الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليونان في رقصة تحدي مع الغول الاوربي

مؤيد عبد الستار

2015 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


فاز انصار رفض الشروط الاوربية في التصويت بلا على التقشف الذي ارادت البنوك الاوربية فرضه على الشعب اليوناني .
لقد عانى الشعب اليوناني من الفقر رغم قبوله التخلي عن عملته الوطنية الدراخما و التحول الى عملة اليورو قبل ما يربو على عقد من السنين ، فقد سيطرت العملة الاوربية اليورو على مفاصل الاقتصاد واستطاعت ربط الاقتصاد اليوناني الى عجلة الغول الاوربي الجشع .
فرضت اوربا على اليونان التقشف خلال الاعوام الماضية ، وبدأت الضغط بطلب المزيد من شد الاحزمة على بطون اليونانيين الخاوية اساسا .
بدأت الازمة اليونانية منذ خمس سنوات ، حين بدأت بوادر ازمة ركود الاقتصاد الاوربي ، وهددت وقتها اسبانيا بالخروج من منطقة اليورو ، فحقنوها بعلاج مؤقت ساعدها على الاستمرار في الحياة لبعض الوقت وما زالت تعيش اقتصادا كسيحا لا يستطيع النهوض رغم السياحة وتصدير المنتجات الزراعية .
تعد اليونان احدى بلدان اوربا الفقيرة ، يعتمد اقتصادها على السياحة والزراعة ، اضافة الى اساطيل النقل البحري ، ولكن دخولها في منظمة الوحدة الاوربية ، جعلها هدفا للشركات الاوربية العملاقة التي استولت على اغلب المفاصل الاقتصادية الزراعية والسياحية والنقل البحري ، ومن الاشكالات التي تواجهها عدم تمكنها من اصدار العملة التي تتداولها – اليورو – لان مصدرها البنك الاوربي ولذلك تطرح الخروج من منطقة اليورو لكي تستطيع التعامل بعملتها الوطنية السابقة الدراخما ، والتي تستطيع اصدارها والتحكم بها من خلال البنك اليوناني الوطني ، وتحديد غطاء عملتها ، وهامش التضخم الذي تستطيع التعامل به في اقتصادها .
ستحاول اوربا الضغط على اليونان كي لا تخرج من منطقة اليورو ، ربما بمنحها بعض التسهيلات وخصم نسبة من الديون ، ولكن ستبقى اليونان جرحا في الجسد الاوربي ينزف الدماء ما دام الفقر يخيم فوق رأس المواطن اليوناني ، وما دام المطلوب منه ان يشد المزيد من الاحزمة على البطون.
ان خروج اليونان من منطقة اليورو سيحفز الدول الاخرى الفقيرة – وعلى الاخص دول اوربا الشرقية سابقا – التفكير مجددا بالفائدة التي تعود عليهم من البقاء في منظمة الوحدة الاوربية التي لم تطعمهم عن جوع ولم تغنهم عن فقر ، لذلك ستبذل اوربا ما بوسعها لمنع اليونان من الخروج من منطقة اليورو .
فمثال دولة رومانيا التي يتوافد مواطنوها الفقراء الى السويد للتسول على ابواب المحلات التجارية اكبر شاهد على عدم نجاعة العلاج الاوربي المتمثل بنظام اليورو او بالوحدة الاوربية .
يقر الغرب بوجود ازمة اقتصادية وركود اقتصادي وانتشار البطالة في اوربا ، ولكنه مع ذلك لا يفتح الابواب للتعاون مع دول العالم وانما يضع المزيد من العراقيل امام اقتصادات الدول الاخرى بحجج مختلفة مثل العقوبات على ايران و روسيا ، رغم احتياج اوربا للنفط الايراني والغاز الروسي ، ولكنها تتعامل مع البلدين من زاوية عدوانية لكي لا تسمح لهما بنيل استحقاقاتهما التجارية والصناعية ، ولكي لا تقف على قدم المساواة مع الغول الاوربي الذي يريد التهام البيضة وقشرتها دون ان يدع للاخرين فرصة اقتناص اية لقمة من الاقتصاد العالمي ، فالغول الاوربي ممثلا بالشركات الراسمالية والبنوك الاوربية ، ديناصورات نهمة لا تشبع مهما استولت على ثروات شعوب المعمورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تقبل بمقترح أمريكي لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن


.. فوز الإصلاحي بيزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية




.. حرب وإهمال.. مياه الصرف الصحي تغمر أحد شوارع خان يونس في غزة


.. الاستيطان الإسرائيلي يتسارع بشكل محموم في الضفة الغربية




.. إصابات بسقوط ألعاب نارية وسط حشد من جماهير تحتفل بيوم الاستق