الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهداف وقيم ثار اليمنيون من اجلها ثم باعوها وقتلوا ابطالها ..؟

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2015 / 7 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


خلال القرن العشرين وحتى ثورة الشعب في فبراير 2011 شهد اليمن خمس ثورات وعشرات الانتفاضات الشعبية كلها كانت تؤمن وتدعوا وترفع شعار اليمن كنزعة استقلالية ونزعة وطنية ذات مظاهر ايجابية لان هذه النزعة تتضمن المساواة في المواطنة عبرت عنها بوضوح اهدف وخطاب ثورتي سبتمبر واكتوبر وتضمنها دستور ثورة48 وجاء افضل نص حولها في دستور الوحدة لعام 90 المستفتى عليه شعبيا .ثم رافق ذلك خطاب سياسي محدود لكنه كان يؤكد على قيم دولة القانون كحامية للوطن وللمواطنين ولتعاملاتهم بمساواة دون تمييز وكان الاعلام والمسجد وخطب السياسيين داخل المعسكرات تؤكد على رفض المظاهر السلبية للتعصب القبلي والطائفي والمذهبي بل وحتى التعصب الديني والغلو فيه لكنه مع ذلك لم يتم دمج هذه القيم الجميلة في الكتاب المدرسي ولايوجد كتاب جامعي يتناولها وهو تقصير كبير في حق الوطن من قبل الحكومات ووزراء التربية والتعليم العالي . ومع ثورة 2011 كان التعبير عاليا وواضحا وكان الجميع يهتف بالدولة المدنية وبالمواطنة المتساوية وبالوحدة الوطنية وكان الالتحام الشعبي جميلا ورائعا لكنه كان -وقد كتبت عن هذا في حينه خلال عام2011- التحام مؤقت وكان الهتاف تكتيك وكان حضور نفر من القبائل ومن الاحزاب ومن جماعات لاحزب لها انما هو حضور استكشافي لمايدور داخل المدن وكيفية استثماره لصالحها او بالاصح استغلاله..وهذا المنطق ايضا كان منطق من تمت الثورة ضده بل ومنطق احزاب ظن الشباب وعامة الشعب انهم مع الثورة وانهم الاطار التنظيمي الذي سيقود التغيير فهذه فرصته التاريخية ..لكن الجميع وقع في فخ الانتهازية الحزبية والسياسية وفي نزق القيادات وبؤسها الفكري والسياسي وفي براجماتية ذرائعية للكثير من المكونات الشبابية فقد ظهر نفر من القيادات الشبابية ذكور واناث وفق نمط انتهازي يرتهنون لقيادات تضعهم في الواجهة لمصالح حزبية ومذهبية ومصالحهم ايضا ..في هذا السياق كله اضاع اليمنييون فرصتهم التاريخية في التغيير بل انهم تحايلوا على بعضهم وكشفوا اقنعة كانوا يرتدونها ايام الثورة وايام الحوار فخلفها تعصب قبلي وطائفي ومذهبي وخلفها رغبة اكيدة في الاقصاء وتدمير الدولة والمجتمع . رغم ان المجتمع قد ترك لهم السلطة بمغانمها وحصصها لكنهم ذهبوا ابعد من ذلك ليقاتلوا شباب وثوارا احبوا اليمن الموحد فكان العقاب بتدمير مدنهم وقراهم من الجو ومن البر والتشكيك بوطنيتهم . وهنا انقسم المجتمع وانقسمت النخبة بل تشرذمت وفق ارتباطاتها داخليا وخارجيا .وظهر جليا ان القتال والتدمير في الداخل انما هو لصالح الخارج الاقليمي الذي يجري تصفيات حساب مع بعضه عبر وكلائه المعتمدين ..انهارت الدولة والمجتمع وانهار معها قيم الوطن والمواطنة وقيم التسامح والتعايش وتعدد الاراء والاختلاف ليحل محلها قيم التدمير والقتل والفكر الواحد والجماعة او الحزب الواحد وللعلم كل مكونات السياسة والحوار شركاء في هذا العبث التدميري وكلهم يعتمدون قيم الاقصاء والتهميش بطرق مختلفه وكلهم يدمرون الوطن والمجتمع بطرق مختلفة مع ترتيب لحجم ومكانة كل واحد فيهم في عملية التدمير والتخريب والوكالة للخارج ..هنا انهارت قيم المدنية واهتز في نفوس اليمنيين وعقولهم مغهوم الوطن تحت دعاوي اوطان ودويلات عدة ..ومع انهيار هذا القيم ذهبت البندقية المستأجرة تأكل الشعب والثوار والابطال من اكثر من طرف ومن مكان والخارج الاقليمي يسخر من اليمنيين الذين يخربون بلادهم ودولتهم ويقتلون بعضهم ثم يتسولون حلول ومعالجات سياسية من الخارج ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة