الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنتعلم من تجربة اليسار اليوناني الديمقراطية

نوري جاسم المياحي

2015 / 7 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الكل يعلم ان تفكك الاتحاد السوفيتي الاشتراكي والتحاق الدول الاشتراكية في شرق اوربا انعكس سلبيا على النشاط اليساري في العالم ..
ولو انني لست اقتصاديا ولا افقه في نظم الاقتصاد اكثر من قارئ بسيط لما نشر في المنشورات السياسية و افهم الفرق بين النظامين الاشتراكي ( النظري ) وان الانسان هو افضل راس مال فيه والذي يصطف الى جانب الشعوب المسحوقة والكادحة ... وبين النظام الرأسمالي الذي لا قيمة للإنسان فيه والذي يسمح لقلة من الناس احتكار الثروة ووسائل الإنتاج لأنفسهم وعوائلهم بمعزل عن جماهير الشعب سواء جاعوا اشبعوا ...فبيدهم السلطة والقوة وأيضا المال والثروة ... ويستبيحون كل المحرمات الإنسانية لزيادة ثرواتهم ...حتى لو ابادوا شعوب بكاملها .. كما يفعلون مع شعبنا في العراق وسوريا وليبيا واليمن ..بإبادة جماعية ..
وليس خافيا على أحد ولن اذهب بعيدا لتشاهدوا معاناة وبؤس العراقيين وصور الجياع والمشردين والعراق يعتبر اغنى دولة من دول العالم بثرواته الطبيعية لو أحسن استغلالها ... وما يعانيه شعبنا هو بسبب جشع الرأسماليين الامريكان والبريطانيين وبقية الشلة كألمانيا ...
وقد قرأت فيما قرأت ان النظام الرأسمالي الدولي اوجد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كأدوات لاستغلال الشعوب الفقيرة واخضاعها لإرادتهم وشروطهم المؤذية وبدون الالتفات لمعاناة الانسان ومن خلال قروض ظاهرها انساني وباطنها شر مستطير وبشروط مجحفة تكسر ظهر الشعوب (الطبقة المتوسطة والفقيرة) باسم التقشف يتضرر منها الفقير ويستفيد الغني ..كما يحدث اليوم مع اليونان .والذي دفع بالشعب اليوناني بالتمرد على الاتحاد الأوربي بقيادة ميركل المانيا وشروط تقشفهم ..
وللأسف اصبح العراقيين جهلة واميين بالصراع بين النظم الاقتصادية في العالم بسبب الحرب الشعواء التي شنتها الجماعات اليمينية ومنذ عقود من الزمن ضد الفكر اليساري ودعاته وتشويه صورته ..حتى وصلنا اليوم ...اذا سالت شابا عراقيا عن مفهوم اليسار واليمين يجاوبك ( روح عمي اول شي شبعني وامني وبعدين اسألني عن اليسار واليمين ) أي بمعنى اخر ان العراقي اليوم حاير بالمصايب التي يعيشها يوميأ...اما اذا سمع بكلمة الديمقراطية فتراه يلعنها ويلعن سلفة سلفاها ..بسبب التجربة الفاشلة التي يعيشها ..
وفي الحقيقة العلة ليست في الديمقراطية ذاتها وانما العلة بالحكومات والأحزاب والشعوب التي لا تحترم الديمقراطية كممارسة ولايؤمنون بفائدتها بقدر استغلالها للوصول الى السلطة وكرسي الحكم بالتزوير والخداع وشراء الأصوات ..
الديمقراطية الحقيقية تحصن الشعوب للحفاظ على حقوقها كما حدث في العديد من الدول الاوربية ولاسيما في بريطانيا واخرها بالأمس تجربة الشعب اليوناني ...اذا صوت رافضا الخضوع الى شروط الدائنين الاوربيين لفرض التقشف وتجويعهم واذلالهم ..
فاليسار اليوناني وجه صفعة قوية لليمين الأوربي بقيادة ميركل الألمانية ...انني اعتقد وبسبب سياسة تجارة السوق الحر التي تفرضها الولايات المتحدة على دول العالم الضعيفة ومن خلال الضغوط التي تمارسها المؤسسات المالية الدولية الخاضعة لها ستدفع بالعالم الى هاوية الفقر والجوع وبالنتيجة الثورة ضدها ..
حتى ان اخر إحصائية لعدد الجياع في العالم وصل الى 60 مليون نسمة وهذا مؤشر سوف يدفع بالعديد من دول اوربا الفقيرة بالتمرد على الدول الغنية وربما ينهار الاتحاد الأوربي خلال عجة سنوات .. واعتقد ان الراسماليين سيفتعلون اشعال حرب لامتصاص نقمة شعوبهم المتمرة ولكي يتجنبوا انهيار نظامهم الراسمالي ..وعلى الأكثر سيكون ميدان الحرب المقبلة خارج حدود اوربا ..
ومما يؤلمني شخصيا ويؤلم كل عراقي مخلص ومحب للعراق ان يشاهد حكومة المحاصصة الطائفية ركضت ولازالت تركض للحصول على قروض قد تكون نتائجها وبال على شعبنا في المستقبل وربما تحمل في طياتها شروط مذلة ومهينة ... وما هجمة الدو اعش اليوم لادق دليل على ذلك ولتحقيق هذا الهدف الحقير وهو استنزاف ثروة العراق ..
وللأسف لا الحكومة تحترم الديمقراطية ...ولا الأحزاب السياسية الطائفية الحاكمة تحترم الديمقراطية ...والادهى من ذلك ان المواطن لا يفهم ان التمسك بالديمقراطية هو قوة وهو طوق النجاة من المستنقع الذي يعيشه حاليا ..ولكنه للأسف لايعرف قيمة صوته ولايحترمه وانما يبيعه بثمن بخس او يعطيه مقابل وعد كاذب ..
انني اعتقد ان على اليسار العراقي ان يتحرك ويستفيد من الأوضاع المتغيرة في العالم ...ولاسيما وان الفقر والبطالة تنتشر كالنار في الهشيم ..وعلى المواطن العراقي ان يستيقظ من نومه ويتمرد على من يستغله ونبذ الطائفية واحزابها ومحاصصتها جملة وتفصيلا ...وعلى الأحزاب الحاكمة ان تدرك ان استمرارها بالحكم هو بالتمسك بالممارسة الحقيقية بالديمقراطية والنجاة هي بالعودة للشعب في القرارات الحاسمة فهو صاحب القرار الحقيقي ..
للأسف لا احد من الساسة العراقيين الحاليين المستفيدين (والاغلبية) منهم اما فاسد او فاشل وبكلامي لا يؤمنون ..وللديمقراطية لا يحترمون ..
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ