الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أخلاقية الأخلاق

دعد دريد ثابت

2015 / 7 / 8
الادب والفن


يعتمد الوجود في هذا الكون بوجوده على غايات
أي منذ الوجود الأول، سعت بكتريا أحادية الخلية للتكاثر، لتضمن لنفسها ونسلها البقاء على حساب غيرها
اذاً، كلما أزداد وعي الكائنات، كلما كانت متطلباتها في الوجود أكثر نرجسية ووحشية، لضمان هذا الوجود.
وكذلك الحب، فهو أنانية بحتة. يدور في منظومة هذا الوجود الغريزي المنشأ، أياً كان نوعه، سواء حب أم لوليدها، أو حب أب لذريته، حب صديق لصديقه أو حب أمرأة ورجل. فالكل يصبّ في نهاية واحدة، الا وهي تعويض نقص، إشباع غريزة وحفاظ وجود ونسل جيني.
أما الأخلاق، فهي شئ متناقض لكل هذا. فهي تتعارض مع غريزة البقاء والوجود مابين هذه النقطتين، الحياة والموت ومابعدهما من حفاظ على نسل البقاء.
فالإنسان كأية خلية أميبية، تولد، تتغذى، تتكاثر، تنتج لتموت، كاسحة في طريقها كل من يعترض ويؤخر هذه الخطوات قاتلة أو آكلة إياها.
والإنسان لايختلف بشئ عن ذلك. أما الأخلاق والقوانين البشرية، فما هي الا محاولة لخلق نظام لهذا اللانظام. لكن من ذا الذي يجزم بصحة ذلك؟ أمن الممكن أن تكون الأخلاق هي بعثرة ولاترتيب لنظام كوني أزلي مثبت. خلطنا أوراقه، فسبب إرتباك وفقدان توازن طبيعي لغريزية الوجود الطبيعية، وهذا الإغتصاب اللاأخلاقي بإسم الإنسانية والأخلاق، أديا الى ردة فعل عكسية تماماً، للمرجو من هذه الفلسفة الأخلاقية، الا وهو إزدياد هذه الخلايا الأميبية بقتلها ليس فقط الخلايا الأخرى التي قد تهدد تواجدها، وإنما بدأت حتى تأكلها والقضاء على نسلها وحتى بأكل نفسها لإصابتها بجنون هيستيري من الفوضى الكونية.
فكل القوانين البشرية التي نتصور إنها لحماية البشر لكي لايتخطوا حدود وهمية فلسفية، هي بالفعل كذلك ولكنها تحمي مصالح فئة أو طبقة أو مجتمع على حساب آخر. فالمجتمعات الغربية ماكانت لتصل الى هذه الرفاهية والحرية لو لم تكن على حساب مجتمعات أضعف منها، فتستعمرها وتهيمن على مواردها الأولية وكأن القوانين التي لم تُكتب الا لمواطنيهم، لكي يعيش هؤلاء المواطنون تحت السيطرة برفاهية العيش، وتتوفر لهم كل متطلبات البقاء الإجتماعي الدخيل الخارج عن النظام الكوني الطبيعي وتسهل مهمة السيطرة عليهم بإسم هذه القوانين المدنية الأخلاقية على حساب اللأخلاقية في مجتمعات أخرى. فينتج عن هذا هوس وفوضى وفتك أُناس ببعضهم، يكون نفس بداية الخلايا الأميبية بقتلها لنسلها. ولكن الأمور لن تقف عند هذا الحد، فمتى ما بدأ التفاعل الكيمياوي لن يستطيع أحد إيقافه، الا بإنتهاء هذا التفاعل، أي ستستمر الأميبيا بالفتك وقرض نفسها لحين فنائها الكامل.
وفي نهاية المطاف، قناعتي هذه بكل تجردية، هي مؤلمة لأنها أوصلتني الى عبثية وجودنا. فغاياتنا لاتختلف عن غايات خلايا أميبية أحادية الخلية ، هذه هي نهلستية الوجود شئنا أم أبينا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت