الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 12 – 31 )

كور متيوك انيار

2015 / 7 / 6
السياسة والعلاقات الدولية



[email protected]
ويقوم الفكر المحافظ على عدد من المرتكزات اهمها الميول الى الاستقرار وتجنب التغيير الهيكلي والمفاجئ ، وان يتم اي تغيير بشكل تدريجي ، ويدعوا الى الحد من تدخل الدولة في الاقتصاد وفي تنظيم حياة المواطن ، ويؤمن المحافظون بأهمية خفض الانفاق الحكومي ، وخفض الضرائب والدعوة الى دور اكبر للدين في المجتمع ، وتشجيع الصلوات في المدارس وحظر الاجهاض ، ولقد كان للفكر المحافظ دورها الكبير في السياسة الخارجية لادارة الرئيس بوش ووفقاً لمحمد كمال في بحثه المعنون ( الفكر المحافظ والسياسة الخارجية لادارة بوش الثانية ) بمجلة السياسة الدولية ؛ فلقد خضع ادارة بوش لثلاثة تيارات رئيسية داخل الاتجاه المحافظ وهي :
1- التيار المحافظ التقليدي وظل هذا التيار يمثل التيار الاساسي و الاكثر نفوذاً داخل الاتجاه المحافظ والحزب الجمهوري لسنوات عديدة ويؤمن هذا التيار باهمية قيام الولايات المتحدة بلعب دور قوي على المسرح الدولي ، على اساس المصلحة القومية ، ويعتقد المحافظون التقليديون بان نهاية الحرب الباردة لم تغير كثيراً من الاطار الخارجي للسياسة الخارجية الامريكية ، رغم تراجع حدة التوتر مع موسكو لكن العالم مازالت خطيرة وغير مستقرة .
2- التيار الثاني هو التيار المحافظ الديني ومن الواضح أن هذا التيار كان له تاثير كبير على السياسة الخارجية لبوش وخاصة انهم كانوا من داعمي بوش الاساسيين ، وهم من اتباع الكنيسة الانجيلية الذي ينتمي اليه فرانكلين جراهام ، ويبلغ عدد اتباع الكنيسة الانجيلية في الولايات المتحدة حوالي نصف عدد سكانها ، ولقد تحصل الرئيس بوش على نسبة كبيرة من اصواتهم في انتخابات 2000 – 2004م ، ويؤمنون بان الكتاب المقدس يمثل الحقيقة وان الخلاص ياتي فقط عن طريق المسيح وبالرغم من ان اهتمام التيار المحافظ بالديني ظل دوره مقصوراً لسنوات طويلة على القضايا الداخلية مثل تأييد الصلوات في المدارس ، وحظر الاجهاض والقضايا المتعلقة بالشواذ و الاباحية في المجتمع الامريكي .
لكنها اصبحت تركز على القضايا الخارجية ايضاً خاصة المتعلقة بالاضطهاد الديني وكذلك الصراع العربي الاسرائيلي ، و لفرانكلين جراهام اهتمامات بقضايا الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وجنوب السودان . ولقد نجح التيار المحافظ الديني في وضع قضية الحرب في السودان على اجندة بوش ، رغم ان السودان لم يكن من اولويات بوش الذي كان ينوي التركيز على المصالح الاستراتيجية والسودان ليس من ضمنها بالتأكيد ، و ظل بوش خاضع على املاءاتهم خاصة في الشرق الاوسط حيث يؤخذ وجهة نظرهم في الاعتبار دوماً .
3- التيار الثالث هم المحافظين الجدد ، وكان المحافظين الجدد اكثر التيارات تاثيراً في فترة الرئيس بوش الاولى من التيارات الثلاثة ، وبدأ المحافظون الجدد كحركة فكرية يقودها عدد من المثقفين الليبراليين ، وكانوا في البداية جزء من الحزب الديمقراطي ، وقد دافعوا عن استمرار سياسة خارجية نشيطة بقيادة الولايات المتحدة في مواجهة الشيوعية ، ويعتقدون بان انسحاب امريكا من العالم بانها فكرة خطيرة ، ولقد تبلورت افكار المحافظين الجدد في مرحلة ما بعد الحرب الباردة في اطار ما عرف بمشروع القرن الامريكي الجديد .
وتدعوا المشروع للاستفادة من فرصة ان الولايات المتحدة اصبحت على قمة النظام العالمي الجديد ، ويجب على الولايات المتحدة ان تكون لها رؤية و ارادة لقيادة العالم وتشكيل القرن الجديد بشكل يتوافق مع المبادئ والمصالح الامريكية . و قام المحافظين الجدد بمساندة المرشح الجمهوري جورج بوش في الانتخابات الرئاسية عام 2000م في اطار تحالف ضخم ضم التيار المحافظ التقليدي والديني ، وتم تعيين عدد من اقطاب المحافظين الجدد في مناصب بادارة بوش ، وتم تعيين بول وولفويتز كنائب وزير الدفاع .
ودوجلاس فايس كمساعد وزير الدفاع لشؤون السياسات ، وتعيين ريتشارد بيرل كرئيس لمجلس سياسات الدفاع ، وجون بولتون كمساعد لوزير الخارجية لشؤون نزع السلاح ، واليوت ابرامز كمسؤول عن الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي ، بالاضافة الى لويس ليبي مديراً لمكتب نائب الرئيس ديك تشيني . ويعتقد المحافظون الجدد بان الشؤون الداخلية للدول العربية و الاسلامية مرتبط بظهور التطرف الديني المرتبط بالارهاب والذي ادى الى احداث 11 سبتمبر 2001م .
ويرى المحافظون بان الشؤون الداخلية في البلدان العربية و الاسلامية لم تعد شاناً محلياً وهذا ما ادى بادارة بوش بوضع نهاية لحرب السودان ، وتضييق الخناق على الحكومة السودانية باعتبارها واحد من داعمي الارهاب في العالم ، ونجح المحافظين الجدد في تحويل افكارهم الى سياسات نفذتها ادارة بوش ، واشرفوا على تنفيذها ، ولقد استمر نفوذهم في فترتي بوش الرئاسية .
في 2010م احتجت ادارة الرئيس اوباما على شحنات اسلحة سرية منها 67 دبابة ، وكان يتم ذلك من قبل بعلم تام من ادارة الرئيس بوش لكن ادارة اوباما احتجت بشدة لدى اوكرانيا وكينيا وهددت بفرض عقوبات عليهما ان لم يتوقفا عن تصدير اسلحة الى جنوب السودان ، ووفقاً لوثائق استخباراتية نشرتها ويكيليكس عن الخارجية الامريكية بانها كانت تتابع شحنات سرية لدبابات من اوكرانيا الى جنوب السودان عن طريق كينيا ، وابدت قلقها من المبالغة في تسليح الجيش الشعبي ، وكان ادارة بوش تتساهل في تسليح الجيش الشعبي لكن ادارة اوباما اتخذت سياسات اكثر تشدداً .
وفي وثيقة استخباراتية كشفت كينيا أن اوباما بدأ ينحاز نحو الرئيس البشير ، و ابدت كينيا قلقها في امكانية تغيير امريكا سياساتها نحو السودان لتميل لصالح الرئيس البشير لكن السفير الامريكي في كينيا يقول أن سياسة امريكا هي تحويل الجيش الشعبي الى قوة تقليدية صغيرة قادرة على الدفاع عن جوبا ، وليس هدفها تمكينها من احتلال الخرطوم ، والضغوطات الامريكية حيال كل من اوكرانيا وكينيا ويوغندا وتهديدهم بفرض عقوبات يبرره الذعر الذي اصاب اوباما عندما تدخلت الجيش الشعبي وسيطرت على منطقة فانطاو عقب هجمات متكررة من قبل الجيش السوداني .
في 24 يوليو 2009م ذكرت دراسة أن كل من الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات المسلحة السودانية تخوضان سباق تسلح قد يعود بالسودان الى مربع الحرب ويقول اريك بيرمان المدير الاداري لمركز مسح الاسلحة الصغيرة ومقره في جنيف في بيان " مع استمرار العنف في جنوب السودان ودارفور وتزايد التوترات بين الحكومتين الشمالية والجنوبية فان التدفق المستمر للاسلحة يجب أن يكون مبعث قلق كبير لدى المجتمع الدولي " .
وجاء في التقرير أن الصين و ايران لا تزالان المصدر الرئيسي للاسلحة التي تزيد الاضطراب في البلاد ويضيف التقرير " امدادات الاسلحة من هذين البلدين تساهم بوضوح في زيادة انعدام الامن بين الناس " واشار التقرير الى تكديس الجيش الشعبي لاسلحة خفيفة وثقيلة مصدرها اوكرانيا مشيراً الى شحنة الاسلحة التي خطفها قراصنة صوماليون لمدة اربعة اشهر في سبتمبر 2008م كانت في طريقها الى جنوب السودان لكن كل من كينيا و اوكرانيا وجنوب السودان رفضا اي صلة لهم بتلك الشحنة .
في 13 ديسمبر 2010م اقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وزير الخارجية منوشهر متقي بعد كشف السلطات النيجيرية لحاويات اسلحة ومصادرة 130 كلغم من الهيروين مخباة في قطع سيارات شحنت من ايران وهو ما كشف الدور الايراني في افريقيا خاصة فيلق افريقيا في قوات القدس تحت امرة علي اكبر طباطباني في نيجيريا لنشر النشاط الايراني ، ويعتقد ان ايران تتعامل مع المليشيات الاسلامية في نيجيريا وغامبيا والسنغال ، وسبق وصادرت غامبيا طنين من الكوكايين اشرف عليها علي اكبر طباطباني ، وتوفر ايران بجانب العديد من الدول الافريقية السلاح لحركة حماس في قطاع غزة عبر السودان ومصر وتزويد الحوثيين في اليمن بالسلاح .

نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا