الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرادعى يقود الهوسبتاليين الجدد وينعق من جديد

محمد السعدنى

2015 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كنا متحلقين حول هيئة الدفاع فى قضية خالد سعيد، رئيسها شيخ المحامين رأفت نوار ومعه زمرة من أكبر محامى مصر، حضر منهم د. أمين الخولى وعصام السعدنى، وعبد الرحمن الجوهرى وآخرون من مثقفى الإسكندرية وقواها الوطنية. دار الحديث فى الصالون الثقافى للجمعية الوطنية التى أسسناها 1995، واقتبس البرادعى وبعض مهاويسه إسمها فى 2010. كان التعليق دائراً حول البرادعى ذلك الرجل الباهت الذى ينصبونه زعيماً دون أية شواهد لهذه الزعامة من كاريزما أو تاريخ نضالى أو مواقف سياسية سابقة تنبؤ عن شخص مناضل صاحب قضية، لقد كان الرجل خلواً من ذلك كله ولايزال يعانى هزالاً وسطحية وطفولة سياسية نادرة، حتى بدا خال الوفاض بلا أمل فى إمتلاء، اللهم إلا من نوبل التى تحوطها الشكوك فى مواقف حامليها من سياسات العم سام وإسرائيل والصهيونية العالمية، ثم رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية التى رشحه لها الأمريكان من خلال حلفاء أفارقة، خلفاً للسويدى "هانز بليكس" الذى استعصى على التدخل الأمريكي في شئون الوكالة وتقارير لجان التفتيش، ولم يجد الأمريكان أفضل من البرادعى المتشوق للمنصب الدولى المرموق ومهما كلفه ذلك، حتى لو كان إتهامه لوطنه مصر بامتلاكها ليورانيوم مخصب فى أنشاص.
جاءت التعليقات حول موقفه المخزى من مستقبليه فى مطار القاهرة عند عودته، وتركه لهم ملوحاً من خلف زجاج سيارته الفارهة، ثم فتوره وبروده أثناء محاكمة خالد سعيد ومحاولته ركوب الموجة دون مؤهلات، يومها تذكرنا جميعاً الوقفة أمام الكورنيش والآلاف المحتشدة بعد صلاة الجمعة فى منطقة الإبراهيمية وسيدى جابر دعما لخالد سعيد والحريات، وتعجب رأفت نوار قائلاً: تصورته يأخذ المبادرة والميكروفون ويخطب فى الناس بنى وطنى... لكنه انصرف كما جاء وعلى مايبدو أنه لم تكن لديه تعليمات مباشرة ممن يحركونه من السفارة الأمريكية ورجال المخابرات أمثال "دان برامن" وآن باترسون وآخرون. عندما زار المنصورة بصحبة الدكتور محمد غنيم واستقبلته الجماهير استقبال الأبطال، وجاء حضوره باهتاً، تماماً كما حدث عندما صلى الجمعة فى الأزهر ورغم الاستقبال الحار، لم تصدر منه خطبة أو كلمة تشير إلى رجل تحركه زعامته وتدفعه قضيته لحشد الجماهير، وفى الوقت الذى كان نوار يهتف فى مرافعته ضد النظام القمعى الذى قتل خالد سعيد ويتوعد بأن الشباب هو صوت الغضب القادم، كان حضور البرادعى فاتراً وباهتاً كما كومبارس يؤدى دوره فى مسرحية لايعرف منها إلا مايملى عليه. كان دائم الهروب من المواقف التى تحتاج زعيماً أو مناضلاَ أو ثائراً، ولأنه يفتقد ذلك كله، دأب على السفر للخارج حتى فى وطيس معارك الثورة. المرة الوحيدة التى قال فيها كلمة كان فى ساقية الصاوى حيث قال جئنا لنهد المعبد على رأس هذا النظام، تعجبنا يومها من هذه الشجاعة الطارئة، لكن توالت الأحداث والمواقف وسقطت كل الأقنعة واختار لنا الببلاوى وبهاء الدين ومصطفى حجازى وملك الطابور الخامس مقاليد السلطة واستبعد كل الوطنيين، وتوالت الأحداث ليستقيل من رئاسة الجمهورية ويضرب وطنه فى خاصرته تنفيذاً للمخطط الأمريكى واستكمالاً للدور الذى يلعبه، ويسافر حيث يستقبله فى جنيف الإخوانى الدولى المجرم يوسف ندا، وتستمر "تتويتاته" كما غراب البين ينعق بالخراب، وكصوت سيده عاد ينعق من جديد بعد أن فشلت محاولة سادته الأمريكان وحلفائهم الإرهابيين فى الشيخ زويد ورفح والعريش. خاب أملهم أن يرفعوا علماً أسود ويعلنوا إمارة، لكن جيشنا البطل أفشل خدعتهم ولقنهم درساً قاسياً، فعاد البرادعى ينعق من جديد، ومعه كل الكلاب العقورة يتحدثون عن استخدام القوة المفرطة ضد الإرهابيين فى سيناء وأكتوبر وغيرها. عاد البرادعى يقود واحدة من طوابير أخوية مالطا فى قوافل الظلام المتلمظة للنيل من مصر التى أفسدت المخطط الأمريكى للشرق الأوسط الجديد وتقسيم المنطقة فى 30 يونيو الذى تزعجهم ذكراها. وعاد البوم ينعق من جديد.
إنه البرادعى عاد ينعق من جديد، ودائماً مايأتى ظهوره مقدمة لهجمة غربية أميركية غير مقدسة على مصر، وكأنه يمهد الأرض لجحافل التتار الجدد يحرقون فى طريقهم الأخضر واليابس أينما حلوا وحيثما وجدوا، أو كأنه قائد طابور غامض من أخوية مالطا "الهوسبتاليين" الجدد الباحثين عن الثأر والماضين فى عبثية أفكارهم ورجعيتها عن حربهم الصليبية التى لم تنتهى بعد ضد مصر باعتبارها طليعة الأمة العربية وحصنها الأكبر ووريثة عرش صلاح الدين الذى هزمهم وطردهم وشردهم.
أخوية مالطا من بقايا فرسان مالطا، كانوا قد فروا إلى رودس بعد أن هزم صلاح الدين الأيوبى الصليبيين واستعاد القدس منهم فى 1291 ثم غادروها إلى مالطا واستقروا بها وحكموها إلى أن طردهم نابليون منها 1798، فاتجهوا إلى روما وأسسوا مايشبه الدولة، واستقر فريق منهم فى القدس مرة أخرى. ولايزالون حتى اليوم يرفعون رايات أعمال الخير ويجزون أسنانهم ويطوون قلوبهم على الثأر والشر، يلفهم الغموض وتحيطهم الأسرار، ولايبدوا من مواقفهم وتحركاتهم إلا مايشى بالتوجس والعداء لكل مايتعلق بالإسلام والمسلمين والعرب بمن فيهم إخواننا الأورثوذكس، وكأنهم لايزالون على العهد فى حربهم الصليبية غير المقدسة.
ولأن التاريخ غالباً مايلقى ببعض ظلاله على الحاضر، فيكشف عما يحاك من مؤامرات ودسائس، جاءت زلة لسان جورج دبليو بوش عن حربه على العراق وأفغانستان بأنها الحرب الصليبية لتدلل على مزاعم كثيرة لكتاب معروفين بأن أخوية مالطا لايزالوا على عهدهم سائرين وأنهم هم "الهوسبتاليين الجدد" حلفاء الماسونية العالمية وأحد قوتين كبريين تشكلان الحكومة العالمية التى تدير العالم من خلف ستار. بمثل هذا الكلام تحدث الصحفى الأمريكى الشهير "سيمور هيرش" ونقلت عنه صحيفة "نيويوركر" ومجلة "فورين بولسى" الأمريكيتين بعد محاضرة ألقاها فى 2008 بالدوحة، أن بعض أبرز القادة العسكريين الأمريكيين ينتمون إلى "أخوية مالطا" وأنهم متعصبون على قناعة أنه يتوجب عليهم إكمال مهمتهم فى الحرب الصليبية التى يرون أنها لم تنتهى بعد. سيمور هيرش أشار إلى بعضهم بالإسم كرئيس قيادة العمليات الخاصة الأميركية المشتركة السابق، الجنرال ستانلي ماكريستال، والذي أصبح فيما بعد قائد القوات الأميركية في أفغانستان، وخليفته ويليام ماكرافن، بالإضافة إلى عدد آخر من كبار القادة والسياسيين. ويذكر التقرير أن عدداً ممن ينتمون إلى "فرسان مالطا" يتمتعون بحضور مؤثر وغامض في مراكز صنع القرارات الأميركية، وقد أثيرت حول بعضهم كثير من "نظريات المؤامرة" على مدى السنوات الماضية ولايزالون. ولقد سبق أن كتبت عن إمبراطورية الماك وورلد والبلاك ووتر والعلاقات السرية الغامضة فى الحرب العراقية وأبطالها النافذين فى النظام العالمى ووكلائه المتآمرين بما يشير إلى أدوارهم الشريرة.
إوصل الماضى بالحاضر ومد الخط على استقامته يقابلك البرادعى وبقية طابوره من الهوسبتاليين الجدد، أخوية مالطا المهزومين وقد غيروا مسارهم فى محاولة رديئة لمعاودة الظهور من جديد. لكن ولات حين مناص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد