الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو خلف

عبد الله السكوتي

2015 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



وهذا هو اسم الجرذ الذي غزا مطبخنا المعدني القابع هناك في زاوية الدار غير المكتملة البناء، ابو خلف هذا اتعبنا كثيرا، وصار زائرا لنا في كل وقت، فاطلقنا عليه اسم (ابو خلف)، جربنا معه انواع السموم، صار لايهرب ولايخاف اعتاد على صيحاتنا الكاذبة، فنحن بمجموعنا لانجرؤ ان نضربه، فقط نضرب الارض ونصرخ عاليا علّه يهرب، او يذهب الى عائلته في الدار الفارغة المقابلة، لم تنفع السموم فقد اعتاد عليها (ابو خلف)، تعبنا من الذهاب في كل اسبوع الى الخلاني لجلب سموم جديدة، المبلغ الذي صرفناه على السموم يكفي ان يبني مطبخا داخل الدار، ومشكلة (ابو خلف) انه يجرد الطباخ والثلاجة من الصوف الاصفر الذي يوضع كمانع لتسرب الحرارة.
قضية (ابو خلف) العويصة ذكرتني بالسياسيين لدينا، اكثر من ثلاثين مليون عراقي يدعو عليهم في رمضان وسواه من الاشهر: اللهم افقرهم كما افقروا العراق، اللهم شتت عوائلهم كما شتتوا العوائل العراقية، اللهم يتم ابناءهم كما يتموا اطفال العراق، دعوات متكررة، ولكنهم يزدادون قوة وشبابا، والسم كما لم ينفع مع ( ابو خلف)، صار الدعاء لاينفع مع السياسيين، فربما اعتادوا عليه، او ان الله اعتاد ان يسمعه كل يوم فصار غير مهم، رمضان الجوع والنازحين خلف غصة في افواه العراقيين، وما كنا نخاف منه وقع، في ان يجمع علينا سياسيو الغفلة الجوع والموت معا.
لا تستغرب ان ترى مثلا الدكتور حسين الشهرستاني بعد اربع سنين، وزيرا للنقل، ولاتستغرب ان ترى الدكتور الجعفري رئيسا للوزراء مرة اخرى، اوان ترى باقر جبر صولاغ وزيرا للنفط، وان ترى هوشيار مثلا وزيرا للدفاع، او رئيسا للجمهورية، وترى فؤاد معصوم رئيسا لاركان الجيش، وترى المالكي وزيرا للنفط، وترى الاعرجي مثلا وزيرا للكهرباء، وترى وترى وترى، فالعراق حمل من اميركا وايران حملا ذميما ولم ينجب غير هؤلاء الذين لاينفع معهم دعاء، ولاتنفع معهم صرخات عالية، اوضرب الجدار، او ضرب الباب ، مثل ( ابو خلف).
ستبقون ايها المساكين تحت حكم هؤلاء، فهم لايموتون كالآخرين، ولايستقيلون مثل بقية الدول، ولاتسقط بهم طائرة مثل الطيار العراقي في اميركا، ولاتغرق بهم باخرة مثل اللاجئين الى دول اوربا، ولايأتيهم صاروخ تائه كما في بيوت الحواسم في بغداد الجديدة، ولايسقط عليهم هاون مثل النازح من الرمادي الذي اظهرته قناة البغدادية في برنامج حزورة بليرة ، فنسي المقدم الحزورة او تناساها وبكى بكاء مرا على نازح الانبار المسكين، ولايمكن ان يكونوا كضحايا سبايكر ويحتجزهم ارهابي في مناسبة فطور رمضاني كلف الدولة ملايين الدنانير.
هكذا هم خلقهم الله ولم يخلق سواهم، يسرقون وسرقاتهم واضحة للعيان ولكن المرجعية لاتصرح باسمائهم، في كل خطبة جمعة تذكر الفساد وتعلم من يمتلك الفلل والابراج، ولكن لاتقول فلان لص، يمتلكون عصابات، وصار مشروعا لاي منهم ان يرتدي الملابس العسكرية، كما يرتدونها اتباعه، ويحملون السلاح في اي وقت وفي كل مكان، صار العراقي لايعرف مع من يتكلم، حتى العمالة الذين يعملون في البيوت، يرتدون الزي العسكري، والمقاولين كذلك والخلفات.
وصاحب الاسواق الذي يأمرك ان تشتري مايريد، وليس ماتريد، وابو خلف في الحياة، ولا ادري كم يعمر الجرذ، لاعرف متى خلاصي منه، اعرف ان الكلاب مع فائدتها تعيش عشر سنوات، عمرها قصير، ولكن ابو خلف مع اصراره على الحياة وتناوله جميع السموم التي جلبتها له، لايمكن ان يكون خاضعا للموت كما هم السياسيون في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإجراءات الدستورية في حال وفاة رئيس الجمهورية في إيران


.. بعد إعلان إيران موت الرئيس بحادث تحطم طائرة.. من هو إبراهيم




.. مصادر إيرانية تعلن وفاة الرئيس الإيراني بحادثة تحطم مروحية|


.. إيران تؤكد رسمياً وفاة رئيسي وعبد اللهيان.. في تحطم المروحية




.. إيران تودع رئيسها الثامن.. من هو إبراهيم رئيسي وكيف وصل إلى