعش عسكريا وسياسيا واعلاميا... علينا خلق الارادة القتالية في المجتمع ضد داعش وكل الاسلام السياسي، وهو الطريق نحو سحق داعش والحاق الهزيمة بافكارهم واعمالهم وردم جحورهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ