الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هروب هادي بين ايجابياته وسلبياته ..؟

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2015 / 7 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


للوهلة الاولى يبدوا ان هروب هادي شكل عنصر مفاجأة للحوثيين وكأنه فلت من يدهم ومن ضغوطهم وهو صحيح جزئيا فقط حيث الاقامة الجبرية تجعل الانسان مكبل وتحت ضغوط نفسية تثير القلق باستمرار وهنا على الرئيس ان يدرك كيف يعيش الشعب من ثلاث سنوات تحت نفس الاحساس والشعور له خلال شهر من الحصار والشعب محاصر وفي حبس جماعي اكثر من ثلاث سنوات ..ولان خروجه او هروبه عملية مخابراتية اقليمية فهي ليست من صنعه ولا صنع مكتبه ومخبريه وحراساته التي تعد بالمئات وقدتم الانفاق عليها ملايين الدولارات ..وهنا هللت احزاب المشترك لهذا الامر خاصة الاصلاح ثم تبعه الاشتراكي والناصري ثم جاء الاخرون بل وارتفع منسوب الشجاعة لديهم - على غير العادة - بان قالوا وهم في زيارة عدن انهم مع هادي ومع تغيير مكان الحوار مع انهم استمروا بالحوار اكثر من شهر وهادي محاصر وكانوا طائعين دون ان يقولوا كلمة ..وكي يكون خروج هادي ايجابيا يجب تفعيل دوره السياسي واستغلال الدعم الخارجي لكنه بحاجة لقاعدة اجتماعية يستند عليها في خطابه وممارساته وهنا قادة المشترك لم يعد لديها قاعدة اجتماعية فهم محل احتقار حتى من غالبيية اعضائهم والمواطن العادي لم يرى من هادي اي ايجابية خلال وجوده كرئيس حقيقي في سنوات ثلاث بل كان يتابع قراراته بتعيين الازلام والمحاسيب وكل من له مراكز قوى دون وجه حق ناهيك عن الانفاق السفهي لشراء الولاء خاصة دور ابنه في هذا الامر ..ثم ان القاعدة الشعبية الاكبر وزنا في الجنوب منقسمة بين الحراك والنخب الداعية لفك الارتباط وبين جزء اخر مشتت دون ان يحسم قراره مع فك الارتباط او مع قرار استمرار الدولة التي ينتظرون تحولات ايجابية لتدعم موقفهم نحوها ..والجناح السياسي والشعبي والشبابي المتجه نحو فك الارتباط يرى بوجود هادي في عدن مؤامرة على مطالبهم المشروعة ويربطون بين وجود هادي وتنسيقه السري مع كل الاطراف في صنعاء بمافي ذلك الحوثيين .. ولن تفيده السفارات الخليجية التي نقلت عملها الى عدن كثيرا الا باعتماد برنامج اقتصادي سريع يبدأ بمشاريع تنموية وبخلق استقرار سياسي في عدن وحضرموت والاقاليم التي ستتوافق معهم ولا اعتقد ان هذا الامر محل اهتمام الخليج حاليا لأن معنى وجود سفاراتهم سوى ان اليمن منقسم الى عاصمتين وسلطتين وطرفي نزاع وهم -اي اطراف النزاع- مجبورون في هذا النراع لطلب ا الدعم الخارجي وهنا تضيع السيادة ويكون للخارج الكلمة الاولى والاخيرة في ادارة السياسة العامة والصراع اليومي ..والاصل ان هادي فقد ميزات كثيرة لوكان ظل في صنعاء وكان يستطيع من خلال التنسيق مع الاحزاب والقوى القبلية والشعبية والشبابية وحتى السفارات في رفع سقف الاحتجاجات الشعبية في كل المدن خاصة صنعاء وقدوم الاف من الشباب من المدن لمسيرات ضخمة مع خطاب سياسي لهادي واعوانه من الاحزاب المؤيده له ثم خطاب سياسي عربي ودولي كله كان سيخفف من تغول الحوثيين ويقلل من تطرفهم وولوجهم مسار التسوية مرة اخرى بشروط بناء الدولة باعتبارهم طرفا سياسيا وليس طرفا مالكا لجزء من السلطة والدولة ..اما اليوم فالحوثي معه نصف السلطة وكل الاسلحة الخاصة بالدولة وتزداد مساحته الجغرافية يوميا مع فقدانه التأييد الشعبي من جراء تصرفات اعضائه ولجانه اللامسؤولة والهمجية وغير المتحضرة داخل المدن وفي التصدي للمظاهرات وغير ذلك ..هنا قد يستمر الاستقطاب اكثر من عام وربما اعوام متعددة تنهار اليمن خلالها وتتحول الى صومال اخر..وكنت قد حذرت من هذا الامر في محاضرة في النادي الديلوماسي واخرى في منتدى صنعاء الثقافي وثالثة في مقر الحزب الاشتراكي ورابعة داخل مؤتمر الحوار وقلت بالنص ان لم يستثمر اليمنيين فرصة الدعم الخليجي والدولي والاسراع بحلول سياسية واقتصادية تعيد بناء الدولة وتحقق انتعاشا في الاقتصاد الوطني فان احداث جسيمة في الاقليم العربي ستحدث لتكون لها الاولوية في الاهتمام الدولي والاقليمي وسيتناسى الاخرون اليمن تدريجيا حد الاهمال كما الصومال ..اذا هادي لن يحقق كل اهداقه من هروبه الى عدن ولن تدعمه قطاعات واسعة من الشعب والاحزاب المؤيدة له ضعيفة واكثر حشد لايتجاوز الف متظاهر وهو نفس الحشد للحوثيين ..والخارج في خطته الانية والمتوسطة ان تبقى اليمن مجالا للصراع وساحة لتصفيات حساب بين اطراف اقليمية اقترب موعد المواجهة بينها واليمن اهم ساحات المواجهة..اوبالنسبة للحوثيين رغم عنصر المفاجأة في هروب هادي وارباكهم الشديد الذي اظهر ضعفهم الامني فالتأييد الشعبي لهم يتضاءل تدريجيا وتزداد المعارضة نحوهم كما ان خطابهم وقياداتهم لم يستوعبوا حقائق الواقع المجتمعي بتكوينه القبلي والجهوي والمدني وباتساع كتلة الشباب وطموحهم للمدنية وبمنطق التاريخ وحركته اللا ارتدادية وبالمتغيرات الاقليمية والدولية التي لها حسابات تتجاوز مطامع الحوثيين وهم لايستطيعون تحقيق تغييرات سياسية واسعة وربما يتسع التأييد نحوهم اذا حققوا استقرار في المناطق التي تخضع لهم وتعاملوا بطريقة مدنية مع الاخرين المختلفين معهم وتصرفوا بمسؤولية حيال مؤسسة الدولة وجيشها وسلاحها ودعموا المؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة ..ومع ذلك لاحل الا بالحوار المسؤول والبنا دون اقصاء لاي مكون سياسي او اجتماعي حوار يكون وفق اجندة جديدة تجعل في اول اهدافها اعادة الاعتبار للدولة وعدم احتلال مؤسساتها او وظائفها من اي حزب او حماعة وان تتشكل جمعية وطنية من 150عضو فقط مهمتها الاعداد لانتخاب رئيس ومجلس نيابي جديد خلال عام من تاريخ تشكلها لان اطالة عمر المرحلة الانتقالية معناه اطالة عمر الصراع ومطامع اطرافه في الابتزاز المتبادل خاصة وان دور المندوب الاممي ضعيف ولاتعنيه اليمن ومستقبلها وشعبها وهو يتحرك وفقا لتوازن القوى المتغيرة دوما في المشهد السياسي ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا