الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستحمل ذكرى الاحصاء استحقاق الحل؟

روشن قاسم

2005 / 10 / 10
حقوق الانسان


في خضم الأحداث التي تثقل كاهل الأجهزة الحاكمة في سوريا , والتي أصبحت عرضة للأسئلة القلقة وكذلك الاستجواب من قبل المجتمع الدولي, وخيارات الإجراءات التي لا تروق لساسة السلطة السورية الغارقة في الشعارات السرابية (الفاخرة!)، والتحدث بغطرسة عن نعمة الاستقرار الداخلي (المكبل بالقيود ورصانة الفعل القمعي) و المتمسكة بالقرارات ( السيادية )المستقلة، التي اغرقت البلاد في حضيض الممارسات اللاانسانية منذ أربعة عقود ونيف ، اذ أفقدت المواطن أدنى مقومات الحقوق واختلط الواجب بالفساد ، في خضم هذه الأحداث لا بد لنا الوقوف على تداعيات الموقف الهزيل الذي تعيشه دولة الأجهزة هذه .
ان امتلاك سوريا لترسانة أسلحة الدمار النفسي والعقلي وكذلك الثقافي ، أدى إلى السيطرة على ردود الفعل جراء أي فعل إقصائي أو تجريدي لحق المواطن، وسحق أي طفرة (لا) عن المكمومين (نعم)‘ واجتهادات اجهزتها في استنباط رؤى تشطح بالتنكيل والغبن ، مما جعلت من البيئة السياسية السورية شاذة الحركة في دورة التفاعلات مع كل المستجدات التي تمس مفردات منهجها السياسي(السلطوي) المتبع، بيد ان الديمقراطية تنتعش في ثورتها الثقلية على معدة أقطاب الاستبداد.
و ان الإحصاء الاستثنائي الجائر(1962) كان من جملة المشاريع القمعية بحق الكرد في سوريا ، والتي جرد بموجبها عشرات الآلاف من حق المواطنة، وهذا الاجراء ليس إلا حلقة من سلسلة ممارسات سفيهة المستوى الإنساني بحق شعب أعزل بعيد كل البعد عن مخططات العقلنة الشوفينية والقومجية ، متآمرة على الوحدة الوطنية والواقع الديموغرافي لتوزع الأثنيات، وجائرة بحق التاريخ من خلال تزييفه وخلطه، ساعية إلى نشر ثقافة الهيمنة الفئوية وشرذمة المنطق الاجتماعي ، متمسكة بأسنانها بهوَس محو الآخر ، متحولة في نهاية المطاف إلى مافيوليزيم لا يهمها سوى مصالحها الضيقة .
إن مبادرات سوريا الخجولة للإصلاح في مؤتمر البعث كان بمثابة (سحابة صيف ) ،و شح قراراتها في أزمة تصريحات الوعود ، حمل معضلة، طفح الكيل من حلها أو حلحلتها ، حتى بات المشهد لا يحتاج الى عناء لرصد حالة التخبط بين الوعد والإخلاف ، وهامش الحرية مع الأحكام العرفية ، والأحزاب مع الحزب الواحد ، أدى بها الى العجز عن غسل ماء وجهها.
في ضوء المستجدات الحالية، القوى التي كانت (مغضوب عليها) والشرائح التي انتهكت ثقافاتها بحذافيرها، والجماعات التي شعرت بالدونية والغبن، ما عادت آبهة بالخوف والوجل.
فإلى أي مدى تستطيع الأجهزة الوقوف ضد الانفتاح ؟ وماذا عن مناهضتها التاريخ والمشيئة الإلهية والكرد؟ وأي ضرب من الجنون ستتبعه من الآن.؟
بيد ان مماطلتها في سحق هذا الإجراء السافر سيحمل استحقاق عهد غابر ضيقت فيه الأنفاس على الكرد حتى شبعت، وسيدرجه التاريخ في صفحات وأد العيش وطمس الحياة بامتياز.
هل ذكرى الإحصاء سيستجدي منها نظرة مهذبة لمنعتها الكاذبة ؟ أم أنها) ستفر إلى الماضي خوفاً من الاستحقاقات القادمة( .؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #