الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة الأمعاء الخاوية.. مرحبا بالعاصفة !

سعيد أحنصال

2015 / 7 / 7
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


معركة الأمعاء الخاوية.. مرحبا بالعاصفة !

"أحرُسُ النقطةَ
ما فرَّطت بالنقطةِ يا من فرَّطوا بالنهر"
(مظفر النواب)

بحلول مساء يومه الثلاثاء 07 يوليوز 2015، يدخل الإضراب المفتوح عن الطعام لمناضلي الحركة الطلابية ورفاق النهج الديمقراطي القاعدي بموقع مكناس الصامد القابعين بسجن تولال-2 سيء الذكر والوجود، أسبوعه الثاني. دفاعا عن هويتهم السياسية وانتمائهم الجماهيري وقناعاتهم الفكرية، ومن أجل إطلاق سراحهم كمعتقلين سياسيين وأسرى حرب طبقية يشنها النظام القائم ذو الطبيعة اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية بكل ما أوتي من عنجهية ضد المناضلين التقدميين وفي الطليعة منهم؛ الماركسيون-اللينينيون.
عشرُ أبطال موزعين على مجموعتي سفيان الصغيري وزهير بلعياشي. الأولى تم الحكم على أفرادها الأربعة بـ 20 سنة سجنا نافذا بعد قرابة ثلاث سنوات من الاعتقال الظالم، والفريق الثاني الذي تم اعتقاله في غرة ماي اليوم العالمي للطبقة العاملة مازال ينتظر وما بدّل تبديلا. وسط حصار إعلامي وتجاهل "حقوقي" وصمت من أشباه المثقفين يكشف حقيقة ومستوى تواطؤ قوى الإصلاح وأذيالها التحريفية في الهجوم الذي تشنه الرجعية بكل صفاتها الظلامية والشوفينية على الحركتين الطلابية والجماهيرية وقادتهما الثوريين.

وحدها ساحات "28 أبريل" بالحي الجامعي-إناث، و "الشهيدين عبدالرحمان الحسناوي ومحمد الطاهر ساسيوي" بكلية العلوم، ومثيلاتها بكليتي الآداب والحقوق في جامعة اسماعيل، تحفظ للمعتقلين ملاحمهم السيزيفية في الصراع على حقله الإيديولوجي من خلال النقاش مع الجماهير ورفع مستوى وعيها الفكري والسياسي، وتسليحها بالنظرية العلمية الكفيلة بنسف وتصفية ونفي جميع الأطروحات الفاشية لتجليات الحظر العملي أو ما تنفثه الأطراف من سموم تحريفية، وعلى الحقل السياسي-الجماهيري/النقابي إذ سطروا آيات في معنى الترجمة العملية لشعار "مواجهة ما يمكن مواجهته من بنود التخريب الجامعي في أفق المواجهة الشاملة" فتجاوزوا بكفاحهم الثوري الحدود الإصلاحية التافهة وضيقة الأفق، وداسوا بنعالهم الخطوط الحُمر التي يضعها النظام القائم لدعاة "توسيع هامش الديمقراطية" الذين اختاروا لأنفسهم موقع الهامش في التاريخ ذي الحركة اللولبية الصاعدة والتقدمية بطبعها.

ينطلق المناضل القاعدي من فهم علمي للإعتقال السياسي من حيث هو قضية طبقية لا حل لها إلا بحلّ نظام الطبقات ذاته والانتقال نحو الطور الأعلى للإشتراكية؛ الشيوعية. ويخلص من ذلك إلى لا جدوى أي "استعطاف" أو "طلب عفو" يتقدّم به لجلاديه بدءً من سجّانيه الصغار وانتهاءً بالكومبرادور الحاكم بأمر الإمبريالية ورعايتها. وبخلاف من تسكن هواجسهم وتخمد انفعالاتهم النضالية بمجرد الوقوع في أسر العدو ويشرعوا في البحث عن منافذ للاستسلام والسقوط، فإنه هو المشبع بقيم الحرية والتضحية والإباء يرفض تجريده من سلاح العصيان والتمرد، مدشّنا معركة جديدة من داخل معتقله، قوامها "الصمود" الذي يتأرجح بين "الإضراب" عن الطاعة والطعام وصولا الى ثخوم "الشهادة".

لإن كان "أدب السجون والمقاومة" قد أزهر ببلداننا العربية التبعية خلال الربع الأخير من القرن الماضي، وأفلح في تسليط بقعة الضوء على ما يجري "تحت الأرض" من أساليب التعذيب التي تتفنّن النظم الحاكمة بشرق المتوسط وجنوبه في استعمالها والإبداع فيها، ومن ضمن هذه الأنظمة: الكيان العنصري الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة، وإذا كان قد نجح في رسم ملامح الإنسان العربي المقاوم والمعتقل بنظرة تفاؤلية تستشرف من وراء غيوم الحاضر مستقبلا مشرقا مقهقها، فإن أدب القاعديين خاصةً والمناضلين الماركسيين-اللينينيين عامة بالمغرب لم يكتب بعد، وما يزال في أغلبه شفهيا، مفسحا المجال لأقلام مرتدة تعبث بالتجربة وتقلب الحقائق وتزوّر التاريخ لتبرير انزياحها من موقع طبقي لآخر، ومن موقف سياسي لآخر، عسى أن تعلي قليلا من شأن قاماتها الضئيلة والقزمية فكرا وممارسة مهما طاولت أعناقها السماء طولا وخرقت أقدامها الجبال عرضا.

إن خصوصية المقام، مقام الاعتقال السياسي والإضراب البطولي عن الطعام، وخاصية المقال، لا يسمحان بالتذكير بجسامة المهام الملقاة على عاتق كل أحرار هذا الوطن كل من موقعه، أو إسداء الدروس (وإن كنا صراحة أحوج ما نكون لاستخلاصها دوما وأبدا) حول كيفية مواجهة الهجمة الشاملة التي تروم شيطنة وتجريم مناضلينا وخطهم السياسي النهج الديمقراطي القاعدي بثوابته وبرنامجه وتاريخه وكفاحه ومعتقليه وشهدائه.. والتي تتعدى في أبعادها الذات لتطال الحركة الطلابية ككل وفي علاقتها مع مجمل الحركة الجماهيرية خارج أسوار الجامعة.. فلنشحذ أسلحتنا، ونقوي من عزيمتنا ونعزز أسباب وجودنا، استعدادا لصد ورد الهجمة تلو الهجمة لحين تغيير موازين القوى بما فيه مصلحة الجماهير ودك أسس ومرتكزات نظام الملكية الخاصة وديمقراطيتها البرجوازية المبنية على عذابات ومآسي ملايين العمال والفلاحين الصغار المستغَلّين.

المجد والخلود لشهداء الحركة الماركسية-اللينينية المغربية والنهج الديمقراطي القاعدي؛ عبداللطيف زروال، سعيدة المنبهي، الدريدي مولاي بوبكر، مصطفى بلهواري، زبيدة خليفة، عبدالرحمان الحسناوي، محمد الطاهر ساسيوي، نور الدين عبدالوهاب.
تحية المقاومة والصمود لمعتقلي النهج الديمقراطي القاعدي في سجون الرجعية؛ سفيان الصغيري، حسن أهموش، زهير بلعياشي، مصطفى السراطي... وكافة المعتقلين السياسيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود مصرية لتحقيق الهدنة ووقف التصعيد في رفح الفلسطينية | #م


.. فصائل فلسطينية تؤكد رفضها لفرض أي وصاية على معبر رفح




.. دمار واسع في أغلب مدن غزة بعد 7 أشهر من الحرب


.. مخصصة لغوث أهالي غزة.. إبحار سفينة تركية قطرية من ميناء مرسي




.. الجيش الإسرائيلي يستهدف الطوابق العلوية للمباني السكنية بمدي