الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برامج تليفزيون الواقع تفرض نفسها وتدخل الفضائيات العراقية دون استئذان!!!

مجاشع محمد علي

2015 / 7 / 9
الصحافة والاعلام


أصبحت برامج تليفزيون الواقع نمطاً يختلف عن الأشكال البرامجية التقليدية التى تعتمد فى إعدادها وتقديمها على نص مكتوب ""-script-، وأشخاصٍ يقومون بأدوارٍ محددة مابين مذيع وضيف، ليظهر قالب فنى مختلف يعرف فى الغرب بتليفزيون الواقع Real Television، يقدم الحياة الحقيقية لأناس حقيقيين، بعيداً عن النمط التسجيلى المتعارف عليه، من خلال رصد يوميات حياتهم أو سلوكياتهم الفعلية بالكاميرا التليفزيونية.
وكانت بدايات انتاج هذه البرامج فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى وقدمت من خلال أشكال متنوعة منها مقابلات تليفزيون الواقع Real TV Confessional التى قدمها فريق من الأصدقاء للتعبير عن أفكارهم فى شكل مناظرات ثنائية وبتنافس يعتمد على الواقعية التامة فى التناول، لتنتشر هذه البرامج فى أوائل عام 2000، وتصبح المادة الأكثر شعبية وجماهيرية على العديد من القنوات الغربية، وهذه النجاحات خلقت رغبة لدى الجمهور فى مراقبة حياة آخرين قبلوا تحت دافع المال أو الشهرة أن يكونوا عرضة للمراقبة من قبل الملايين من المشاهدين فى كل أنحاء العالم.
وفي منطقتنا العربية انتقلت هذه الظاهرة إلى القنوات الفضائية العربية حاملة نفس مضمونها الأجنبى بل ونفس الإسم بالإنجليزية أو مترجماً إلى العربية مثل الكاميرا الخفية، Xfactor، The Voice، ستار أكاديمى، Deal´-or-no Deal، Arab got talent، ليصبح تلفزيون الحقيقة أو الواقع ظاهرة إعلامية تثير الجدل بين الجمهور والنقاد مابين مدافع ومهاجم.
وفي العراق ونتيجةً لحداثة تجربته في الفضائيات وقلة واضحة في الكوادر البشرية المبدعة تأخر دخول مثل تلك البرامج إلى التلفزيونات المحلية، إلا أن هذا النوع فرض نفسه وبقوة على تلك المحطات المحلية منذ عام 2014؛ أي منذ البداية المباشرة في الحرب مع داعش، حتى أصبحت برامج يومية وهو جزء لا يتجزء من الحرب في العراق.
أذا هذا النوع من البرامج الخطير والمهم والمثير بدأ بالدخول في بعض القنوات التلفزيونية من خلال تصوير واقع المعارك الدائرة مع داعش، فبدأنا نشاهد معارك حقيقية ومشاهد مرعبة لقتال حي، وصرنا نلاحظ بإعيننا مثلاً كيف يقتل عناصر داعش أو يستشهد عناصر من القوات الأمنية أو الحشد الشعبي ورجال العشائر ويتم القبض على المطلوبين للعدالة، وكأننا أمام دراما واقعية دون سيناريو أو مؤلف وبعيداً عن نجوم الشباك ليتحول أبطال هذه البرامج إلى نجوم ومشاهير فى دائرة اهتمام الجمهور.
وكان هذا التطور في انتاج البرامج في الفضائيات الأجنبية هو بمثابة دخول تلك المحطات التلفزيونية عصراً جديداً من انتهاك الحريات الخاصة وإباحة التلصص على الآخرين الذين قبلوا تحت دافع الرغبة فى الشهرة أو الاحتياج المادى أن يقامر عليهم الجمهور بالاتصالات التليفونية أو رسائل SMS.
أما في العراق فأن تلك البرامج (برامج الواقع) التي تعرض في غالبية المحطات التلفزيونية عن المعارك الجارية ضد داعش لم تكن بدافع مالية أو الشهرة أو المقامرة؛ وإنما بدافع عقائدي وأخلاقي، فالمقاتلين والمحاربين ضد داعش كان دافعهم الأساسي هو رفع الحالة المعنوية للشعب العراقي وتأكيد أن داعش لم يكن بالقوة التي لا تقهر وأن الأراضي العراقية المحتلة ستعود وفي وقت قياسي؛ وهذا الدافع ربما استغل أيضاً من قبل بعض الفضائيات الفضائية وخاصة المحلية لزيادة مصداقية الجمهور بها؛ كما أنه خير برامج لانها تحضى بمصداقية وأثارة وهي قليلة التكلفة؛ إذا ما حسبنا التكلفة العالية للمؤلف والمنتج والديكور والمقدم والضيوف وغيرهم من العناصر الفنية المشاركة في أي برامج تقليدية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا