الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا شمسنا الدايرة

أسماء الرومي

2015 / 7 / 6
الادب والفن


لم تكن رائحة الشواء لتستهويني لأكون قربها لكني اليوم لا أدري لِمَ اخترتُ مكاناً قريباً
قد تكون هذه اللمة الجميلة للعوائل، فالمنشغلين في تهيئةِ الطعام والآخرين الذين ينتظرون
أطفال يرقبون بتشوق،وهذا المكان القريب منهم والذي يضج بحركة الأطفال وهم يلعبون
ويسبحون في حوض السباحة ما أجملهم وهم يقفزون مع الماء ويرشون بعضهم وكم
آخرين جلسوا حول المكان ليستمتعوا بحمام شمسي. رغم إن الساعة قد جاوزت السادسة
مساءً إلاّ أنكِ يا شمسَ تموز انتصرتِ اليوم على كل ما سببته الأيام الطويلة القاسية من
برد االشتاء ، فكل هذا الزحام من الجالسين هنا والزحام في الشوارع حركة وحياة في كل
مكان وهذه الألفة المحببة بين الناس والتي يكرهها الشتاء القاسي
ولكن أكل هذا وفي يومين ، ما أروعكِ يا شمس وما أروعه تموز بنثيره الذهبي وبقلبه
الطيب الذي يوزعه دفئاً وحباً على البشر ليسعدهم
هذه النوارس التي تحوم حول المكان عرفت بأن الطعام قد جهز فجاءت حائمة ترف
بأجنحتها وبحركات جميلة تعلو ثم تنزل لتقترب علّها تجذب نظر المجتمعين للأكل
المسكينة كم مرة دارت، وبكل هذه الحركات البهلوانية ولم يعطف عليكِ أحد ؟ لو أدري
بأن البسكويت في حقيبتي يستهويك صدقيني لما بخلتُ به عليك ، لكن الحمائم تحبه
وستقترب لتأكله ، ولكن أين هي أعتقد إن الوقت قد تأخر وقد فضلت أن تكون في
أعشاشِها على أن تكون مع البسكويت الذي في يدي ، لا عليكِ حمائمي الجميلة وسآكله
مع قهوتي . كل شئ جميل مع هذه الشمس التي تختلط خطىً ومرحاً ، مثل الأطفال
تبتسم تلعب وتضحك .
شمس تموز الطيبة سعيدة بسعادةِ الجميع حتى إنها أثقلت خطاها فلا أعتقد إنها ستبتعد
في أقل من ساعتين
تذكرت قبل فترة قد لا تتعدى أياماً قلائلاً كنتُ أتمشى ولسعات من الهواء البارد تمشي
معي لفت نظري شعاعٌ أشرق بين الغيوم دار صار بقربي ليذكرني بدفئ أغنية جميلة
لسعدون جاير* صارت الأغنية يالصوت العذب تسير معي وكأن الصوت لي يغني
وتنساب الأغنية معي بطيورها الطايرة بشمسها الدايرة
يا طيور الطايرة مري بهلي .. ويا شمسنا الدايرة ضوي لهلي
سلميلي وغني بحجاياتنا .. سلميلي ومري بولاياتنا
آه لو شوقي جزى وتاه ويه نجمة ...
ومع الأشواق التائهة وددتث أن أحمِّل تلك الناعسة سلاماً لأحبابي لكن أتدرين خفتُ
أن تغفو في الطريق ، أما أنتِ يا شمسنا الزاهية يا ابنةَ تموز فمعكِ سأرسل سلامي
وتذكري فإن لي مقربين وأحبهم كثيراً وهم مثلكِ طيبون
يا شمسَ الصحو الجميلة
كتبت 3/7/2015
في ستوكهولم
*سعدون جابر مطربنا العراقي ذو الصوت المنساب بعذوبة أرق من النغم
الأغنية غناها عام 1973 كلمات : زهير الدجيلي وألحان كوكب حمزة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي