الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستاذ ورئيس قسم

كاظم الحناوي

2015 / 7 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


المسلسلان الاكثر قبولا في رمضان هما من انتاج مجموعة قنوات ام بي سي مسلسل بطولة عادل امام استاذ ورئيس قسم ومسلسل سيلفي رغم ضعف وهزل بعض الحلقات وطريقة الطرح ...ولكن ماذا عن باب الحارة بجزئه السابع البعيد كل البعد عن اجزائه الستة السابقة والمسلسلات الاخرى وماذا تحمل بعض هذه الاعمال من رسائل للمشاهد ... يقول موقع الساعة الاخباري معاتبا المشاهدين لماذا مسلسل (مساجد الله تعالى ) في المرتبة الأخيرة من اعداد المشاهدين ...لماذا تكون بيوت الله تعالى أخر هم المسلمين في الشهر الكريم !
ونحن نعتقد ان العديد من المسلمين لم يعد همهم السجود لله بقدر حبهم للمتحدثين باسم الله حيث أخذت ظاهرة الإرهاب تستشري ضاربة ناقوس الخطر في كل أصقاع الأرض لهذا الطاعون العصري الذي لا يميز بين طفلٍ وامرأة بين شيخ عجوز وشاب أعزل . والارهابيون أناس وجدوا في رائحة الدم والموت العبثي طريقاً يشفون فيه نفوسهم الملأى بالعذاب والإحباط والتردي .
الإرهاب اليوم بكل نفسه الدموي واتجاهه التدميري لكل شيء يستدعى وقفة دولية حازمة تطال الإرهابيين ومن يمولهم ومن يحرض على الإرهاب ويدعو بكل وسائله لنشر ثقافة الارهاب . فالجميع عانى من هذا الإرهاب وفي مواجهتنا للإرهابيين وجدنا أن الإرهاب سلوك مشين لا يمت للإنسانية بشيء . والإرهابي إنسان أناني لا يحب إلا نفسه ولا يفضل إلا نفسه فلا يعير أهمية وحرمة لغيره . فهو يتوجه إلى الموت بعدما زُرِع في رأسه أنه سيذهب في عمليته الانتحارية المنبوذة إلى الجنّة فيعيش بين أنهار العسل اللذيذ وأنواع الثمار الشهية إلى أبد الآبدين ، دون حرمة للإنسان الذي يتوجه لقتله ولا عدد مَن سيقتلهم . المهم لديه أن الجنة ستفتح له كلما قتل أكبر عدد من الأبرياء .
عرضت بعض القنوات الفضائية العربية وضمن برامجها عدد من المسلسلات التي تروج لصورة الارهابي وتبرر اعماله فالمسلسل يقدم القتلة المجرمين المسؤولين عن عمليات الخطف والقتل والسلب على صورة (روبن هود) وكأن الاعمال التي يمارسها زمرة من قطاع الطرق بحق الأبرياء على انها اعمال انسانية بالايحاء للمشاهد أن هذا المجرم وزمرة القتلة الذين يصاحبهم في أعماله النكرة هي الحق بعينه بلحى كثة واشكال مشابهة لزمر الارهاب التي تعبث بارواح الابرياء (حلقة العدوي في مسلسل الصعلوك) . في الجانب الاخر لم يعتد المشاهدون على صور القتل والذبح والتشكيك بالانتماء للوطن في مسلسل باب الحارة . بل جبلوا على الطيب والنقاء والتواصل الإنساني الشريف وكانت عمليات الصدام بين ابناء الحارة والسلطة عبارة عن مشاهد اقرب للكوميدية من الصراع المسلح . وكان السوري سبّاقاً لنصرة أخيه السوري والذود عنه ؛ لكن الملاحظ ان المنتجين يريدون اعادة تربية ابناء الحارة باخلاق لا تمت بصله لاخلاقهم عبر شيخ دين جديد ببنطلون قصير (سلفي ) مرافق للشيخ المسن للانقلاب عليه او تعيينه بدله بسبب وفاته .فيما كان الشهيد في الحلقة 18من باب الحارة على شكل احد الدواعش عبر الصور التي تصل للمشاهد عن طريق وسائل الاعلام المختلفة يوميا..
ان المنتجين للاعمال الدرامية يسلكون نفس درب مروجين الارهاب عبرأعمال درامية للتبرير للاعمال الارهابية المشينة الناتجة عن تربية سلفية شوهاء ومقيتة ، باراء تكره البشرية وتميت السلام ، وتقتل سرور الإنسان . إن هؤلاء يقدمون الإرهابي على شاشة الفضائيات وكأنه يقص حكايا مسلية مناديا لا يمكن لمواطن شريف أن يترك شريكه في الوطن لانه لايعتنق مذهبه فيما يترك الغرباء يدخلون وطنه فيفتكون بعرضه وشرفه وهو ينظر فلا تتحرك في ضميره ذرة من الإحساس بالعفّة والثأر على ما يفعله هؤلاء . كيف نسمح بالترويج لهذا الارهابي الذي يذبح أخاه ليرضي غرور الغرباء البغيض وحقدهم.
إن هذه الثقافة التدميرية والمظللة التي تتصدر قنواتنا ومواقع تواصلنا هي ما يوجب على العالم بأجمعه أن يوقفها ويعمل على إحباط مروجيها وسوقهم إلى سوح العدالة . اننا ندعو إلى نبذ هذه الثقافة وردع كل مَن يدعو لها أو يحاول أن يروّج لها عبر فضحها ونشر اسماء مروجيها. إنها لا تقود سوى إلى دمار الوطن الذي تربى على ربوعه أجدادنا العظام ونحن الذين نعيش اليوم ونريده وطناً نقياً صافياً من شوائب التفرقة والطائفية ليعيش ابناؤنا وأحفادنا في فضاء من الألفة والوئام لا عيش التفرقة والخصام والإرهاب الذي لا يبقي على شيءٍ محمود . الثقة بالشباب الواعي والمؤمن بالشراكة والحوار بانه سيقف مواجهاً لقنوات الترويج للارهاب بصلابة فلا يترك لهم منفذاً يتسربون من خلالها لتدمير وطننا...
إذا ما افترضنا اطروحة مثل قضية الارهاب للمناقشة في منطقتنا العربية فالمتهم هو استاذ هذا الفكر والممول هو رئيس هذا القسم ويقوم بالبطولة دولة واحدة ونحن المقتول وبدل ان تكون مسلسلات رمضان نوع من المحاكمة لما يجري اصبحنا نحن في قفص الاتهام والصورة مخصصة للارهاب ويبدو ان الاستاذ لايريد ان يعتذر عن كل هذه الدماء بل يبحث عن مزيد ومزيد من المؤيدين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتقرب سوريا من الغرب على حساب علاقتها التاريخية مع طهران؟


.. حماس: جهود التوصل لوقف إطلاق النار عادت إلى المربع الأول




.. هل تنجح إدارة بايدن في كبح جماح حكومة نتنياهو؟


.. الجيش يوسع عملياته العسكرية على مناطق متفرقة بشمال قطاع غزة




.. مقتل العشرات في فيضانات جرفت قرى بولاية بغلان بأفغانستان