الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الممارسة السياسية الخاطئة افرزت واقعا طائفيا وجهويا ..؟

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2015 / 7 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


هناك من يكتب عن الاقنعة الطائفية في ممارسة صالح والحوثيين بل وممارسة مختلف الاطراف الحزبية وكأنه اكتشف حاجة جديدة مع ان هذه الممارسة تتم عمليا وعلنيا منذ قرن كامل على الاقل في التاريخ الحديث والمعاصر. فحروب الامامة على تعز وتهامة كانت وفق فتاوى وتبريرات مذهبية وحروب الدفاع عن الجمهورية وما تخللها من احداث اغسطس 68 كانت ممارسات وفق تبريرات مذهبية وطائفية .والرئيس صالح اعتمد المذهبية والمناطقية كممارسة عملية لكنه لم يكن يعلنها في خطاباته ومن اقترب منه عرف كل هذه الامور .الصحيح ان المناطقية والطائفية غير مقننة دستورا وقانونا وهو امر جيد لكن الممارسة العملية اقوى من القانون خاصة في بلد تحكمه العقلية التقليدية ذات العرف والتقاليد ولايحتكم للدستور ونواظمه .ففكرة ان يكون الرئيس حاشدي زيدي تم التسويغ لها بمبررات كاذبه وباسانيد تاريخية باطلة فلا حاشد قبيلة وطنية ولاجمهورية ولاثورية ولا مشائخها كلهم مع الجمهورية ولم يكونوا مع الثورة ..هناك اسلوب انتهازي للمشائخ ومصالحهم الشخصية اولا واخيرا كانت ورا مواقفهم ونستثني نفر قليل من الوطنيين افراد ومشائخ وهم موجودين في اكثر من مكان في حاشد وبكيل ومختلف مناطق الشمال ..اما مشائخ الصف الاول كما يطلق عليهم اعلاميا فمواقفهم مشكوكة فيها وهم ممن يستلمون رواتب من السعودية وكانوا مع السلطة وليس مع الشعب ولا مع بناء الدولة بل هم ضد قبائلهم التي تعاني كل انماط الفقر والتخلف ..وكان صالح يتلاعب بالمناطقية والمذهبية تكتيكيا فهو يقرب احدهم من تعز او الضالع او المكلا ثم يقرب افراد من خولان او نهم او ارحب ، ثم يقوم بتصنيع مشائخ جدد في مواجهة مشائخ معروفين ..فيقرب البركاني والراعي والعواضي والزوكة ثم يقرب نخبة من ضباط الامن السياسي والقومي العاملين سرا في مكاتبه ومكتب نجله من مختلف المحافظات مع اخرين مثل الاكوع وهلال ثم يقرب اليدومي والانسي ويختار من الاشتراكي والناصري من يناسب مشروعه الخاص ..وهكذا من ينظر الى خارطة التعيينات في مناصب وزارية ووكلاء ورؤسا مؤسسات وسفراء سيجد الخلفية المناطقية والمذهبية والقبلية والامنية ولا اعتماد لاي مؤشر من الكفاءة والمعرفة والمهارات لانها ليست ذات اهمية بالنسبه له كصاحب سلطة ..وللعلم مع انتشار مناخ الفساد والوساطة والمحسوبية وتزايد الخريجين من الجامعات وانسداد افق العمل العام هنا بدا الافراد والشباب خصوصا يفكرون في الجهويات والمرجعيات لان الواقع السياسي فرض عليهم هذا التفكير كرد فعل غاضب ضد تغييب مقصود للدولة ومؤسساتها مقابل تفعيل مراكز القوى والتقرب منها ..فهناك نخب من عدن وتعز واب كانوا يداومون على زيارة على محسن كل اسبوع وزيارة احمد علي والانسي وهلال والاكوع ثم المهمين في مكتب الرئاسة وعندما تم خروج الشباب بثورة شعبية وخروج صالح من الرئاسة اتجه هؤلاء الى نقد نظام صالح وكانوا يزحفون ليل نهار نحوه . ولايزال هذا المشهد قائم فكيف تم استقطاب اعضاء مؤتمر موفمبيك ومؤتمر الرياض وهل تعرفون الطابور الواقف حاليا من اجل التعيينات كسفراء ووزراء ووكلاء حيث الكشوف متضخمة على اساس حزبي (مقربين من رؤسا الاحزاب -شلل) وعلى اساس مناطقي وامني بل ومزدوجي التبعية حزبيا وامنيا وللخارج ..اذ .. الواقع المعاش يعكس كل انواع الممارسات المعادية للوطن وللمواطنة وللمساواة ومن هنا كتبنا من عشرين عام ولانزال نكتب وندعوا الى بناء دولة المواطنة المتساوية لنخرج من اسر الجهويات ونحاصر دعاتها وثقافتها ومن هنا عملنا ولانزال في نشر مفهوم المجتمع المدني من اجل خلق ثقافة حداثية بمفهوم الوطن والمدنية ومن اجل تاسيس تنظيمات مدنيية قد تتطور وتصبح اهم روافع الدولة الوطنية وروافع المواطنة والمساواة ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل