الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الولايات المتحدة الأمريكية،إسرائيل،الإتحاد الأوروبي،روسيا، الصين،إيران،الوطن العربي- توصيف حال

هاشم عبد الرحمن تكروري

2015 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



لعل الحال الذي يوجد عليه الوطن العربي، حال قد لا يتكرر في أي مكان آخر في العالم، فلقد اجتمعت لهذا الوطن من الحظوظ ما لم يجتمع لغيرهِ، فالموقع الجغرافي يجعل منه آداة الوصل والفصل بين دول العالم القديم والحديث، فمنه تمر معظم تجارة العالم من وإلى أوروبا وأسيا وإفريقيا، وفي أراضيه توجد الممرات المائية الرئيسة في العالم، أيضاً من باب التاريخ فعلى أرضهِ نشأت الحضارات البشرية أجمع، ومن أحشائه ولدت الديانات السماوية الثلاث، وإليه تهوى أفئدة المؤمنين في العالم، وإليه ترحل التجمعات البشرية للنظر والتعرف على جذور حضاراته والتي منها استمدت حضاراتهم معنى لوجودها،وأمّا إذا نظرنا من باب الثروات والمقدرات في أراضيه، فهو يجمع أكثرها، فنفطه بمثابة شريان الحياة للصناعة في العالم، وينير عواصمه وحضره وريفه، وأما معادنه فهي من أكثر المعادن حيوية وأهمية في العالم ولعل تلك المكانة هي التي جعلت منه الكتف التي يفضل أكلها الجميع لعظم فائدتها وقليل ضررها، ومن هنا نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية وهي اللاعب الرئيس حالياً، والذي يحمل القميص رقم عشرة في ملعب كرة الوطن العربي، يجد له هنا كامل احتياجاته النفطية والموارد الطبيعية التي تلزم لتشغيل ماكينته الصناعية وديمومة استمرارية بقائها، ولذا وجب عليها بمنطق التفكير النفعي أن تضع هذه المنطقة تحت جناحها وأن لا تسمح لغيرها من الطيور أن تكون موجودة فوق هذه الأرض إلا بإذنها وبتشاور مسبق معها، ولتنفيذ هذه الرؤية قامت بإيجاد طبقة حاكمة مستفيدة من تربعها على عروش الحكم؛ محققة مصلحة الولايات الأمريكية ومصالحها الذاتية على حساب الشعوب المقموعة تحت حكمها واستبدادها، وهذه هي معادلة الوطن العربي، وفي حال خرج أحد من عبيد أمريكا عن طاعتها أثارت عليه عواصف الديموقراطية وحقوق الإنسان والأقليات الأثنية حتى يعود إلى دار الطاعة ويصبح بعدها حامي حمى الديموقراطية وحقوق الإنسان والأقليات، وإمّا أن يستبدل بالحكام المجهزين كقطع غيار لديمومة أنظمة الحكم التي ترعاها أمريكا، والناظر للمنطقة يرى ذلك رأي العين في يوم مشمس خالٍ من الغيوم.
وأمّا إسرائيل فهي تلك الجسم الغريب الذي أراد منه الغرب عدم الاستقرار للمنطقة، والخلاص من فتن ودسائس يهود بترحيلهم لوطن قومي لهم على أرضٍ لشعب آخر كُتب عليه الشتات والقتل والتمزيق، وهي بهذا الوصف تقوم بدور محوري فعّال يحقق من جهة مصلحة الغرب بعدم استقرار الوطن العربي وتقدمه وجعله غارق وبشكل دائم بالفتن والنزاعات والحروب، ومن جهة أخرى إيجاد دولة ليهود تحقيقاً لحلمهم الزائف بإنشاء وطن قومي لهم في هذه الأرض المباركة.
وأمّا الإتحاد الأوروبي فما هو إلا مفترس أقل شأنً من حليفه "الولايات المتحدة الأمريكية" يستتر خلفه منتظراً منه أن يرمي له بالفتات.
وأمّا بالنسبة للاتحادية الروسية فهي كاللبؤة التي لا تأكل من الفريسة حتى يأكل زوجها، فهي تحاول اقتطاع حصة من هذه الفريسة إلاّ أن هذا الشيء متعلق بمدى رضا الولايات المتحدة الأمريكية وباقي المنظومة المسيطرة في المنطقة على حجم حصتها من هذه الفريسة.
وأما الصين فهي لاعب يحاول أن يجد له موطئ قدم في المنطقة عِبر التجارة تارة وعِبر استمالة بعض الدول تارة أخرى إلاّ أنها لم تأخذ حصتها التي يرضى عنها المارد الصيني الطموح.
وأمّا الجمهورية الإيرانية فهي صاحبة مشروع صفوي ظاهر بالمنطقة تحاول نشره بكل قواها مستخدمة مواردها النفطية من جهة، والأقليات الشيعية في الوطن العربي من جهة أخرى، وهي بطريقها لتنفيذ هذا المشروع تدعي عداؤها للولايات المتحدة على الرغم من أن كل أفعالها تتساوق بشكل كامل مع الحليف السري، والشيطان الإعلامي.
وأمّا الوطن العربي فهو تلك الفريسة الواقعة بين أنياب تلك الوحوش والتي لا تترك فرصة لنهشها إلا وتغتنمها، بمعاونة من يدعي أنه الحاكم والرئيس والملك الذي يتربع على حكم هذه المنطقة خدمة لأسياده وتحقيقاً لمصالحه الذاتية... فلك الله أيها الوطن السليب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب