الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو جئت اليوم لحاربك الداعون اليك

سامي كاظم فرج

2015 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى استشهاد علي بن ابي طالب نقف باجلال واكبار امام هذه القامة الشامخة لنتعرف ولو بالشيء اليسير عما اراده وسعى اليه وهل ان من يدعي الولاء لعلي يتشبث بقيمه ومبادءه بالفعل ام ان اسم علي اضحى جداراً يختبيء وراءه كل من يتقاطع مع سلوك وقيم هذا الرمز العظيم..؟!
حين نستعرض شخصية الامام علي فلابد لنا من الخشية بشيء في ان نخفق في تغطية الجزء اليسير من تاريخه وتراثه الفكري والمعرفي هذا الارث الانساني الكبير الموسوعي الشامل.
حين يتطرق احدنا لاي موضوع او يدخل في نقاش مع مجموعة حول هذه الفكرة او تلك.. فلا بد ان يحظر في دواخله علي و ما سطره وذلك لما له وبخاصة لمن تابعه واطلع على فكره وعطاءه.. من موسوعية وتنوع وشمول فما ترك حالة او علة او مسألة الا ووضع بصماته عليها وبت فيها..
فهو رجل الاقتصاد ورجل الاجتماع ورجل الحرب ورجل السلام فما للذين يتمشدقون بحبه مدعين بأنه المثل الاعلى لا يتشبثون بقيمه وافكاره ويستنجدون بدواءه الشافي..؟!!
في هذه الايام الساخنة والتي تسخن فيها الارض يوما بعد يوم تحت اقدام الطغاة المارقين الذين ضاق بهم التاريخ وبما يختزنون من رديء قميء ان لا مكان لهم غير مزبلته ..هؤلاء الذين اعتقلوا الشعوب وكبلوا حرياتها بسلاسل من نار.. تنبثق هذه الايام وتتردد مفردة (الحرية).. فالشعوب العربية حين التمست وتذوقت طعم الحرية ادركت ان عليها وبيدها القرار الحاسم الذي سيعينها التاريخ على اقراره والذي خلاصته (اما الحرية واما هؤلاء) فوجودهم والحرية على طرفي نقيض..!!
لعل ما يتجسد امامنا من مثل راقية هو ما ننهله من معين الامام علي والذي يعتبر ابلغ واعلى ما قيل في حرية الانسان.. فحين توجه اليه احدهم بالسؤال : (لم تعبد الله..؟!) وبعد ان طلب من السائل الجلوس رفع يديه الى السماء وبكل ثقة وثبات قال : (اللهم اني جئتك عابدا لا خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك ولكني وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك..)
لو استلهمنا وسبرنا اغوار هذا الخطاب الثاقب والبليغ لاكتشفنا ان ما يريد ان يجسده علي ويؤكد عليه هو الحرية... فلو لم تكن الحرية هي من اولويات خلق الانسان ووجوده وهذا ناتج بالطبع من ارادة الخالق.. لو لم تكن هكذا لما تشبث بها الامام علي ليؤكد على نفي ان يكون الخوف او الطمع هما الدافع لعبادة الخالق ولكنها القناعة في اهلية الله للعبادة..
ما بنا لا نستلهم كل قول قاله.. وكل خلق تمثله.. ففي كل ما قال وفي كل ما فعل كان يطمح وبقدر ما يطمح لحريته وكرامته .. لحرية وكرامة الرعية واحقاق الحق وازهاق الباطل.. هذا الباطل الذي اول ما يداهم في قرصنته الشريرة (حرية الانسان)..
ان المفكرين والمنظرين والعباقرة حين يستذكرون هذا الشاخص العظيم فأنهم لا يستذكروه لاجل الاطراء والمديح ولكن لاجل الاسترشاد بقيمه ومفاهيمه وثوابته..
فهو الذي رسخ المفاهيم والمفردات التي تكرس حرية الانسان وحتى في تفاصيل حياته اليومية.
فلندلوا بدلونا ونرتشف ولنتعلم ما الذي تعنيه الحرية بالفعل لا ان نأتي بتعاريف جاهزة و (على المقاس) ثم نضع هذا الرمز وذاك العلم وهذا الشاخص مجرد دروع تقينا من هذه العبوة وتلك المفخخة..!!
انبيك علياً
ما زلنا نمسح بالخرقة حد السيف
ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف
ما زالت عورة عمرو ابن العاص معاصرة
وتقبح وجه التاريخ
ما زال كتاب الله يعلق بالرمح العربيا
ما زال ابوسفيان بلحيته الصفراء
يؤلب باسم اللات العصبيات القبليا
ما زالت شورى التجار ترى عثمان خليفتها
وتراك زعيماً سوقيا
لو جئت اليوم لحاربك الداعون اليك وسموك شيوعيا
سامي كاظم فرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس